أثبتت العديد من الدراسات العلمية أهمية وجود النبات في محيط حياة الإنسان وفوائده الجمه، كما أظهرت نتائج دراسة أجريت في جامعة سيدني للتكنولوجيا مؤخراً، أن وجود النباتات بالبيت، يُسهم في تنقية الهواء المنزلي ويساعد على رفع الروح المعنوية، وتقليل الشعور بالإرهاق وطرد الطاقة السلبية والتخلص من السموم الضارة بالهواء، وتحسين نسبة الرطوبة في هواء الغرفة، وتعمل كمرشحات طبيعية لاحتجاز مسببات الحساسية، وتساعد على تسريع الشفاء والاستشفاء لدى المرضى.
تأثير نفسي
أوصى الباحث العالمي جاري ألتمان بتوزيع من 6 إلى 8 نباتات في الغرف الواسعة، لإحداث التأثير النفسي والصحي المطلوب، قائلاً: «تأتي أهمية وجود النباتات في حياتنا، كمصانع خضراء أنيقة تزودنا بالطاقة الإيجابية والصحة النفسية واعتدال المزاج، وتضفي على الأماكن من حولنا لمسة جمالية ومتعة بصرية، وبما أن البشر يقضون 90% من وقتهم بين الجدران، رغم احتياجهم الفطري للطبيعة، فمن المهم جلب عناصر الطبيعة إلى فضائهم الداخلي، حفاظاً على صحتهم وراحتهم النفسية والبدنية.
وأشار إلى أن أهمية اقتناء هذه النباتات تزداد في فصل الصيف مع وجود الطقس الحار، الذي قد يجعل زيارة الحدائق والأماكن المفتوحة في فترات القيظ وأشعة الشمس الحارقة غير ممكنة، ولهذا يجنح الكثير من العائلات وهواة الطبيعة إلى جلب أهم عناصر الجمال والخضرة المبهجة إلى البيوت والأماكن المغلقة، ويرغب كثير من الناس في اقتناء هذه النباتات لتخفف من ضغوط الحياة اليومية ومنحهم طاقة إيجابية. واستدرك: «لكن من المهم عند شراء هذه النباتات أن يجري الأشخاص دراسة موسعة حول أنواع النباتات المناسبة للزراعة داخل الجدران وأفضل الطرق لرعاية كل نوع منها، من حيث نوع الإضاءة وكمية الماء اللازمة للري والمتابعة اليومية لحالة النبات ونضارته». ويحذر الخبراء من الإهمال في اتباع الخطوات اللازمة لذلك أو التعامل مع هذه النباتات الجميلة والرقيقة على أنها قطعة ديكور أو زينة فقط، بل يجب معاملتها بكل رفق واهتمام يليق بكائن حي ينمو ويتنفس ليدخل السرور علينا ويخلصنا من طاقة المكان السلبية.
نصائح الخبراء
لضمان الحصول على الفوائد المرجوة من اقتناء النباتات، قدم الخبراء نصائح عند شرائها، وكيفية اختيارها من البداية:
* لا بد من استكشاف أوراق النباتات جيداً، وملاحظة أي عيوب أو تلف وخاصة الأوراق الكبيرة الممزقة التي يصعب إخفاؤها.
* هناك بعض النباتات التي لا تنمو نمواً إضافياً إذا ما تلف جزء من أطراف أوراقها، مثل نبات جلد النمر، فعليك أن تفحص هذا النبات جيداً إذا وقع عليه اختيارك.
* لا بد من فحص البراعم الخضراء وساق النبات جيداً وبدقة، واختيار النوع المناسب، فالنباتات التي يمكن زراعتها في ظل ضوء خافت؛ مثل نبات انجلونيميا، لاتانيا، اسيدسترا، دراسينا، بوتس، ديفنباخيا، تختلف خصائصها عن النباتات التي تحتاج إلى إضاءة عالية مثل نبات كلفا، كوليس، فيكس، هيدرا، كروتن، جارونيا، عصفور الجنة، وست الحسن.
كما توجد بعض العوامل الرئيسية التي أكدتها الدراسات الحديثة، ويجب الإلمام بها قبل زراعة نباتات الزينة داخل المنزل حتى لا يصاب النبات بالانحناء والضعف والذبول أو احتراق الأوراق، أهمها توفير الضوء المناسب.
الإضاءة المناسبة
تختلف النباتات بالنسبة لكمية الضوء التي تحتاج إليها، رغم أن كل النباتات الداخلية محبة للظل، ولكن الضوء يتحكم في نمو النباتات حتى تتمكن من القيام بالتمثيل الضوئي، ما يماثل بيئة نموها في الطبيعة أسفل الأشجار وفي ظلها. كما تتطلب النباتات في المنزل إدارتها حول نفسها مرة كل يوم حتى تنمو الساق مستقيمة، ولا تنحني في اتجاه الضوء الجانبي، لضمان حصولها على القسط المناسب من الضوء من كل جانب.
ويجب أن يتم معرفة نوع النبات ومستوى الإضاءة الداخلية التي تناسبه، حيث توجد مستويات للإضاءة داخل المنازل، وعلى القائم على رعاية هذا الكائن الحي الرقيق والمبهج أن يحرص على اختيار نوع الإضاءة المناسب له، حيث يوجد الضوء المباشر، وهو الوضع الذي يستقبل ضوء الشمس لمعظم الوقت من النهار، والضوء الساقط، ويتوفر بالمكان الذي يصل إليه ضوء الشمس غير المباشر من خلف ستار بدون التعرض المباشر لأشعة الشمس، أما الضوء المتوسط، فيتوفر بالمساحة القريبة من نافذة غير مشمسة، والضوء الخافت يوجد بالمساحة التي تبعد نحو مترين عن الضوء المباشر، إلى جانب الضوء الصناعي الذي يستخدم به المصابيح الفلوروسنت، وفي هذه الحالة يجب ألا تقل المسافة عن 30 سم بين النبات والمصباح.
قواعد الري
أجمعت الدراسات الحديثة على أن القاعدة السليمة لري النباتات هو الري حسب الحاجة، فالنباتات المزروعة في أماكن مكشوفة تحتاج إلى ري أكثر في الصيف وكمية قليلة في الشتاء، والأماكن المعرضة للضوء القوي تجف بها النباتات أسرع من النباتات الموضوعة بأماكن مظللة، والري السليم يكون بضمان وصول المياه إلى العمق الكامل للجذور وانتشارها وبالنسبة للزراعات بالقصاري والأحواض والأسبتة يتم الري بإشباع إناء الزراعة كاملاً بالمياه. وهناك نباتات ذات احتياجات مائية أكبر من غيرها وهي النباتات الورقية الكبيرة الأوراق، مثل القشرة والألوكاسيا والفوجير وكسبرة البئرحيث تحتاج إلى توافر الرطوبة بالتربة بصفة دائمة. وينتج عن نقص مياه الري تأثيرات ضارة للنبات مثل الذبول العام، كما يؤدي نقص المياه إلى تحوّل أطراف الأوراق إلى اللون البني، وهذا يحدث في مثل النباتات القوية والخشبية مثل اليوكا والنولينا وكذلك في الغاردنيا، وأيضا يظهر تأثير نقص المياه عند اصفرار الأوراق وتساقطها وذبول وموت النبات إذا.
زيادة الري
يحذر الخبراء من أن زيادة الري يضر النبات، وربما بنسبة أكبر من قلته، فقد يؤدي إلى جعل أوراقه بنية أو صفراء باهتة، وهو الأثر نفسه الناتج عن نقص مياه الري، وقد يظهر اللون البني أو الأصفر على شكل بقع على الأوراق، وقد تتساقط الأوراق، كما يؤدي إلى نمو بطيء للنبات بسبب عفن التربة المشبعة بالمياه وبالتالي إصابة بعض الجذور أو أغلبها بهذا العفن، ما يضعف عملها في امتصاص المياه والعناصر المغذية، وهذا يؤدي إلى ذبول وموت النبات نتيجة لاختناقه لعدم وجود الأكسجين في التربة المشبعة بالمياه لفترة طويلة.
وللمحافظة على النبات من الأضرار الناتجة من كثرة الري، يجب الاهتمام بتصريف مياه الري بالأحواض المزروعة بها النباتات، فينبغي توفير أحواض زراعية مناسبة يكون بها تصريف جيد لمياه الري الزائدة.