
لا تزال أزمة الانبعاثات الكربونية تؤرق العالم، وتتعالى الأصوات لإيجاد حلول لإنقاذ الكوكب وتحقيق الاستدامة.
وقطعت دبي شوطاً كبيراً في تنفيذ خطة طموحة لتحقيق الحياد الكربوني وصفرية الانبعاثات، تتضمن برامج وآليات تشمل قطاع الطاقة والمياه، والنقل، والصناعة، والمباني، والنفايات، وحصدت 7 مبانٍ خضراء تابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي تصنيف الريادة في الطاقة والتصميم البيئي الأمريكي، كما تصمم الهيئة مبانيها المستدامة الرائدة عالمياً لتحقيق صفر انبعاثات وصفر طاقة.
تدعم مباني هيئة كهرباء ومياه دبي خطة الإمارة الطموحة للثلاثين عاماً المقبلة لتحقيق الحياد الكربوني وصفرية الانبعاثات الكربونية.
وتعمل الهيئة على تحقيق الخطة الحضرية 2040، الهادفة لأن تكون دبي المدينة الأفضل في المعيشة والحياة عبر توفير أفضل مرافق في العالم، من خلال مجموعة كبيرة من المشاريع والبرامج والمسابقات العالمية التي تسهم في تسريع التحول نحو المباني صفرية الطاقة، وتأسيس نموذج مستدام لتوفير الطاقة ودعم النمو الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة ومواردها.
وتتعاون الهيئة مع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء ومختلف الجهات الحكومية والخاصة، لدعم دورها الجوهري في نجاح دبي بتحقيق خفض كبير في الانبعاثات الكربونية.
ريادة
أكد معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي لـ«البيان» أن لدى الهيئة حالياً 7 مبانٍ خضراء حاصلة على تصنيف الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED) تشمل: المبنى المستدام في القوز، أول مبنى حكومي مستدام في الإمارات، وأكبر مبنى حكومي في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء وفق مقياس المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء.
و«مركز الابتكار» و«مركز البحوث والتطوير» في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ومحطة الشبكة الذكية، ومركز البيانات للحلول المتكاملة (مورو)، ومجمّع قطاع توزيع الطاقة في منطقة الروية، وجامع الريان في حتا.
مبانٍ خضراء
وأشار الطاير إلى أن المبنى المستدام في منطقة القوز بدبي يعتبر أول مبنى حكومي مستدام في الدولة والعالم حاصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء – الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED) من المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء، في 2013. وتم بناء المبنى وفق معايير المباني الخضراء.
حيث إن 36% من مواد بناء المبنى مصنوعة من مواد معاد تدويرها، ويسهم في ترشيد ما يزيد على 66% من الطاقة بفضل تزويد الأسقف والجدران بعوازل إضافية وتركيب زجاج يتميّز بمقاومة عالية للحرارة.
كما تسهم الأنظمة المستخدمة في المبنى المستدام في ترشيد 48% من كمية المياه المستهلكة، ويتم إعادة تدوير المياه لاستخدامها في أغراض الري، ويتضمن المبنى كذلك وحدة لمعالجة المياه لإعادة تدوير 100% من المياه العادمة.
مرآب سيارات
وذكر الطاير أن مرآب سيارات المبنى المستدام التابع للهيئة حاز عام 2019 شهادة «المرآب الذكي» من «مؤسسة الاعتماد الأخضر للأعمال (GBCI)» التابعة للمجلس الأمريكي للأبنية الخضراء (USGBC)، ليصبح بذلك أول مبنى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحصل على هذه الشهادة في فئة الرواد، وهي أعلى فئة ضمن نظام «المرآب الذكي»، النظام الوحيد على مستوى العالم لتقييم مواقف السيارات الذكية والمستدامة.
مبنى الشراع
وقال: سيكون مبنى الشراع المبنى الرئيسي الجديد لهيئة هيئة كهرباء ومياه دبي، الذي يحمل اسم «مبنى الشراع»، أعلى وأكبر وأذكى مبنى حكومي صفري الطاقة في العالم، ويعادل إجمالي الطاقة المستخدمة في المبنى على مدار العام أو يقل عن الطاقة التي ينتجها. وستبلغ مساحة المبنى الجديد أكثر من مليوني قدم مربعة، وسيتكون من 15 طابقاً.
إضافة إلى سرداب و4 طوابق للمواقف، وسيتم تركيب ألواح شمسية كهروضوئية على سطح المبنى على مساحة تزيد على 20000 متر مربع، بقدرة إنتاجية تزيد على 4000 كيلووات.
كما سيتضمن المبنى أكثر من 1000 متر مربع من الألواح الكهروضوئية المدمجة، ويبلغ إجمالي الطاقة المتجددة التي سينتجها المبنى أكثر من 6500 ميغاوات ساعة سنوياً. ومن المتوقع أن يقل استهلاك المياه في المبنى بنسبة 50% عن المباني التقليدية.
توزيع الطاقة
وأضاف: حصل مجمّع قطاع توزيع الطاقة التابع للهيئة في منطقة الروية على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء – الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (الإصدار الرابع V4) (LEED) من المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء.
مركز الابتكار
وتابع معاليه: نال مركز الابتكار التابع للهيئة التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء – الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، ويحقق المركز كفاءة عالية في ترشيد استهلاك المياه وتعزيز كفاءة الطاقة والابتكار في التصميم.
البحوث والتطوير
وقال: يعد مركز البحوث والتطوير التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مركز الأبحاث الوحيد في الإمارات الذي يركز على الطاقة المتجددة وتقنيات الشبكات الذكية وكفاءة الطاقة، ويسهم المبنى في تقليل استهلاك الطاقة بأكثر من 25%، إضافة إلى ترشيد أكثر من 50% من كمية المياه المستهلكة. ويتضمن المركز موادَّ معاداً تدويرها بنسبة تزيد على 30%.
محطة الشبكة الذكية
وأوضح الطاير أن محطة الشبكة الذكية في الهيئة تجمع ما بين مفهوم الشبكات والمباني الذكية، وتسلط المحطة الضوء على مفهوم نموذج المدينة الذكية من خلال عرض ثلاثة مفاهيم، هي: المكتب الذكي، والمبنى الذكي، والمصنع الذكي. وتشتمل محطة الشبكة الذكية على نظام للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 200 كيلووات، ونظام لطاقة الرياح بقدرة 9 كيلووات.
ونظام بطاريات ليثيوم أيون بسعة 500 كيلووات ساعة لتخزين الطاقة التي يتم إنتاجها واستخدامها عند الحاجة.
وأنشأت الهيئة في منطقة حتا أول مسجد في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء – الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (الإصدار الرابع) (LEED v4) من المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء، ويستوعب المسجد أكثر من 600 مصلٍ، على مساحة 1050 متراً مربعاً وفق أعلى معايير الاستدامة البيئية. ويسهم المسجد في ترشيد نحو 25.6% من الطاقة و55% من المياه.
مركز «مورو»
وأشار الطاير إلى أن مركز البيانات للحلول المتكاملة «مورو» المملوك بالكامل للهيئة، يعد أول مركز بيانات معتمد يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء «الريادة في الطاقة والتصميم البيئي» في المنطقة.