
كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن نتائج المشروع التحولي “نبضك” وهو النظام الوطني للكشف المبكر عن خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما أعلنت نتائج الحملة الوطنية للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم لسنة 2023 – 2024، وذلك في إطار منهجية العمل الحكومي الهادفة إلى صياغة ثقافة مؤسسية جديدة تتبنى أدوات التغيير التي تناسب الاحتياجات المستقبلية لدولة الإمارات، والانتقال إلى نمط عمل أكثر سرعة وواقعية يواكب المتغيرات العالمية والمستجدات في مختلف القطاعات الحيوية، وترسيخ نموذج الشراكات الفعّال والعمل التكاملي في تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
جاء الإعلان عن هذه النتائج خلال الفعالية التي نظمتها الوزارة في دبي بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين من الجهات الصحية الحكومية والخاصة وقطاع الاتصالات، ضمت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ودائرة الصحة أبوظبي، ودبي الصحية، بالإضافة إلى المستشفى الأمريكي، وميديكلينيك، وصيدليات لايف ومركز يونايتد الطبي، إلى جانب هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، إي آند الإمارات وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة دو، وعدد من الجهات الأكاديمية الطبية في الدولة.
حضر الفعالية سعادة الدكتور حسين الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة والدكتورة ندى المرزوقي مدير إدارة الصحة العامة والوقاية والدكتورة بثينة بن بليلة رئيس قسم الأمراض غير السارية والصحة النفسية، وممثلين من الجهات المشاركة.
“نبضك”: تحقيق المستهدفات
حيث أعلنت الوزارة تحقيق مستهدفات المشروع التحولي “نبضك” لتغطية 80% من مراجعي مراكز الرعاية الصحية ومراكز الفحص الدوري بالجهات الصحية الحكومية بنسبة 95%. وتم تطبيق نظام التدخل المبكر الذي يشمل المشورة الطبية والعلاجات الأساسية، للحالات ذات معدل الخطورة العالية، للفئة العمرية 40 سنة فما فوق. كما تم اعتماد آلية موحدة لقياس معدل خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين “فرامينجهام” في جميع المنشآت الصحية الحكومية بالدولة والذي يرتبط بمؤشر وطني وعالمي، ويهدف إلى خفض معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين بنسبة 33% حتى عام 2030.
140 ألف مستفيد – حملة ضغط الدم
فيما أسفرت نتائج الحملة الوطنية للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم بين شهر يونيو وأغسطس من عام 2023 -2024 التي شارك فيها أكثر من 70,000 من المواطنين والمقيمين من كل عام، عن تسجيل نسبة 13.2% من مرضى كانوا على علم بإصابتهم بالمرض ويستخدمون علاج لارتفاع ضغط الدم. و4% من العيّنات تم اكتشاف إصابتهم حديثاً من خلال الحملة. كما أظهرت النتائج ارتباط ارتفاع ضغط الدم بالسمنة وقلة النشاط البدني والتدخين بكافة أنواعه.
المنهجية الحكومية المبتكرة – الصحة
وأكد سعادة الدكتور حسين الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة أن الإعلان عن نتائج المشروع التحولي “نبضك” بالإضافة إلى نتائج الحملة الوطنية للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم لسنة 2023– 4202، يأتي في إطار المنهجية الحكومية المبتكرة التي تقوم على دورات تحولية قطاعية قصيرة المدى تعتمد على المشاريع الكبرى وتحقيق النتائج الميدانية، والانتقال من المسؤولية المنفردة للوزارات إلى المسؤولية المشتركة لفرق العمل الحكومية، لتنفيذها ضمن محددات رئيسية تركز على محورية المشاريع التحولية في العمل الحكومي للمرحلة المقبلة، مع وضع الأسس لمستقبل أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة بما يتناسب مع رؤية “نحن الإمارات 2031“.
رسم السياسات الصحية المستقبلية
وأشار سعادته إلى أن دولة الإمارات ترسخ مكانتها كرائدة عالميًا في مجال الرعاية الصحية، حيث تعمل باستمرار على تحسين جودة الحياة الصحية من خلال تطبيق أفضل الممارسات الصحية وإرساء منظومة صحية متكاملة ومستدامة. حيث تشكل صحة القلب والشرايين جزءًا محوريًا في الاستراتيجيات الصحية، بهدف خفض معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والشرايين من خلال التركيز على الوقاية والتشخيص المبكر، وتوفير الرعاية الصحية المتقدمة لجميع أفراد المجتمع، ما يساهم بدور مؤثر في رسم السياسات الصحية المستقبلية، من خلال توجيه الموارد بما يتناسب مع الوضع الصحي في المستقبل، لبناء مجتمع صحي ومستدام يتمتع بجودة حياة صحية.
مكافحة الأمراض غير السارية
وأوضحت الدكتورة بثينة بن بليلة أن الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية، تستهدف تعزيز الوقاية والسيطرة على المرض وفق أفضل الممارسات العالمية والأدلة المبنية على الأبحاث العلمية والبراهين، ولذلك وضعت الوزارة خطة وطنية بالتعاون مع الشركاء لإدارة البرامج الصحية الوقائية والمجتمعية بهدف تعزيز جودة الحياة الصحية على مستوى الدولة. حيث تعمل على تطوير مهارات كوادر الرعاية الصحية، وتوعية أفراد المجتمع بأهمية اتباع نمط حياة صحية، بما يشمل ممارسة النشاط البدني بانتظام وتناول الغذاء الصحي وخفض استهلاك الملح والإقلاع عن التدخين. مشيرة إلى أن هذه الممارسات تشكل نهجاً مؤسسياً يحد من انتشار المرض، ويحسن من نتائج المؤشرات الصحية الوطنية، بما يتناسب مع الخطط الاستراتيجية لبرامج التنمية المستدامة.