
مع تطور التكنولوجيا ودخول الذكاء الاصطناعي في تفاصيل حياتنا اليومية، باتت فكرة استخدامه لاختيار الملابس تثير الفضول.
وفي تجربة فريدة من نوعها، قررت الصحفية كلوي هاميلتون الاعتماد على تطبيق ذكي لتنسيق إطلالاتها اليومية، مما فتح لها آفاقاً جديدة في عالم الموضة وأعاد إحياء شغفها بأسلوبها الشخصي.
بدأت القصة عندما دخل أحد أصدقاء الصحفية كلوي هاميلتون إلى قاعة القرية التي استضافت فيها حفلة عيد ميلاد أبنها الثالث، وهو ينظر لها بدهشة واضحة.
وتقول كلوي هاميلتون لـtheguardian: «نظر الصديق إلى فستاني الأخضر المصنوع من التول بأكمامه الشفافة والواسعة وتنورته متعددة الطبقات التي بدت وكأنها من حكاية خرافية، لم يكن هذا الخيار المثالي لحفل عيد ميلاد طفل، لكنني في محاولة لتوضيح الموقف، أخبرته بصراحة أن هذا الاختيار لم يكن لي، بل كان من صنع الذكاء الاصطناعي».
وتابعت هايلتون: «أنا أعشق الملابس الغريبة والمميزة، القصات المختلفة والأقمشة الفريدة، الألوان الجريئة، خزانتي هي انعكاس لهويتي وملاذي، لكن منذ إنجاب طفلي الثاني، أصبحت أجد صعوبة في اختيار ما أرتديه يومياً، كثرة الخيارات تصيبني بالإحباط، ومع وجود طفل في السادسة من عمره وآخر يبلغ ستة أشهر، باتت إدارة الوقت عائقاً إضافياً، وهكذا بدأت أفكر في فكرة قد تبدو غير مألوفة: ماذا لو تركت الذكاء الاصطناعي يختار لي ملابسي؟».
التطبيقات الذكية في عالم الموضة
وأشارت هيلتون إلى أنه مع تنوع التطبيقات المخصصة لاختيار الملابس، مثل “Whering” و”Combyne” و”Style DNA”، قررت تجربة أحدها لمعرفة ما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي تخفيف عبء اختيار الأزياء اليومية، وقع اختياري على تطبيق “Acloset”، وهو تطبيق مجاني يتيح للمستخدمين رفع صور ملابسهم أو البحث عن قطع مشابهة على الإنترنت لإنشاء خزانة رقمية.
أمضيت وقتاً طويلاً في رقمنة خزانتي، وقمت بتحميل الصور لملابس بألوان وقصات متنوعة، رؤية خزانتي بأكملها بتنسيق رقمي كان تجربة مثيرة، بدأ التطبيق في تقديم اقتراحات بناءً على عوامل مثل المناسبة، الطقس، والألوان المفضلة.
تجربة الذكاء الاصطناعي في اختيار الملابس
خلال الأسبوع الأول، قررت الالتزام بما يقترحه التطبيق مهما كانت النتيجة، في اليوم الأول، وجدت نفسي أرتدي تنورة حمراء ضخمة مع بلوزة بأكمام منفوخة وجوارب حمراء وحذاء فضي بكعب عالٍ لحضور فصل تعليم الأطفال، بالتأكيد لم يكن الخيار الأكثر راحة، لكنه شجعني على تجربة شيء جديد وإعادة اكتشاف حبي للملابس الجريئة.
ومع ذلك، لم تكن جميع الخيارات موفقة، بعض الإطلالات كانت مبالغاً فيها أو غير عملية، بينما أضافت أخرى لمسة من الابتكار إلى ملابسي اليومية، على سبيل المثال، كان تنسيق قميص ساتان وردي مع تنورة ساتان طويلة وحذاء رياضي منصة من أكثر الإطلالات التي أحببتها.
نتائج التجربة وتأثيرها
بعد أسبوع من التجربة، تقول هيلتون شعرت بتحسن ملحوظ في طريقة تعاملي مع خزانتي، على الرغم من أنني توقفت عن استخدام التطبيق بعد فترة قصيرة بسبب مسؤولياتي اليومية، إلا أن التجربة أعادت لي الإلهام في اختيار الملابس وأعادت إحياء شغفي بأسلوبي الخاص.
يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي لم يلغِ شخصيتي، بل ساعدني على إعادة اكتشافها، كل زيّ مقترح كان مستوحى من خزانتي، مما أضفى عليه طابعاً يعكس هويتي. وبفضل هذه التجربة، أصبحت أكثر ثقة في استكشاف خياراتي، حتى لو كانت من صنع التكنولوجيا.