منذ فرض إجراءات الإغلاق بسبب تفشي مرض كوفيد-19 وزيادة انتشار العملات المشفرة، ارتفع الطلب على السلع الفاخرة، وخاصة الساعات الفاخرة، بشكل كبير. وأدى هذا الارتفاع إلى اختلال كبير في التوازن بين العرض والطلب، لا سيما بالنسبة للعلامات التجارية السويسرية الفاخرة مثل رولكس وأوديمار بيجيه وباتيك فيليب. وفي السياق ذاته، يشهد سوق الساعات الفاخرة في الشرق الأوسط، وخاصة في دولة الإمارات، طفرة غير مسبوقة.
وتشير شركة الأبحاث العالمية Statista، إلى أنه من المتوقع أن تشهد سوق الساعات الفاخرة في المنطقة معدل نمو سنوي مركب يبلغ 2.62% بحلول عام 2028، متجاوزة بذلك معدل النمو السنوي المركب العالمي البالغ 2.25%. ويمثل هذا الأمر بالنسبة للأفراد ذوي الثروات العالية والعالية للغاية في الشرق الأوسط، فرصاً وتحديات جديرة بالملاحظة.
الاتجاهات الحالية
سيطرت الساعات المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ والذهب الوردي لفترة طويلة على سوق الساعات الفاخرة، مدفوعة بإرث ومكانة الشركات المصنّعة الشهيرة، مثل رولكس وأوديمار بيجيه وباتيك فيليب. ومن المثير للاهتمام أن السوق تشهد الآن ظاهرة جديدة، تتمثل في التعاون، إذ تتعاون العلامات التجارية مع شركات سلع فاخرة وفنانين ومصممين لتقديم قطع فريدة محدودة الإنتاج تثير ضجة كبيرة في السوق. فعلى سبيل المثال، أدى التعاون الأخير بين باتيك فيليب وتيفاني آند كو إلى طرح ساعة ذات إصدار محدود نفدت على الفور، الأمر الذي يسلط الضوء على هذا الاتجاه المتنامي.
تخصيص الساعات الفاخرة: فكرة جيدة؟
يوفر تخصيص الساعات الفاخرة طريقة فريدة للتعبير عن الفردية، إلا أن ذلك يقلل بشكل كبير من قيمة الساعة، حيث يمكن لأي تعديلات، لا سيما تلك التي يقوم بها صائغو المجوهرات من جهات خارجية، أن تبطل الضمانات وتقلل بشكل كبير من قيمة إعادة البيع. فعلى سبيل المثال، قد تبدو إضافة الماس من السوق الثانوية أمراً جذاباً ولكنه يمكن أن يخفض بشكل كبير من القيمة السوقية للساعة. وهكذا، فإذا كنت ترغب في تخصيص ساعتك، فمن المستحسن اختيار التخصيصات المعتمدة من الشركة المصنّعة. وعلى الرغم من أن هذا النهج قد لا يساعد في الحفاظ على القيمة الأصلية للساعة، إلا أنه يضمن بالتأكيد بقاء الساعة مغطّاةً بضمان الشركة المصنّعة.
كيف يختار المشترون ساعاتهم؟
يواجه المشترون في الغالب معضلة عندما يعتزمون اختيار ساعة فاخرة، حيث أنهم غالباً ما يفاضلون بين الذوق الشخصي مقابل الاستثمار وقيمة إعادة البيع. ومع لجوء المشترين اليوم إلى مصادر موثوقة مثل chrono24.com وwatchfinder.com للحصول على معلومات ونصائح بشأن المشتريات، غالباً ما يميل الأفراد ذوو الثروات العالية والعالية جداً إلى القطع التي تتمتع بقيمة إعادة بيع قوية. فعلى سبيل المثال، يهتم هواة جمع القطع المميزة بالاحتفاظ بـ “العلبة والأوراق” لتعظيم إمكانية إعادة البيع. ويقوم بعض المستثمرين الأذكياء بالشراء بهدف وحيد وهو بيع الساعة لتحقيق الربح، والاستفادة من الطلب في السوق دون أن يرتدوا القطعة أبداً.
الحصول على ساعة من اختيارك
ومن المهم معرفة أن الحصول على ساعة فاخرة حالياً هو ليس بالأمر السهل. فالسوق المزدهرة تعني أن الدخول إلى متجر العلامة التجارية وشراء الطراز الذي تريده على الفور هو أمر يكاد يكون مستحيلاً. فعلى سبيل المثال، ذكرت وكالة بلومبرج، أن متجر رولكس في دبي مول كان لديه قائمة انتظار طويلة جداً، تضم 4000 عميل في عام 2022، وهناك بروتوكولات صارمة تفرضها مثل هذه العلامات التجارية للساعات الفاخرة على المشترين المحتملين.
ودائماً ما يكون عشاق الساعات الذين يمتلكون بالفعل تشكيلة من الساعات، على قائمة الشركة المصنّعة للمشترين المؤهلين، حيث يتم تحديد أهليتهم لشراء القطع ذات الإصدار المحدود أو التي عليها طلب كبير حسب حجم تشكيلتهم. أما الأفراد غير المدرجين على هذه القوائم فلديهم خياران لتأمين قطعة مرغوبة، إما شراؤها من بائع مرموق مقابل سعر أعلى، قد يكون أعلى بنسبة 50% على الأقل، وفي بعض الحالات، ضعفي قيمة التجزئة، أو معرفة بروتوكول العلامة التجارية التي اختاروها واتباعه، والذي قد يتضمن شراء ساعة واحدة أو اثنتين أو أكثر من الساعات الأقل شهرة حتى يصبحوا مؤهلين لشراء الساعة التي يرغبون بها.
لحماية أصولك
وفي إطار تقديمه رؤى قيمة على هذا الصعيد، يقول سامح حافظ، رئيس قسم العملاء الخاصين في جي.آي.جي: “نظراً للقيمة الكبيرة للساعات الفاخرة، والتي يمكن أن تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات، فإن توفير الحماية المناسبة ضد السرقة أو التلف العرضي هو أمرٌ بالغ الأهمية. ولا تعد هذه الساعات مجرد استثمارات بالنسبة للأفراد ذوي الثروات العالية، بل ترمز إلى النجاح والتفضيلات والتاريخ الشخصي لمقتنيها. ويعد التأمين عليها أمراً ضرورياً، ليس فقط بسبب قيمتها النقدية، بل أيضاً للذكريات التي تحملها. وقد يكون فقدان مثل هذه القطع الثمينة بدون وجود تغطية تأمينية مناسبة خسارة هائلة على الصعيد المالي والعاطفي”.
“وعلى الرغم من أن التأمين العام للمنزل قد يوفر بعض التغطية، إلا أن بوليصات التأمين المخصصة التي تقدمها شركات التأمين ذات الخبرة العميقة توفر حلولاً مخصصة للعملاء. ولا تغطي شركات التأمين هذه الساعات ذات القيمة العالية فحسب، بل تقدم أيضاً نصائح من خبراء متمرسين بشأن التخزين والأمان والسفر الآمن، مما يضمن حماية شاملة لمثل هذه الأصول الثمينة. وعلاوة على ذلك، غالباً ما ترتفع قيمة الساعات الفاخرة بمرور الوقت، مما يجعل من التأمين عليها بشكل كافٍ أمراً ضرورياً. ومع نمو قيمة تشكيلة الساعات التي يمتلكها العميل، يصبح من الضروري مراجعة وتحديث بوليصة تأمينه بشكل دوري لضمان توفير حماية كاملة. وتضمن بوليصة التأمين الشاملة حماية كاملة ضد مختلف الأحداث غير المتوقعة، مما يمنح العميل الطمأنينة وراحة البال”.
وأضاف حافظ: “يستطيع مالكو الساعات الفاخرة أيضاً اختيار التأمين على ساعاتهم ضمن بوليصة التأمين على المنازل، أو شراء بوليصة محددة مقابل قسط أعلى”.
استشراف المستقبل
يبدو مستقبل سوق الساعات الفاخرة واعداً للمستثمرين الأذكياء، إذ تشير التقارير إلى أن مبيعات السوق الثانوية يمكن أن ترتفع إلى 300% أعلى من أسعار التجزئة الأصلية. وتشير توقعات وكالة الاستشارات السويسرية المرموقة LuxeConsult إلى أن حجم السوق الثانوية سيتضاعف ثلاث مرات خلال العقد المقبل، متجاوزاً حجم السوق الأولية. ويمكن للمستثمرين المتمرسين الذين يمتلكون ساعات مرغوبة بحالة ممتازة مع العلبة والأوراق الرسمية أن يتوقعوا الحصول على عوائد كبيرة لاستثماراتهم.
لمزيد من المعلومات عن جي.آي.جي برايفت كلاينتس أو للتحدث مع أحد الخبراء حول أفضل السُبل لحماية أصولك القيّمة، يرجى الضغط هنا.