كشف تحالف القطاع الخاص الإماراتي من أجل المجتمعات المقاومة للكوارث بالتعاون مع مستشفى رأس الخيمة اليوم عن إطلاق أول برنامج شامل في الشرق الأوسط لإعادة تأهيل المصابين بكوفيد-19 عبر الإنترنت لمساعدة المصابين بكوفيد طويل الأمد مجاناً. ويتألف التحالف من شبكة من هيئات القطاع الخاص التي تعمل تحت إشراف مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أهمية إعادة التأهيل في تحسين حالة المصابين بكوفيد-19، من خلال رفع سوية النتائج الصحية والوظيفية وتسهيل عملية الخروج المبكر من المستشفى والحد من مخاطر إعادة دخولهم إليها.
ويعاني المرضى المتعافون من كوفيد-19 في كثير من الأحيان من آلامٍ في الصدر وضيق تنفس مع شعورٍ بالوهن والتوتر والقلق والتعب وآلام عامة بالجسم مع سعالٍ والتهاب في الحلق وصعوبة في التنفس وغيرها من الأعراض. كما أشارت الدراسات إلى معاناة أغلب الأشخاص الذين يحتاجون دخول المستشفى بسبب إصابتهم بكوفيد-19 من أعراض عديدة، مثل الوهن وضيق التنفس في الأشهر التالية لمغادرتهم المستشفى، لتبيّن أنّ فيروس سارس-كوف-2 المسبب لمرض كوفيد-19 قد يتواجد في جسم المريض لعدة أشهر. وتُصنَّف هذه المشكلة الصحية بمرض كوفيد طويل الأمد،حيث يعاني حوالي 30% من المصابين من أعراض طويلة الأمد كالوهن والألم بعد شفائهم، مما يعيق قدرتهم على أداء المهام اليومية البسيطة. ونظراً لكونه مرضاً جديداً، فقد أفادت متابعة حالة المصابين الصحية أن الأعراض يمكن أن تستمر لمدة تتراوح بين 3-9 أشهر وتشكّل تحدياً للمصابين بها. ولا تقتصر هذه الآثار على المصابين ممن أظهروا أعراضاً شديدة واحتاجوا عناية طارئة في المستشفى فحسب، بل تطال في بعض الأحيان المرضى ممن لم تظهر عليهم أي أعراض أيضاً. وتشمل الأعراض المزمنة الأكثر شيوعاً ضيق التنفس وآلام في الصدر والبطن مع السعال.
وتعليقاً على الموضوع، قال الدكتور رضا صديقي، المدير التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة متعدد التخصصات في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات: “يتوفر البرنامج حصرياً للمرضى من جميع أنحاء العالم. ونحن فخورون بمبادرتنا الفريدة والحصرية حتى اليوم، والتي تأتي بدعم ورعاية تحالف القطاع الخاص الإماراتي. وتوفر هذه المبادرة نهجاً متكاملاً وشاملاً للتعافي وإعادة التأهيل مجاناً لجميع المرضى المتعافين من كوفيد-19”.
من جانبه، قال الدكتور محمد البرعي، رئيس مجلس إدارة تحالف القطاع الخاص الإماراتي ومستشار أول في حكومة دبي: “يهدف تحالف القطاع الخاص الإماراتي من أجل المجتمعات المقاومة للكوارث إلى تأسيس مجتمعات آمنة ومستقرة، ومواظبة العمل على إنقاذ الأرواح. ويعدّ كوفيد-19 من أكبر الكوارث التي يواجهها العالم ويتطلب اهتماماً عاجلاً واستثنائياً، وهذا ما دفعنا للعمل على تقديم حل يساعد المجتمعات المحلية والعالمية. ويمتلك فريق العمل في مستشفى رأس الخيمة الخبرات والمعرفة اللازمة لدفع رؤيتنا نحو الأمام وتحويلها إلى حقيقة”.
ويأتي هذا البرنامج الشامل بإدارة قسم الصحة العربية ونمط الحياة في مستشفى رأس الخيمة، ويجمع خبرة فريق عمل متعدد التخصصات يتألف من أطباء وخبراء تغذية وعلماء نفس وأخصائيي علاج طبيعي ممن عملوا بجد على تطوير وتقديم هذه المبادرة.
بدوره، قال البروفيسور أدريان كينيدي، مدير قسم الصحة العربية ونمط الحياة: “أطلق مستشفى رأس الخيمة برنامجه الخاص بالتعافي وإعادة التأهيل للمصابين بكوفيد في العام الماضي. لكن أردنا الوصول إلى مجتمعات أكبر وأماكن أبعد. وسعياً منا لدعم الأفراد في منازلهم، فقد قدمنا برنامج إعادة تأهيل مرضى كوفيد عبر الإنترنت الذي يقيّم التفاصيل الطبية ونتائج الاختبارات والأعراض المصاحبة وغيرها ويوفر نصائح طبية فورية عبر الإنترنت تشمل جميع المجالات، بما فيها النشاط الرياضي والتغذية والنظام الغذائي وإدارة حالات التوتر والصحة العقلية ما يساهم في تسريع عملية التعافي للمرضى”.
يمكن للأفراد الدخول إلى الموقع www.rakhospitalrehab.com للتسجيل في البرنامج، ثم الخضوع للفحص الصحي عبر الإنترنت ليتاح لهم الحصول على برنامج طبي مخصص لحالتهم. كما سيقدم البرنامج ندوات أسبوعية عبرالإنترنت تركز على إرشاد المرضى في مختلف القضايا ذات الصلة التي يواجهونها، ويمكن للأفراد حجز مواعيد شخصية مجاناً عند الحاجة.
وفي حديثه عن تحالف القطاع الخاص الإماراتي، قال الدكتور طارق أحمد نظامي، نائب رئيس مجلس الإدارة في التحالف والرئيس التنفيذي لشبكة نوادي الرؤساء التنفيذيين العالمية: “هناك حاجة ملحة لإرساء مجتمعات مقاومة للمخاطر في عالمنا اليوم. وساهم تشكيل أول هيئة وطنية لتحالف القطاع الخاص من أجل المجتمعات المقاومة للكوارث في سبتمبر الماضي في تسليط الضوء على المكانة الرائدة للإمارات في تفعيل دور القطاع الخاص للحدّ من مخاطر الكوارث. ويسعى التحالف إلى تحقيق أهداف ونتائج إطار سنداي بأسلوب شفاف وشامل مع تأثيرٍ ملحوظ في رسم خارطة طريق أمام المجتمعات العربية الأخرى. وتُعدّ أزمة كوفيد-19 بمثابة تذكير بأهمية تضافر جهودنا جميعاً للحد من الكوارث الطبيعية أو الصناعية أو البيولوجية”.
يتألف التحالف من شبكة من هيئات القطاع الخاص التي تعمل تحت إشراف مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث. ويهدف التحالف إلى ضمان مستقبل مرن ومزدهر بهدف تقليل عدد الخسائر في الأرواح بسبب الكوارث وتحديث الأعمال والاستثمارات من خلال الوعي بالمخاطر وتطوير بنية تحتية قادرة على الصمود أمام المخاطر الطبيعية والتي من صنع الإنسان. ويلتزم الأعضاء طوعياً بدعم وتنفيذ إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث 2015-2030، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ والأجندة الحضرية الجديدة وأجندة العمل الإنساني.