الجلطات الدموية عبارة عن كتل من الدم تشبه الهلام وتتشكل استجابة لإصابة أو جرح. ويمكن أن تكون جلطات الدم خطيرة أيضا إذا تشكلت دون سبب وجيه ولم تذب بشكل طبيعي.
وتشير دراسة جديدة نشرت في مجلة Medicine & Science in Sports & Exercise إلى أن جلطات الدم التي تتشكل دون سبب وجيه يمكن أن تحدث أثناء التمرين المكثف بعد تناول مشروب غني بالكافيين.
والكافيين هو الدعامة الأساسية لنظام ما قبل التمرين لأنه يزيد الطاقة والتركيز. ومع ذلك، فإن التخلص منه قبل حدوث نوبة حادة قد تنتج عنه آثار غير مرغوبة.
ووجد الباحثون أن شرب الكافيين يزيد من تخثر الدم أثناء جلسات التمارين الشاقة، ما يعرض الفرد لخطر الإصابة بجلطات الدم.
والتخثر هو العملية التي يتحول فيها الدم من سائل إلى هلام، مكونا جلطة دموية.
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، تابع فريق البحث جلستي تمرين لـ 48 شابا بمتوسط عمر 23 عاما ومؤشر كتلة جسم طبيعي.
وحصل المشاركون في الدراسة على مشروب، وهمي في البداية ثم مشروب غني بالكافيين، قبل الانتهاء من تمرين صعب على دراجة التمرين، ثم تم سحب عينة من الدماء منهم.
ولاحظ الباحثون أنه بعد تناول الكافيين، كانت مستويات التخثر أعلى بشكل ملحوظ، ما يعرض الذين شملتهم الدراسة لخطر الإصابة بأمراض مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو الجلطة الوريدية العميقة أو الانسداد الرئوي.
وتعد النتائج مقلقة، ولكن لا ينبغي أن تمنع الناس من التخلي عن نظام التمرين المفضل لديهم.
وقال بول ناغلكيرك، مدير مختبر فسيولوجيا التمرين التكاملي في جامعة بول ستيت: “بالنسبة لمعظم الناس، الكافيين آمن، وكذلك التمارين الرياضية. البالغون الأصحاء الذين يتمتعون حاليا بفوائد الكافيين كإجراء تمهيدي قبل التمرين أو قبل المنافسة ليس لديهم سبب كبير للقلق بشأن احتمالية تخثر الدم”.
ومع ذلك، قد يرغب الأشخاص الذين يعانون من مؤشرات قلبية وعائية ضعيفة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو تاريخ من التدخين، في تجنب الكافيين في الأوقات القريبة من التمرين الرياضي.
ووقع توثيق ارتباط الكافيين بتكوين الجلطة الدموية في دراسة أخرى قادها البروفيسور مارك وايتلي، استشاري جراحة الأوردة.
ووفقا للبروفيسور، يمكن أن يتسبب الكافيين في تجفيف الجسم وهذا يضع الأساس لجلطات الدم.
وأوضح: “الجفاف يؤثر على مكونات الدم، ما يجعل الدم أكثر كثافة ولزوجة. ويتدفق الدم في الأوردة بمعدل أبطأ منه في الشرايين، لذا فإن الجفاف يزيد من فرص الإصابة بجلطة دموية في الأوردة”.
ويُعرف هذا باسم تخثر الأوردة العميقة (DVT)، وهي حالة طبية خطيرة تزيد من خطر حدوث مضاعفات، مثل السكتة الدماغية.
وتشمل أعراض الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، التي تتطلب الذهاب إلى المستشفى، الألم والتورم في الساق وضيق التنفس وألم الصدر.
كما تتضمن الأعراض العامة مايلي:
– خفقان أو تشنج في ساق واحدة (نادرا ما يكون في كلتا الساقين)، عادة في ربلة الساق أو الفخذ
– تورم في ساق واحدة (نادرا ما يحدث في كلتا الساقين)
– الجلد الدافئ حول المنطقة المؤلمة
– جلد أحمر أو داكن حول المنطقة المؤلمة
– الأوردة المنتفخة التي تكون صلبة أو مؤلمة عند لمسها
ويمكن أن تحدث هذه الأعراض أيضا في الذراع أو البطن إذا كان هذا هو مكان تجلط الدم.