يُنظر إلى الزبادي اليوناني على أنه طعام فائق الجودة، فهو مليء بالبروتين أكثر من الزبادي العادي، ويقدم العديد من الفوائد الصحية.. لكن هل هذه الفوائد حقيقية فعلاً؟
ما الزبادي اليوناني؟
شهد الزبادي اليوناني، الذي يشار إليه أيضًا باسم “الزبادي المصفى”، زيادة في شعبيته خلال السنوات الأخيرة، ويُعزى ذلك – إلى حدٍّ كبير – إلى خصائصه الغذائية الغنية، وتعدد استخداماته في ممارسات الطهي المختلفة.
والزبادي اليوناني هو منتج ألبان، يتم تصنيعه عن طريق استخلاص مصل اللبن واللاكتوز من الزبادي العادي، فينتج عن هذا الاستخلاص نوع زبادي، يتميز بقوام أكثر سمكاً ودسماً، مقارنة بنظيره العادي.
تبدأ رحلة صنع الزبادي اليوناني تماماً مثل رحلة الزبادي العادي، أي عن طريق تخمير الحليب باستخدام مزارع البكتيريا الحية، لكن ما يميز الزبادي اليوناني هو الخطوة اللاحقة، حيث يخضع لعملية تصفية إضافية؛ لإزالة مصل اللبن، وهو منتج ثانوي يحتوي على اللاكتوز، وهو نوع من السكر الموجود في الحليب.
وعملية التصفية هذه بالغة الأهمية؛ لأنها تؤدي إلى منتج نهائي ليس أكثر سمكاً فحسب، بل يحتوي أيضاً على محتوى بروتين أكثر تركيزاً، مقارنة بالزبادي العادي، وهذه العملية الفريدة لصنع الزبادي اليوناني تمنحه طعماً وملمساً فريدين، ما يميزه عن أنواع الزبادي الأخرى.
القيمة الغذائية للزبادي اليوناني:
العناصر الغذائية لكل 100 غرام:
السعرات الحرارية: 112 سعرة حرارية.
البروتين: 4.12 غرامات.
الدهون: 3 غرامات.
الكوليسترول: 12 مليغراماً.
الكربوهيدرات: 18.8 غراماً.
السكر: 17 غراماً.
الكالسيوم: 118 مليغراماً.
الصوديوم: 47 مليغراماً.
فيتامين (ج): مليغرامان.
فيتامين (أ): 294 وحدة دولية.
فيتامين (د): 59 وحدة دولية.
فوائد الزبادي اليوناني:
1. غني بالبروتين:
الزبادي اليوناني هو في الواقع قوة البروتين، فيقدم كوب واحد منه حوالي 15 إلى 20 غراماً من البروتين، ما يقارب ضعف كمية الزبادي العادي.
والبروتين ضروري للعديد من وظائف الجسم، بما في ذلك: نمو الخلايا، وإصلاح العضلات، ووظيفة المناعة، كما أنه يساعد على الشعور بالشبع، وبالتالي يعزز إدارة الوزن، لذلك فإن الادعاء أن الزبادي اليوناني مفيد بسبب محتواه العالي من البروتين، هو الصحيح.
2. البروبيوتيك وصحة الأمعاء:
من أكثر فوائد الزبادي اليوناني، التي يتم الحديث عنها، محتواه من البروبيوتيك المفيد لصحة الأمعاء، إذ إنه بكتيريا «صديقة» تعزز التوازن الصحي في ميكروبيوم الأمعاء، ما يحسن عملية الهضم والمناعة.
صحيح أن الزبادي اليوناني يحتوي على البروبيوتيك، إلا أنه ليست كل أنواع الزبادي اليوناني متساوية، إذ تقتل طرق المعالجة والبسترة هذه البكتيريا المفيدة، وبالتالي للحصول على فوائد حقيقية، من الضروري اختيار الزبادي اليوناني، الذي يحتوي على بكتيريا نافعة حية ونشطة.
3. انخفاض محتوى اللاكتوز:
يوصى بالزبادي اليوناني، للذين يعانون عدم تحمل اللاكتوز، لأنه، كما ذكرنا، تزيل عملية التصفية المستخدمة في صنع الزبادي اليوناني الكثير من اللاكتوز، ما يجعله أكثر قابلية للهضم، لكن تختلف درجة تخفيض اللاكتوز بين العلامات التجارية والمنتجات.
4. انخفاض نسبة السكر:
سمة أخرى جديرة بالثناء في الزبادي اليوناني، هي محتواه المنخفض من السكر، وتتضمن عملية صنع الزبادي اليوناني تصفية مصل اللبن من الزبادي العادي، ما يزيل – بشكل فعال – الكثير من السكر واللاكتوز، وبالتالي أثبت الزبادي اليوناني أنه خيار أكثر صحة، ما يسمح بالاستمتاع بطعام لذيذ ودسم، دون القلق بشكل مفرط بشأن ارتفاع السكر.
5. الكالسيوم وفيتامين (ب12):
الزبادي اليوناني مصدر ممتاز للكالسيوم، وعنصر غذائي ضروري للحفاظ على صحة العظام والأسنان. بالإضافة إلى ذلك، فهو يوفر فيتامين (ب12)، الضروري لوظيفة الدماغ وإنتاج الطاقة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العديد من الأطعمة لا تحتوي بشكل طبيعي على فيتامين (ب12)، ويصبح الزبادي اليوناني جزءاً مهماً من نظام غذائي متوازن، حيث يوفر هذه العناصر الغذائية الحيوية في عبوة واحدة مناسبة.
6. التنوع في الوصفات:
أحد الجوانب الجذابة للزبادي اليوناني، هو تنوعه في الوصفات، فقوامه السميك والكريمي يجعله عنصراً مناسباً في مجموعة واسعة من تطبيقات الطبخ والخبز، ويتم استخدامه كبديل صحي للمايونيز، أو القشدة الحامضة، أو إضافته إلى العصائر لتعزيز البروتين، أو حتى استخدامه في الأطباق الحلوة، مثل: البارفيه، والفطائر.
وتعمل النكهة الخفيفة للزبادي اليوناني بشكل جيد في العديد من الأطباق، ما يضيف لمسة لذيذة، دون التغلب على المكونات الأخرى.
7. إدارة الوزن:
يساهم الزبادي اليوناني، أيضاً، في إدارة الوزن، بفضل محتواه العالي من البروتين، إذ ثبت أنه يقلل مشاعر الجوع، ويزيد الشعور بالامتلاء، فضلاً عن مساعدته على زيادة الشبع، والتحكم في إجمالي السعرات الحرارية، وبالتالي يعتبر وجبة خفيفة مثالية، للذين يحاولون التحكم في وزنهم، دون التضحية بالمذاق.
8. منخفض الصوديوم:
فائدة صحية أخرى للزبادي اليوناني، هي محتواه المنخفض من الصوديوم، فبالنسبة للذين يراقبون تناولهم للملح بسبب مخاوف صحية، تعد هذه ميزة كبيرة، إذ تؤدي الأنظمة الغذائية العالية الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل صحية أخرى. لذا، فإن اختيار الأطعمة المنخفضة الصوديوم بشكل طبيعي، مثل الزبادي اليوناني، يدعم صحة القلب، ويساهم في اتباع نظام غذائي متوازن.
9. يدعم استعادة التمرين:
يساعد محتوى البروتين العالي في الزبادي اليوناني على التعافي بعد التمرين بشكل أسرع من المعتاد، بالإضافة إلى إصلاح العضلات، وإعادة بنائها، ما قد يسرع وقت التعافي، ويعزز نمو العضلات، وهذا يجعل الزبادي اليوناني وجبة خفيفة ممتازة بعد التمرين، حيث يوفر العناصر الغذائية اللازمة لتعافي العضلات.
10. الاستدامة:
تعتبر عملية إنتاج الزبادي اليوناني عملية مستدامة نسبياً، ما يزيد جاذبيتها في مجتمع اليوم الذي يهتم بالبيئة، ويتطلب الأمر حليبًا أقل من الزبادي العادي لإنتاج نفس الكمية، ما يساهم في تقليل التأثير البيئي لإنتاج الألبان.