سيتوقف المشاركون في النسخة العشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فنانون كانوا أو تقنيون أو مشاهدون، خصوصًا إذا كانوا يزورون مراكش للمرة الأولى ويقيمون في الرياض فيها، عند التصميم الداخلي للبيئات المذكورة المميز بالألوان والنقوش. مراكش واحة من الألوان التي تحملها مواد يشتغل بها حرفيون مهرة فيخرجون من الخشب والنحاس والصوف أجمل القطع… في السطور الآتية، لمحة عن طراز مراكش في التصميم الداخلي الذي يكحل العين بألوانه ويحفز على تقدير كل من يعمل بيديه لصنع الجماليات البصرية.
التصميمات الداخلية الإسلامية والمغربية
عن الفروق بين طراز مراكش في الديكور الداخلي وذلك المغربي والإسلامي، تتحدث مهندسة العمارة السورية لجين الفارس لـ”سيدتي. نت”، فتقول إن “مراكش رابع أكبر مدينة في المملكة المغربية، يسكنها الأمازيغ منذ العصر الحجري”، مضيفة أن” نمط الديكور الداخلي في بيئات مراكش السكنية مشابه للمغربي، إلى حدّ كبير، علمًا أن المغربي هو أكثر الأنماط ارتباطًا بالإسلامي”.
وتوسع الفكرة، بعبارات أخرى، قائلة إن “الفروق بين الطرز الثلاثة يرجع إلى البيئة والأثاث والألوان التي تتبع عادات السكان ومعتقداتهم، فالديكور المغربي جزء من حضارة المغرب القديمة، كما العمارة والتصميم الإسلاميين، كان انتشر بشكل كبير في دول عدة من العالم، وذلك لأن الطراز المذكور يحول دواخل المنزل إلى قصص جديرة بأن تروى من خلال الأعمال والأثاث والاكسسوارات”. وتزيد أن “الطراز المغربي مفعم بالحيوية ومميز بالزخارف الإسلامية والنقوش ولوحات الفسيفساء. أما االطراز الإسلامي يشتهر بألوانه المتألقة وأنماطه الغنية وصوره الظليلة المتناسقة، وهو يحظى بشعبية في العالم الإسلامي منذ القرن السابع. يتميز الطراز بحضور القباب والمقرصنات وفن الأرابيسك ويقسم إلى أموي وعباسي ومغربي
وعثماني وفارسي…”.
بالتالي، الطراز الإسلامي يضم بين أنواعه الطراز المغربي الذي يشتمل على تصميمات زاخرة بالزخارف الهندسية والألوان الزاهية والأثاث الخشب الجميل، مع الاشتغال بالأسقف والبلاط الملون، بحسب المهندسة.
وتقول إن “الطراز المغربي ينقسم، بدوره، إلى قسمين أو اتجاهين: الأول هو الصارم الذي يندمج بترف القصور وهو أقرب لما يسمى بالمغربي في العالم، اليوم، والثاني هو الأمازيغي أو طراز مراكش الذي يعكس ثقافة المدينة وسكانها في القدم”.
وتلفت إلى أن “الدمج بين الطرز المذكورة آنفًا وبين التقليد والحداثة رائج”.
مميزات طراز مراكش
عن خصائص طراز مراكش في التصميم الداخلي، لنواحي الألوان والمواد والأنسجة، تقول المهندسة إن “ألوان مراكش الأساسية، هي: الترابي والأزرق والأخضر والأرجواني والقرمزي والبرتقالي”، موضحة أن “المواد الأشهر المستخدمة في التصميمات، هي الطلاء المسمى بـ”التدلاكت” المعروف بمقاومته الفائقة للماء وباللمعان. بالطبع، تتوفر خيارات للتدلاكت غير لماعة”.
وتضيف أن “استخدام الطلاء المذكور باللون الأحمر الغامق المائل للبني شائع في مراكش”. لناحية المواد، النحاس والخشب يعدان الأكثر استخدامًا في طراز مراكش، وذلك في إطار صنع الإكسسوارات المنزلية، لا سيما الفوانيس. الصوف بدوره كثير الحضور، مع الدمج بالجلد والمخمل”.
ديكورات معاصرة
عن طريقة الجمع بين طراز مراكش الأصيل وأسلوب الطراز المعاصر، في البيئة المنزلية، تشرح المهندسة أنه “مع سهولة تشكيل المواد الحديثة التي تساعد في تحقيق الفخامة والحداثة في آن واحد، من دون إنفاق مال كثير، أصبحت الزخارف لمعقدة التابعة لطراز مراكش أو الطراز المغربي، بصورة أشمل، قابلة للحلول في التصميمات “المودرن”، مع التنفيذ بوساطة مواد الجبس والألواح المصنوعة منها، كما بالسيراميك التي تعرف تطورات متلاحقة، بالإضافة إلى مادة بديل الرخام التي تصنع الأرضيات بحسب أسلوب مراكش القديم، مع إمكانية دمج مادة بديل الرخام بالخشب.
ألوان الديكور في مراكش
تضيء المهندسة، في إطار طراز مراكش وطرق توظيف الأخير في المنزل “المودرن”، على الفكرة الآتية: “الألوان أساسية في ثقافة الأمازيغ، لا سيما الألوان الزاهية، وهذه الأخيرة تحول أي فراغ معماري من ممل إلى حيوي”، مضيفة أن “عناصر الإضاءة، لا سيما الفوانيس المزخرفة، وحسن توزيعها بصورة تبرز لعبة الظل والضوء تجعل ديكورات أي فراغ بسيط جذابة وربما غرائبية بعض الشيء”. وتتابع أن “البوف قطعة أثاث جلد لا غنى عنها، وهي قابلة لمجاورة الديكورات الجدارية المناسبة للوصول إلى تصميم جامع بين العراقة والحداثة”. أضيفي إلى ذلك، تنصح المهندسة بحسن التنسيق بين العناصر، بعد اختيار المناسبة منها، تلافيًا لتشتيت البصر أي تحديد العنصر المميز للفراغ والذي سيكون أساسيًّا، على أن يكون ما يحيط بالأخير بسيطًا. مثلًا: في حال كانت الألوان قوية، يصح تحقيق ديكورات جدارية بسيطة من دون المبالغة في الزخرفة.