تحقيق: راندا جرجس
يظهر تأثير الصيام بشكل مباشر على الجلد، حيث أن الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، يمكن أن يتسبب في شحوب وبهتان الوجه، وعلى الرغم من الفوائد المتعددة وفعالية الصيام في التخلص من السموم المتراكمة في الجسم، إلا أن الالتزام بقواعد الترطيب والعناية بالبشرة تحميها من المشكلات الصحية، وتحافظ على رونقها وحيويتها على مدار الشهر الكريم
ترى د. فيمي بونامباراباث أخصائي أمراض جلدية أن الصيام لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجلد نتيجة عدم شرب المياه، وخاصة أصحاب البشرة الجافة، ما يتسبب في بهتان وشحوب الجلد، والهالات السوداء تحت العينين، ويمكن ان يعاني كبار السن من الحكة المفرطة، وتزيد الأعراض لدى المصابين بالإكزيما التأتبية أو الصدفية، كما ينجم عن الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية، في تفاقم مشاكل الجلد مثل حب الشباب.
توصي د.بونامباراباث ببعض النصائح للحصول على بشرة صحية خلال شهر رمضان، عن طريق شرب كمية كافية من الماء لترطيب الجلد، بما يعادل ستة إلى ثمانية أكواب يومياً، واستبدال المشروبات الغازية والعصائر المحلاة بالأنواع الطبيعية المستخلصة من الفواكه، ويمكن إضافة المكسرات والبذور كبديل للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، فهي غنية بشكل عام بفيتامين «E» والأحماض الدهنية الأساسية، والتي تدعم أيضًا طبقة الدهون في الجلد وتضمن ترطيبًا أفضل للبشرة، والحد من تناول الكافيين، والإقلاع عن التدخين، كما يفيد النوم الجيد من ثماني إلى تسع ساعات ليلاً.
تشير د.بونامباراباث إلى ان الروتين اليومي للعناية بالبشرة هو أساس الحماية من الآفات التي تتعرض لها، ويمكن تطبيق الحماية في خطوات بسيطة تتمثل في الآتي:
* استخدام الماء الفاتر عند غسيل البشرة، ووضع كريم مرطب للبشرة بعد غسل الوجه على مدار اليوم.
* الحرص على استخدام كريم الوقاية من الشمس أثناء الخروج لأداء المهام أو العمل خلال نهار رمضان.
* تجنب مستحضرات العناية بالبشرة القاسية مثل منتجات التقشير أو المنظفات التي تجرد البشرة من الرطوبة، واستبدالها بالأنواع التي تساهم في الشعور الدائم بالرطوبة والترطيب.
* الحرص عند استعمال منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مواد (الريتينول وأحماض الجليكوليك وحمض الساليسيليك) حيث أنها تزيد من تفاقم جفاف الوجه.
* تناول المكملات الغذائية، بما في ذلك فيتامين «د» وزيت السمك والكولاجين وفيتامين «ج»، لأنها تساعد في تحسين ترطيب البشرة والحفاظ على صحتها وتغذيتها ونضارتها.
يعد الحفاظ على مستويات السوائل أمراً مهماً لتحقيق التوازن الصحي خلال الشهر المبارك، ويُعد الماء عنصراً هاماً لتعزيز الأداء الحيوي للعديد من أجهزة وأعضاء الجسم، وتوازن الشوارد داخل الجسم، وهو ضروري لامتصاص العديد من العناصر الغذائية، ولذلك يجب على الصائم شرب المزيد من الماء والعصائر والشوربات وكذلك الخضار والفواكه مصادر جيدة لسوائل الجسم، بين فترتي الإفطار والسحور للتعويض عن السوائل المفقودة، وفقاً للدكتور جوني باباشان أخصائي الطب الباطني.
ويلفت إلى ضرورة الحد من المشروبات الأخرى مثل القهوة والشاي، لأنها تُعد من مدرات البول وبالتالي تزيد من فقدان السوائل، كما يؤدي تناول الوجبات الغنية بالملح والتوابل الحارة من زيادة الشعور بحاجة الجسم إلى الماء، لذلك لا ينصح بتناول هذه المأكولات في السحور لأنها قد تسبب العطش الشديد أثناء الصيام، واستبدالها بالخضروات مثل الجرجير والفواكه مثل البطيخ المعروف بمحتواها العالي من الماء كمصدر غني للسوائل، ويفضل شرب الماء الفاتر بدلاً من الماء البارد حيث يساعد ذلك على الهضم.
النظام الصحي حماية للشعر
يفيد خبراء الجلدية بأن التقصير في تناول الكميات الكافية من الماء بين الإفطار والسحور ونقص الكثير من السوائل يمكن أن يؤثر سلباً على أجهزة وأعضاء الجسم بشكل عام، وصحة الشعر بشكل خاص، كما تعاني بعض السيدات من مشكلة تساقط الشعر خلال الشهر الفضيل، نتيجة اختلاف ساعات النوم، وعدم اتباع النظام الغذائي الصحيح، ولذلك يجب الاهتمام بتناول الوجبات الصحية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية، وشرب الماء والعصائر الطبيعية الطازجة متل عصير البرتقال والجزر، وتجنب المشروبات الغازية المحلاة بكمية كبيرة من السكر، والغنية بالكافيين كالقهوة واستبدالها بالشاي الأخضر.
ويؤكد الخبراء على ضرورة الاهتمام والعناية بالشعر، وذلك عن طريق تطبيق روتين يومي بتدليك فروة الرأس مرتين باليوم في الصباح والمساء بأطراف الأصابع لتحسين الدورة الدموية للفروة وتنشيط البصيلات، مع تجنب التعرض لأشعة الشمس وخاصة في أوقات الذروة.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض العوامل يمكن أن تتسبب في التأثير على صحة الأظافر وتقصفها، وخاصة مع التواجد في المطبخ لفترة طويلة لإعداد الطعام والغسيل المتكرر للأواني، وينصح الخبراء بتناول القليل من المكسرات لأنها تحتوي الأحماض الأمينية التي تمنح الأظافر مظهراً صحياً.