عانى ديراج، وهو مدير تنفيذي في مجال العقارات يبلغ من العمر 38 عاماً، من العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض المناعة الذاتية إلى جانب آلام شديدة في الكتف لسنوات عديدة، ولكنه رأى حياته تعود إلى طبيعتها في غضون أربعة أشهر من اتباع نظام الطب البديل الشمولي من ويلث (Wellth)، عيادة الطب الشمولي في دبي. جاء ديراج إلى مركز ويلث بحثاً عن حل شامل لمشاكله الصحية بعد معاناته من أمراض مزمنة الواحد تلو الآخر لأكثر من 10 سنوات، حيث بدأت أعراضه خلال طفولته، عندما تم تشخيصه في البداية بمشاكل في المعدة. بعد سن العشرين، نمت قائمة أمراض ديراج لتشمل تقلبات سكر الدم والتعب ومتلازمة القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي وفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة والكبد الدهني والسمنة والالتهابات الشديدة والصداع النصفي وغير ذلك الكثير. وبالإضافة إلى حالته المزعجة بالفعل، تعرض ديراج لإصابة خطيرة في الكتف منذ ستة أشهر، مما أدى إلى فقدان نطاق الحركة والقوة العضلية في كتفيه، مما جعله غير قادر على القيام بأي نشاط باستخدام كتفيه.
يقول ديراج: “لقد تغيرت حياة عائلتي بسبب مرضي، وقد تألمت بشدة بسبب الخوف والقلق الذي رأيته على وجوه أفراد عائلتي”. وجد ديراج صعوبة في العيش كل يوم، لكنه أصر على الانخراط في العمل ودعم أسرته والبحث عن حلول دائمة لمشاكله الصحية. ويعلق ديراج قائلاً: “لست متأكداً من عدد الأطباء الذين استشرتهم في حياتي، ربما بين 25 و 30 طبيباً، كانوا يعالجون كل عرض حاد دون معالجة السبب الأساسي، لكنني لم أتمكن من إيجاد علاج دائم لمشاكلي الصحية وكان هذا مرهقاً بالنسبة لي ولعائلتي”. لم يبدأ ديراج رحلته نحو التعافي الشامل إلا بعد أن اكتشف نهج الطب التكاملي الشمولي في مركز ويلث وبرنامجه الذي يستمر 12 شهراً.
وقام الدكتور آشر، أخصائي الطب التجانسي، والدكتور خالد شكري والسيدة نيتا ناريش جافيري الممارسان في الطب الوظيفي، بتوجيه ديراج من خلال نظام مصمم خصيصاً له حسب نهج الطب الوظيفي لعلاج السبب الجذري لآلامه، وهذا النظام يتضمن علاج الأمعاء وضبط النظام الغذائي وممارسة الرياضة والسيطرة على الإجهاد عبر جلسات صحية باستخدام الأشعة تحت الحمراء والعلاج بالتبريد وساونا الأوزون والعلاج الكهرومغناطيسي وما إلى ذلك.
وقد أدى هذا النهج إلى تحسن كبير في حالة الاضطراب في الجهاز الهضمي والتي يعاني منها ديراج، ففي غضون أشهر، فَقَدَ ديراج 7-8 كيلوغرامات من وزنه، وخفَّض الجرعة العالية من أدويته، وتحسنت جودة نومه بشكل طبيعي، ولاحظ انخفاض مستويات الالتهاب لديه. وقد قدمت عيادة العافية لديراج مجموعة متنوعة من العلاجات لتقوية جهازه المناعي وتعزيز صحته العامة والحفاظ على عافيته بشكل مستدام على المدى الطويل.
كما أشار الدكتور خالد شكري، وهو طبيب متمرس يتهافت عليه المرضى بشدة في مجال الطب الوظيفي، قائلاً: “نحن نطبق المعرفة العلمية والحكمة المستمدة من مجموعة متنوعة من الممارسات التقليدية. لذا، فإن الأمر لا يتعلق باختيار هذا النهج أو ذاك، بل بالأحرى نأخذ الأفضل من كلا النهجين ونطبقه على المريض والحالة بعينها”،
وأضاف قائلاً: ” نميل في الطب الغربي إلى علاج هذه المشاكل بالأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة في السيطرة على الأعراض ولكن هذا النهج يمكن أن يكون له آثار جانبية شديدة أيضاً. ما نقوم به في ويلث هو البحث عن الأسباب الكامنة – والتي عادة ما يكون لها علاقة بمزيج من سوء التغذية وصحة الأمعاء بشكل عام، والإجهاد والسموم والالتهابات منخفضة الدرجة. لذلك فقد تم تصميم ويلث لتقديم “الدواء الجيد” فقط.
وبحسب مدربة الصحة السيدة نيتا، وهي ممارسة للطب الوظيفي وواحدة من معالجي ديراج في مجال العافية في ويلث، فقد شهد ديراج انخفاضاً بنسبة تزيد عن 75% في جميع أعراض المرض بعد حوالي 7-8 أسابيع فقط من الالتحاق ببرنامج ويلث المصمم خصيصاً له. وإذا تساءلتم لماذا، فالجواب هو: لأن فريقاً تعاونياً من الأطباء والممارسين الطبيين ومدربي الصحة ومعالجي الصحة السلوكية وغيرهم من المتخصصين في ويلث، بمن فيهم الدكتور خالد شكري أخصائي الطب الشمولي وأخصائي الطب التجانسي الدكتور آشر، قاموا بتشخيص وعلاج أمراض ديراج بطريقة منسقة. وقالت نيتا: “نحن نعتني بالأشخاص الذين لديهم قائمة “كاملة” من المشاكل، ولهذا السبب نطلق على أنفسنا أطباء “شاملين”. يتعلق “الطب الوظيفي بربط النقاط ببعضها البعض، وهو نموذج تفكير يعالج لغز الأمراض المزمنة المعقدة بالكامل من خلال علاج السبب الجذري”.
استخدم فريق ويلث في حالة ديراج، طريقة علاجية من ثلاث خطوات، واكتشف الفريق بسرعة أن تناوله للطعام كان غير متوازن، وكان يعاني من نقص غذائي حاد، بما في ذلك انخفاض مستويات الفيتامينات. وبفضل نهج الدكتور خالد في علاج الأمعاء وتطهيرها من الطفيليات، والمكملات الغذائية، والتوجيه بتغيير نمط الحياة والعقلية، بدأ ديراج يشعر بالتحسن على الفور تقريباً حيث بدأ الالتهاب في الجهاز الهضمي ومناطق أخرى من جسده، والذي تسبب في العديد من مشاكله، بدأ في الانحسار.
وقال الدكتور آشر، “تحفز حالتنا المزاجية وعواطفنا بعض النواقل العصبية في أدمغتنا، وهي ذات تأثيرات طويلة المدى على إنزيماتنا وهرموناتنا، وعندما تكون هذه الإنزيمات والهرمونات غير متوازنة على شكل زيادة أو نقصان، فقد تتسبب في مرض مناعي ذاتي. وبمجرد أن أفهم التاريخ الصحي للمريض، أعرف أي حالات مزاجية وعواطف تنشط بعض النواقل العصبية، وبالتالي فإن العثور على السبب الجذري الأساسي يساعد في علاج الحالة وفي ذات الوقت أقوم بتثقيف المريض حول الأمور الأساسية لمرضه، حتى يتمكن المريض بمحض إرادته من التركيز على تعديل نمط حياته لتحسين صحته.
وتوضح السيدة نيتا سبب كون الطعام أكثر فعالية وأسرع وأقل تكلفة من معظم الأدوية بقولها: “إن الطعام أكثر من مجرد سعرات حرارية، فكل لقمة تغير كيمياء الدماغ والهرمونات والجهاز المناعي وبكتيريا الأمعاء والتركيب الجيني”. كان ديراج يعاني من زيادة الوزن عندما انضم إلى ويلث، حيث كانت نسبة الدهون لديه عالية وكتلة العضلات منخفضة، وبعد عدة جلسات من تدريب الجسم بالكامل لمدة 20 دقيقة وجلسات علاج الأحماض الأمينية، خسر ديراج دهوناً كثيرة وبدأت عضلاته بالنمو. إضافة إلى ذلك، فقد انخفضت مستويات البروتين التفاعلي من النمط (سي) لديه من 10 إلى 1 في غضون شهرين من إجراء تعديلات نمط الحياة، وتعافى من إصابة كتفه بشكل أسرع، مما سمح له بتحريك ذراعيه بحريّة أكبر.
لقد خسر ديراج 8 كيلوغرامات على مدى أربعة أشهر نتيجة لأسلوب حياته الجديد، ولم يعد يعاني من مشاكل الجهاز الهضمي، كما انخفضت كمية الأدوية التي يتناولها، واستعاد السيطرة على حياته.
ما هي نصيحة ديراج للآخرين؟ “يجب أن تناضل من أجل نفسك وتفعل ذلك بنفسك! استمر بذلك ولا تستسلم أبداً”.
يصف الدكتور خالد شكري قصة ديراج بأنها “رائعة” ويضيف قائلاً: “آمل أن تحفز هذه القصة الآخرين على اتخاذ زمام المبادرة ومتابعة هذا النوع من العلاج الشامل، إذ أن الطب الشمولي يقدم خارطة طريق سهلة يمكن تنفيذها واتباعها بسهولة على المدى الطويل.