في حادث مأساوي أودى بحياة شاب بريطاني يبلغ من العمر 19 عامًا، لقي إدريس قَيوم مصرعه بعد تناوله حلوى تحتوي على الفول السوداني في أحد الفنادق بتركيا، على الرغم من تأكيد موظفي الفندق أن الطعام آمن.
عائلة إدريس التي شاهدت المأساة عبر مكالمة فيديو أطلقت دعوى قضائية ضد الشركة المصنعة، متهمة إياها ومورديها بالإهمال في توفير معلومات دقيقة حول مسببات الحساسية وعدم تدريب الموظفين بشكل كافٍ.
تفاصيل الحادثة
في مساء الحادثة، تلقت والدة إدريس مكالمة فيديو صادمة من صديق ابنها الذي كان برفقته في العطلة، شاهدت الأم عبر الهاتف محاولات الإنعاش القلبي التي قام بها موظفو الفندق، لكن إدريس لم يستجب، وذلك بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وفقًا للعائلة، فقد تناول إدريس الحلوى بعد التأكد من الموظفين أنها خالية من الفول السوداني، ليكتشف لاحقًا أنها تحتوي عليه، مما أدى إلى إصابته برد فعل تحسسي قاتل.
إدريس كان حذرًا بشأن حساسيته
تم تشخيص إدريس بحساسية شديدة للفول السوداني في عمر 18 شهرًا، وكان دائم الحرص على تجنب مسببات الحساسية، كان يحمل دائمًا معه حقنة الإبينفرين (EpiPen) ومضخة الربو، ويُعلم زملاءه بكيفية استخدامها في حالة الطوارئ.
دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة
رفعت العائلة دعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها بالفشل في تقديم معلومات دقيقة حول مكونات الطعام، والتقصير في تدريب الموظفين على التعامل مع حالات الحساسية، كما تضمنت الدعوى اتهامات بعدم اتخاذ تدابير كافية لتجنب التلوث المتبادل للطعام.
أعربت الشركة عن أسفها لوفاة إدريس، وقال متحدث باسمها:”نشعر بحزن عميق لوفاة السيد قَيوم ونتقدم بخالص التعازي لعائلته، السلامة هي أولويتنا القصوى، ونحن نُجري تحقيقًا شاملاً بالتعاون مع الفندق المعني.”
ارتفاع معدلات الحساسية في المملكة المتحدة
تأتي هذه الحادثة وسط ارتفاع مقلق في معدلات الحساسية بالمملكة المتحدة، حيث تضاعف عدد المصابين بالحساسية خلال العقد الماضي، مع وفاة 10 أشخاص سنويًا بسبب ردود فعل تحسسية للطعام، ودخول 5000 شخص إلى المستشفى بسبب ردود فعل شديدة.
قوانين جديدة وزيادة الوعي
تسلط هذه المأساة الضوء على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل “قانون ناتاشا”، الذي أُقر بعد وفاة ناتاشا إدنان-لابروز نتيجة تناولها شطيرة تحتوي على بذور السمسم دون علمها، ينص القانون على ضرورة وضع ملصقات واضحة حول مكونات الأطعمة المعبأة للبيع المباشر.
رسالة الأم
تقول والدة إدريس: “فقدنا ابننا في ظروف كان من الممكن تجنبها، ندعو الشركات السياحية والفنادق إلى اتخاذ الحساسية الغذائية بجدية أكبر، الحساسية ليست ترفًا بل مسألة حياة أو موت، نأمل أن نساهم في منع وقوع مأساة مشابهة في المستقبل.”