يلجأ الكثيرون إلى ”ضوضاء الخلفية“، مثل بث صوتي ما أو ضوضاء بيضاء أو منظمة، لوقف الدماغ عن التفكير وحجب الأصوات المحيطة. وتؤدي هذه العملية إلى التركيز وإبعاد تشتيت الانتباه خلال العمل، وكذلك الحصول على نوم عميق في ساعات الليل. ويمكن للضوضاء المستخدمة في الخلفية عمداً أن تحجب أي ضوضاء مزعجة أخرى، مثل دقات الساعة أو حركة المرور، حيث تعمل على تقليل التشتت الفكري، وفقاً لموقع ”مترو“ الإخباري. وتشتهر أماكن العمل المفتوحة بنسبة ضوضاء مرتفعة، حيث يستخدم الكثيرون ضوضاء الخلفية كوسيلة للتركيز.
وتحث الدراسات على ضرورة اختيار ضوضاء الخلفية المناسبة، حيث عند اختيارها بطريقة خاطئة يمكن أن تزيد من مستويات التوتر، مثل اختيار موسيقى مع كلمات. وأشارت الدراسات إلى أن اختيار ضوضاء خلفية من خلال الاستماع إلى أصوات الطبيعة يقلل من الإلهاء والتوتر، ويحث على التركيز في العمل. وتؤكد هيذر سميث، وهي طبيبة نفسية، من مجلس المملكة المتحدة للعلاج النفسي ”UKCP“، أن الدماغ يحتاج لأن يرتاح في الليل، فالضوضاء مهما كان نوعها من شأنها أن تحفز من نشاط القشرة السمعية، وهي الجزء المسؤول عن إدراك الصوت في الدماغ. ويمكن لضوضاء الخلفية غير المرغوب فيها أن تزيد من هرمون التوتر ”الكورتيزول“؛ لأن التحكم في استخدام الضوضاء الخلفية قد يساعد على النوم على المدى القصير.
وتنصح هيذر بضرورة البحث عن طرق أخرى لتحسين النوم، لا تتضمن ضوضاء، حيث ستؤدي إلى تحسين نتائج النوم على المدى الطويل. وتوصي في حال لزم الأمر لاستخدام ضوضاء الخلفية بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الكلام المنطوق بوتيرة 60 إلى 80 نبضة في الدقيقة، حيثُ تقول: ”هذا الإيقاع يحاكي تقريبًا معدل ضربات قلب الإنسان أثناء الراحة، وثبت أنه يحفز الهدوء الجسدي والعقلي“. ويمكن، بحسب الخبراء، أن يكون البث الصوتي ”البودكاست“، الذي يقدم قصصًا للبالغين قبل النوم حلاً جيدًا على المدى القصير للحصول على نوم مريح وهادئ. وتقول هيذر: ”يقدم البث الصوتي قصصًا للبالغين قبل النوم عادةً بصوتٍ دافئ وعميق، حيث يروي سلسلة من القصص أو المقالات بطريقة بطيئة ومتعرجة“.