يُقال عن الضوء إنّه “نصف رفيق”، فهو مؤنس للوحشة حتماً، ومنير للمسير… بالإضافة إلى دور الضوء الأساسي في تجميل ديكور المنزل. راهناً، يولي المصمّمون أهمّيةً متزايدةً للضوء، في مشاريعهم السكنيّة، بحيث يتقدّمها، فيرفع بذا قيمة الديكور الداخلي.
إضاءة “جريئة” في الديكور الداخلي
سؤال الاستشاري عن ماهيّة الإضاءة المُسمّاة Statememt Lighting، يجيب عنه بالقول إن “الإضاءة المذكورة عبارة عن تركيبات أو إكسسوارات برّاقة و”جريئة” وفريدة من نوعها، بحيث تبدو أنّها الأكثر أهمّية في الفراغ المعماري، وذلك لأنها الأكثر تعبيراً عن هويّة التصميم، وفكرته”.
لا حصر لأنواع الإضاءة المؤهّلة للقيام بالدور المذكور، وتصدّر لوحة الديكور الداخلي، فقد تكون الإضاءة المباشرة التي تحملها الثريّا هي النقطة المحوريّة في التصميم، أو إضاء الحائط، أو… لكن، يشدّد الاستشاري أن “الإضاءة المحوريّة تحدّد في مشروع التصميم الداخلي السكني، قبل التنفيذ، لأن الهدف من هذه الإضاءة ليس ملء الفراغ بإكسسوار مشعّ ولافت لناحية الشكل، بل إيصال فكرة للجالسين في المكان”.
الجدير بالذكر أن الإضاءة المحوريّة في التصميم ليست موحّدة، مهما كان المشروع؛ فمساحة الفراغ المعماري ووظيفته أساسيّتان في هذا الإطار، فما يصحّ حضوره في صالة الاستقبال لا يمتلك أي معنى أو وظيفة إذا صُمّم لغرفة النوم.
أضف إلى ذلك، على أهمّية الإضاءة المسمّاة Statement Lighting في خلق المشاعر؛ ففي المدخل مثلاً، يضع المصمّم نصب عينيه هدف إشعار الضيف بالترحاب حال دخول المساحة المذكورة عن طريق الإضاءة، مع تأمين الانتقال السلس من المساحة الخارجيّة حيث نور الشمس الساطع صباحاً إلى مدخل المنزل الداخلي. أمّا في المساء، فإن إضاءة المدخل تخفّف من ظلام الخارج، وتساعد الضيف في الاسترخاء، وفي الشعور بدفء الترحاب، كما هي لا تثقل حواسه.
جديد مصمّمي الإضاءة
عن سمات تصاميم وحدات الإضاءة المحوريّة، لناحيتي المواد، والألوان، يحدّد الاستشاري قرطباوي، النقاط الآتية:
• تزداد وحدات الإضاءة ذات التشطيبات النحاسية شعبيّةً، علماً أن النحاس الأصفر يتطلّب الحدّ الأدنى من احتياجات الصيانة والتنظيف، مع إمكانية إعادة تدوير هذه الخامة “الصديقة” للبيئة.
• يعدّ استخدام الزجاج شائعاً في تصميم وحدات الإضاءة، مع الإشارة إلى أن الزجاج الشبيه بالكريستال يشي بالفخامة. في هذا الإطار، يقول الاستشاري لـ”سيدتي” إن “الزجاج المستخدم في تصاميم الإضاءة قاس أو أملس، شفّاف أو معتم أو ملوّن…”، لافتاً إلى أن “الإضاءة الزجاجية سهلة التنظيف، وتنشر هالات محبّبة في لوحة الديكور”.
• يمتصّ الألمنيوم الحرارة، وهو مفضّل في الاستخدام في تصميم الإضاءة المحورية الحديثة، بخاصّة الفخمة منها.
• لإدلاء بيان جمالي عن طريق الإضاءة، من المُمكن اختيار نسيج ملوّن بلون زاه لوحدة الإضاءة، بالانسجام مع الأثاث، الأمر الذي يمدّ التصميم الكلّي بطابع ممتع. في هذه الحالة، يقوم التصميم المذكور بالتخفيف من قوّة الإضاءة.
• صحيحٌ أن مادة “الأكريليك” معروفة في صفوف العامّة بأنها “رديئة”، عندما يتعلّق الأمر بتصميم الإضاءة، إلّا أن الاستشاري يوضّح أن “بعض أنواع “الأكريليك” عالي الجودة ومتين وخفيف الوزن في آن واحد، الأمر الذي يتفوّق على الزجاج، في توزيع الإضاءة”، لافتاً إلى أن “الأكريليك المصنفر مادة فاخرة للإضاءة”.
لون الإضاءة
يعدّ التحكّم في شدّة الإضاءة لتغيير “مزاج” الغرفة أكثر سهولةً، وأقلّ تكلفة، بالمقارنة مع تغيير لون طلاء الجدران؛ فمن السهل حسب الاستشاري جورج قرطباوي تغيير لون الغرفة، لمجرّد تكثيف مستوى الإضاءة فيها أو تعتيمها.
في هذا الإطار، يدعو الاستشاري إلى استخدام درجة حرارة الضوء الدافئة، والتي تتراوح بين 2700 و3000 Kelvin، مع التنويع في مصادر الإضاءة أي توظيف الإضاءة المباشرة وتلك غير المباشرة لخلق أجواء مختلفة ضمن المساحة الواحدة.