يتعرض الإنسان للسهو والنسيان مرات كثيرة. وفي كل مرة يشعر بأن الضغوط اليومية، والجهد الذي يبذله للتوفيق بين عمله وحياته الأسرية، تدفعه إلى نسيان بعض التفاصيل في حياته اليومية، مثل: المواعيد، أو نسيان جلب بعض الطلبات المنزلية وهو عائد من العمل، حتى إن المطربة السورية ميادة الحناوي غنت للنسيان، وعدته نعمة!
فحص فيتامين (B12):
وفي مواجهة النسيان المتكرر، دائماً يقال إن على الشخص الذي ينسى كثيراً فحص فيتامين (B12)، لمعرفة مقدار نقص الفيتامينات عنده، لمعالجته، والتخلص من هذه العادة.
لكن دراسة طبية حديثة، أجراها باحثو معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا، ونشرت نتائجها في موقع “News Medical & Life Sciences”، المختص بالصحة، وجدت أن نسيان بعض التفاصيل، خاصة القديمة منها، والتي تتعلق ببيئة سابقة للشخص، ولا تتقاطع مع ستايل حياته اليومية حالياً، مهمة جداً في تجديد صحة الدماغ، وتقوية الذاكرة، وتركيزها على الأمور الأكثر أهمية في حياته في المرحلة التي تعيشها.
واعتمد الباحثون على نموذج تطبيقي على الحيوانات، لمعرفة أسباب نسيان بعض التفاصيل اليومية، وردوا السبب إلى زحمة في التفاصيل التي يعيشها الشخص، خاصة إذا بقي يعيش في نفس البيئة منذ طفولته إلى يومه الحاضر، وهذا يعني أن دماغه مليء بالمعلومات والأخبار والذكريات والتفاصيل ذاتها، ما يؤدي به إلى نسيان بعض الأمور البسيطة، لكنها بذات الوقت ملحوظة لمن حوله.
في حين وجدوا أن الأشخاص الذين غيروا من بيئاتهم، وتعاملوا مع أشخاص محددين في كل فترة، تنشط البيئة التي يعيشون بها حالياً من ذاكرتهم، وتدفعهم ليكونوا أكثر اهتماماً بالتفاصيل، وتنخفض لديهم علامات السهو والنسيان.
أسباب النسيان:
ويرد موقع “مايو كلينك”، الطبي، أسباب النسيان إلى عدة عوامل لها علاقة بالتعاملات اليومية للشخص مع محطيه، من أبرزها: “قلة النوم” حيث يؤدي السهر الطويل والعمل المجهد إلى قلة التركيز، بسبب عدم الحصول على ساعات نوم كافية، وزيادة الإجهاد. وكذلك “انقطاع التنفس أثناء النوم”، إذ يتسبب ذلك في حدوث خلل في وصول الأكسجين إلى الدماغ، ما يؤدي إلى تراجع القدرات الإدراكية المختلفة على المدى الطويل.
وكذلك يتعرض الأشخاص المصابون بـ”مشكلات في الغدة الدرقية” للنسيان المتكرر، كون الغدة الدرقية، تمثل جزءاً أساسيًا من أسباب النسيان وقلة التركيز، ففرط نشاطها أو كسلها قد يؤديان إلى فقدان الذاكرة.
وللتغلب على النسيان، ينصح موقع “healthline”، الطبي، بتقليل التعامل مع المنبهات الحسية، مثل: عدم التعامل مع الأجهزة الرقمية قبل النوم بساعة على الأقل، والابتعاد عن التوتر، والقيام بممارسة الرياضة العقلية، مثل: التأمل واليوغا والمشي، وتجنب تناول السكريات بأنواعها، وتناول مجموعة من الأطعمة التي تحفز الذاكرة، مثل الخضروات، ومنها: الفلفل الرومي، والسبانخ، والبروكلي، والكرنب، وتناول الأسماك الدهنية، مثل: السلمون والسردين، وتناول فاكهة التوت.