شكّل التقدم التقني للأقمار الاصطناعية الإماراتية دوراً مهماً في تحقيق المستهدفات، التي من شأنها تعزيز جهود الدولة، لإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتغير المناخي، واستدامة البيئة والمساهمة في التطوير العمراني، وصولاً إلى العمل على تكامل الجهود، ودعم مواجهة الكوارث، وتحديات الأمن الغذائي وغيرها.
فيما ساعد على تعزيز ذلك القدرات التقنية المتطورة، التي استطاعت من خلالها هذه الأقمار، التقاط صور بدرجة وضوح كبيرة، تصل حتى أقل من متر، وهو ما يوفر بيانات دقيقة جداً، بحسب متطلبات الجهات المستفيدة.
وضوح كبير
من جهته، يتمتع القمر الاصطناعي «خليفة سات» بدرجة وضوح كبيرة للصور الملتقطة، تصل إلى 0.7 متر، فيما يتميز القمر الصناعي «MBZ-Sat» بدقة التقاط للصور، تصل لضعفين مقارنة بالأقمار المثيلة، والتي تتيح مشاهدة التفاصيل ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، وهي إحدى أكثر الميزات تطوراً في الفضاء.
ويستخدم البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرادارية «سرب» تكنولوجيا متطورة، تصل فيها دقة التصوير إلى أقل من 1 متر، بينما من شأن هذه المميزات التنافسية أن تسهم في تلبية الطلب التجاري المتزايد من مختلف الجهات على صور الأقمار الاصطناعية الإماراتية.
وحققت الإمارات خلال السنوات الماضية إنجازات مهمة وكبيرة في مجال تصنيع الأقمار الاصطناعية متعددة الأغراض، والتي أطلقتها وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، بما يعزز خبرات المهندسين الإماراتيين، الذين شاركوا في تصنيع هذه الأقمار، وصولاً لتصنيعها بالكامل في الدولة، ما يعتبر بداية لتدشين أجيال وطنية متخصصة في الفضاء.
فيما يشكل ذلك خطوة نوعية مهمة، تعزز من مكانة الإمارات، في مجال إطلاق وتطوير الأقمار الاصطناعية ذات التعقيد التكنولوجي المتقدم.
أقمار «سرب»
يأتي إطلاق البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرادارية «سرب»، التي أعلنت عنه وكالة الإمارات للفضاء في يوليو 2022 لتطوير سرب من الأقمار الرادارية، ليوفر تصويراً على مدار الساعة، وفي جميع الأحوال الجوية، حيث يعد المشروع الأول، الذي يستخدم تكنولوجيا تصوير حديثة، ليلاً ونهاراً، وفي كل الظروف الجوية، وبدقة متر واحد.
ويتضمن البرنامج إبرام عقود للشركات الوطنية في تطوير أنظمة الأقمار الاصطناعية الرادارية، ومعالجة بياناتها بالنهج نفسه المتبع في مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.
حيث سيتم فتح باب التقديم للشركات الوطنية الناشئة في مجال الفضاء، للمشاركة في تطوير سرب الأقمار الرادارية، إلى جانب إشراك العاملين في الوظائف الهندسية، وفتح باب التوظيف لهم، لتطوير خبراتهم في مجال الفضاء، ودعمهم للدخول في القطاع الخاص عن طريق تأسيس شركات في المجال نفسه.
«MBZ-Sat»
من جهة أخرى، يتميز القمر الاصطناعي «MBZ-Sat»، الذي يعد رابع قمر اصطناعي لرصد الأرض، المتوقع إطلاقه منتصف عام 2024، ويطوره ويطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، بدقة التقاط للصور، تصل لضعفين مقارنة بالأقمار المثيلة، والتي تتيح مشاهدة التفاصيل، ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، ويوفر البيانات بدقة وسرعة عالية للمستفيدين.
وتعود دقة صور القمر الاصطناعي «MBZ-Sat» نظراً لتطور التلسكوب الخاص به، فيما ستزيد سرعة نقل البيانات، التي يتم بثها إلى الأرض 4 أضعاف الحالية، وسيتمكن من إنتاج أكثر من 10 أضعاف الصور، التي يوفرها مركز محمد بن راشد للفضاء في الوقت الحالي.
ويستطيع ذلك القمر اكتشاف عدد أكبر من العناصر الاصطناعية والطبيعية، بمعدل أعلى من الدقة والكثافة النقطية، مقارنة بالنطاق الحالي لأقمار مراقبة الأرض، وستكون البيانات الأولية قادرة على معالجة وظائف الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، للمساعدة في تحليل ومعالجة الصور، فيما سترسخ التقنيات المتقدمة لالتقاط الصور معايير جديدة كلياً بالنسبة للأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدام المدني.
«خليفة سات»
ويتمتع «خليفة سات» القمر الاصطناعي الإماراتي بدرجة وضوح للصور الملتقطة، تصل إلى 0.7 متر، بحيث يستطيع التقاط صور عالية الجودة قادرة على منافسة أكثر الأقمار الاصطناعية تقدماً على مستوى العالم، وتم تصميمه وفقاً لأعلى المعايير العالمية من الدقة الهندسية واللونية، وتصل درجة وضوح الصور الملتقطة إلى 0.7 متر و4 أمتار للنطاقات متعددة الأطياف.
ويمتلك القمر 5 براءات اختراع، ما يجعله أيقونة تقنية متطورة، بينما تلبي الصور عالية الجودة، التي يوفرها القمر، احتياجات المؤسسات الحكومية ومشاريع القطاع الخاص، خصوصاً أنه يوفر صوراً مفصلة تستخدم في مجالات عدة، وتشمل الرصد البيئي.
فضلاً عن الصور المفصلة لدراسة مختلف المناطق، مثل القمم الجليدية القطبية، وتستخدم صوره كذلك في أغراض التخطيط العمراني، الذي يشمل ضمان التحسين الفعال لاستخدام الأراضي، وتقديم اقتراحات واقعية للبنية التحتية، كما يوفر كذلك صوراً وتحاليل تتيح التحديد السريع لأي تغيير في الغطاء النباتي أو الساحلي.
اقتصاد فضاء
وتسهم مشروعات الأقمار الاصطناعية الإماراتية في تطوير اقتصاد الفضاء انطلاقاً من دوره المتنامي كونه أحد القطاعات الحيوية، التي تمكن الحكومات من تنويع اقتصاداتها، وتعزز الاستفادة من الحلول التكنولوجية، التي يقدمها في مختلف المجالات، ما يفتح المجال أمام فرص اقتصادية وعلمية واستثمارية غير مسبوقة.
فيما تحرص الإمارات على توفير البيئة المحفزة للشركات المحلية العاملة في المجال، إضافة إلى تعزيز الشراكات العالمية مع العديد من الجهات العلمية والبحثية، والمؤسسات الاقتصادية المتخصصة.