
رسخت دبي مكانتها وجهة عالمية نموذجية للاستدامة ضمن منظومة شاملة، تهدف إلى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وإرثها الغني من التنوع البيولوجي، وتبني ممارسات مبتكرة صديقة للبيئة تحقق النمو المستدام.
وواصلت دبي جهودها الحثيثة في هذا المجال عملاً بتوجيهات ورؤى القيادة الرشيدة بتعزيز ريادتها في مجال الاستدامة وحماية البيئة، وصناعة المستقبل ضمن خطة استراتيجية شاملة لتعزيز مكانتها المدينة الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة، ولتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، الرامية لأن تكون دبي إحدى أبرز وجهات السياحة المستدامة عالمياً.
وفي هذا الإطار، تولي دبي أهمية قصوى لمواصلة إطلاق الحلول والمبادرات الخضراء التي تستهدف صون التنوع البيولوجي، وتعزيز التوازن البيئي للنظم الإيكولوجية، والموائل الطبيعية والكائنات الحية، وتوفير ملاذات آمنة للأنواع البرية والبحرية المعرضة للانقراض، وحمايتها وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية، من خلال تبني تقنيات متقدمة وإنشاء وتطوير المحميات الطبيعية في مختلف أنحاء الإمارة، والتوسع فيها والتي ارتفع عددها حالياً إلى ثماني محميات طبيعية، تمثل قصص نجاح ونماذج ملهمة يمكن الاستناد إليها في مواجهة المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي والتوازن البيئي عالمياً.
وتجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بشأن العمل على ضرورة تعزيز الجهود كافة لرفع تنافسية الدولة في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال البيئي، أصدر سموه المرسوم رقم (22) لسنة 2014، بشأن ضم 6 محميات في مختلف مناطق الإمارة اشتملت على محميات حتا الجبلية، والمرموم الصحراوية، والوحوش الصحراوية ودبي الصحراوية (المها)، وجبل نزوى، وغاف نزوى، إلى المحميتين المعلنتين بموجب القانون المحلي رقم (11) لعام 2003، والأمر المحلي رقم (2) لعام 1998 «رأس الخور للحياة الفطرية، وجبل علي للحياة الفطرية»، ليرتفع عددها الإجمالي إلى 8 محميات على أن تتولى بلدية دبي إدارتها، والإشراف عليها.
رفع وعي
واستلهاماً لرؤية القيادة الرشيدة في جعل دبي وجهة مستدامة رائدة، وتزامناً مع إعلان الدولة عام 2023 عام الاستدامة، أطلقت بلدية دبي في يناير الماضي، المنصة الرقمية لشبكة محميات دبي الطبيعية، بهدف رفع الوعي البيئي لكل شرائح المجتمع وتعريفهم بما تحتويه من تنوع بيئي وحيوي، وتشجيع السياحة البيئية المستدامة في مناطق المحميات الطبيعية في الإمارة، وذلك استكمالاً لجهود البلدية الرامية إلى تعزيز الاستدامة البيئية، وتماشياً مع الخطة الشاملة لتطوير أرياف وبراري دبي.
وتعد بلدية دبي الجهة المعنية بالإشراف على المحميات الطبيعية في الإمارة، إذ تمتد تلك المحميات على مساحة 1.297 كيلو متراً مربعاً، وتشكل 31% من مساحة الإمارة، ثلاث منها مسجلة في «معاهدة رامسار» كمحميات رطبة ذات أهمية عالمية، وهي: محمية رأس الخور للحياة الفطرية، ومحمية جبل علي للحياة الفطرية، ومحمية حتا الجبلية.
وتزخر هذه المحميات بالعديد من أنواع الكائنات، منها 342 نوعاً من الطيور، 46 نوعاً من الثدييات، 51 نوعاً من الزواحف، 315 نوعاً من النباتات، 188 نوعاً من الأسماك، و582 نوعاً من اللافقاريات.
جهود رائدة
وحول ما توليه دبي من اهتمام ورعاية للمحميات الطبيعية، قال داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: «القيادة الرشيدة وضعت الحفاظ على الإرث البيئي ضمن أهم الأولويات من أجل مستقبل مستدام، وانطلاقاً من توجيهاتها بتعزيز الاستراتيجيات الرامية لصناعة مستقبل مستدام، تضع بلدية دبي تطوير المحميات الطبيعية في الصدارة من أجل صون وحفظ الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، والحفاظ على الحياة البرية وحماية الموائل الطبيعية وحفظ الموروثات الطبيعية وتعزيز التوازن الطبيعي، وضمن هذه الأولويات أيضاً، فإننا حريصون على الاستغلال الأمثل لتلك الموارد الطبيعية دون الإضرار بها، ورفع مستوى التوعية البيئية لدى المواطنين والزوار بأهمية المحميات الطبيعية، والتنوع البيولوجي والمساهمة في تطوير السياحة البيئية، وذلك نظراً لأهمية تلك المحميات كوجهات سياحية رئيسية لمحبي البيئة الصحراوية».
وأضاف: «التزام بلدية دبي بإنشاء وتطوير العديد من المحميات الطبيعية في مختلف مناطق الإمارة عبر التنسيق المستمر مع كل الشركاء، يسهم في تعزيز مكانة دبي المدينة الأفضل للعيش والعمل والزيارة في العالم، ونواصل العمل مع شركائنا للمساهمة في نشر الثقافة البيئة والحفاظ على الإرث المحلي وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية».
أطر تشريعية
ولعبت بلدية دبي، دوراً أساسياً في تطوير السياسات المتعلقة بالمناطق المحمية، وتطوير العديد من الخطط والبرامج للإدارة الفعالة والمحافظة على المحميات الطبيعية في دبي. وعلى مر السنين، عملت بلدية دبي مع العديد من الشركاء والخبراء على إنشاء البنية التحتية، وتوفير الإمدادات اللازمة لحماية المحميات وتشجيع السياحة البيئية.
وعلى مستوى إمارة دبي، صدرت قوانين عدة تحمي الحياة الفطرية والموارد الطبيعية ومنها: القانون المحلى رقم (11) لعام 2003 بشأن إنشاء المحميات الطبيعية في إمارة دبي، والأمر المحلى رقم (61) لعام 1991، والأمر المحلي رقم (2) لعام 1998، (بشأن اعتماد بعض المناطق محميات طبيعية في إمارة دبي)، والمرسوم رقم (22) للعام 2014 (بإنشاء محميات طبيعية في إمارة دبي).
وتحتوي المنصة الرقمية التي يمكن الوصول إليها من موقع بلدية دبي، على المعلومات والبيانات والخدمات الخاصة بالمحميات الطبيعية الثماني المعلنة في الإمارة، وتشمل: «رأس الخور للحياة الفطرية»، و«المرموم الصحراوية»، و«جبل علي للحياة الفطرية»، و«حتا الجبلية»، و«غاف نزوى»، و«جبل نزوى»، و«دبي الصحراوية»، و«الوحوش الصحراوية»، حيث توفر تجربة لاكتشاف ما تشمله من أنظمة بيئية وحيوية متنوعة.
المرموم الصحراوية
وتعد محمية المرموم الصحراوية أكبر محمية طبيعية في الإمارة وتغطي حوالي 23% من إجمالي مساحة دبي، وتقع في منطقة سيح السلم الصحراوية.
غاف نزوى
تم إنشاء محمية غاف نزوى خصيصاً من أجل حماية واحدة من أفضل غابات أشجار الغاف، الشجرة الوطنية للإمارات عام 2008، وذلك لكونها تمتلك أهمية ثقافية وبيئية وتقليدية في الوقت ذاته، في حين تعد أشجار الغاف موطناً رئيسياً للعديد من الطيور البرية المهددة بالانقراض، وذلك يعود لأهميتها في احتواء تلك الطيور.
رأس الخور للحياة الفطرية
تعد محمية رأس الخور للحياة الفطرية، مثلاً رائداً للمحميات الحضرية، وذلك بفضل موقعها وسط دبي إحدى أكثر المدن نمواً في العالم، وتعكس ملامح التراث الثقافي والتقليدي في الإمارات، نظراً لكونها أرضاً رطبة ذات أهمية دولية، كما تقع في بيئة شديدة الجفاف، وتستضيف نحو 25.000 طائر من 201 نوع مختلف.
حتا الجبلية
تتميز محمية حتا الجبلية بجبالها الشاهقة، والتي تتراوح ارتفاعاتها بين 250 متراً و1.060 متراً ضمن سلسلة جبال الحجر، حيث تمثل بقعة مثالية ومناسبة لدعم الحياة النباتية والحيوانية والعديد من الاحتياجات البشرية على مدار العام، وذلك بفضل احتوائها على أعلى السلاسل الجبلية المتواجدة في شرق شبه الجزيرة العربية، في حين تمتلك المحمية تنوعاً بيولوجياً لأكثر من 133 نوعاً من النباتات، و215 نوعاً من الثدييات الكبيرة والطيور والزواحف.
الوحوش الصحراوية
أطلق على محمية الوحوش الصحراوية هذا اللقب، نظراً لشهرتها الكبيرة بين الأفراد في احتضان أنواع مفترسة كثيرة من الحيوانات في تلك المنطقة الصحراوية في الماضي، حيث تقع في صحراء العوير على حدود دبي والشارقة، وتحديداً في المنطقة المتاخمة للمخيمات الصحراوية في الشارقة.
جبل علي للحياة الفطرية
تتميز محمية جبل علي للحياة الفطرية، بالمناظر البحرية الخلابة، إذ تحدها الكثبان الرملية الصافية من جهة اليابسة، وتحدها من جهة البحر المياه الزرقاء المتلألئة للخليج العربي.
دبي الصحراوية
تصنف محمية دبي الصحراوية، كواحدة من أكثر البيئات تنوعاً وثراءً من الناحية البيولوجية في المنطقة، وتعرف بكونها الوجهة الأساسية لرحلات السفاري والتخييم لمحبي الصحراء.
جبل نزوى
محمية جبل نزوى والتي عرفت قديماً بقرن نزوى، تعد تكويناً جبلياً فريداً في عمق الصحراء، تشتهر بأحد أنشطتها التقليدية وهي صنع العسل.