أخذ الباحث والناقد الإماراتي علي العبدان جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019 في رحلة إلى ذاكرة الموسيقى الشعبية في الإمارات، وما قدمه الطرب على مدار عقود ماضية من أسماء لامعة ورموز شكل بعضها ملامح الموسيقى والغناء في الدولة.
وأوضح العبدان خلال الجلسة التي حملت عنوان “طرب شعبي” أنه مع وجود الأرشفة في الإنترنت ساعد ذلك الكُتاب على تدوين المعلومات وإصدار الكتب التي تتعلق بالفن والطرب الشعبي، وهذا ما ساعده على إصدار كتاب “حرف وعزف” الذي يسلط الضوء على تاريخ الطرب الشعبي الإماراتي ويخدم الأدب الشعبي والتراث الإماراتي.
وأشار إلى أن الفنانين الشعبيين قديماً في الإمارات كانوا يأتون من اليمن وزنجبار، حتى ظهر أول فنان ومطرب شعبي إماراتي يعزف على العود وهو حارب حسن وللأسف لا أحد كان يعلم به قديماً.
وقال: “إن الفن والغناء لم يكن قد ظاهرا بشكل كبير قديما في الإمارات، حتى الأدوات الموسيقية لم يكن أحد يعلم بها، إلى أن ذكر حارب حسن آلة العزف الفونوغراف وبدأ بتأدية بعض الفنون الشعبية مثل السجع”.
وأضاف: “إن الفنان حارب حسن ذهب إلى البحرين في الثلاثينات لتعلم عزف العود والغناء الشعبي، حيث كانت هناك ثلاث أنواع من الغناء الشعبي وهي، فن الهون الخليجي، والبسته البحرينية، أو الخليجية والتي يعود أصلاها إلى العراق، والأدوار اليمنية”.
ولفت العبدان إلى أن الفنان الشعبي حارب حسن قام بشيء مهم وجوهري في ذلك الوقت وهو أنه ركب الألحان اليمنية والبستات الخليجية على القصائد الإماراتية.
وذكر العبدان عدداً من رواد الفن الشعبي الإماراتي الذين ظهروا بعد حارب حسن ومنهم، الفنان محمد عبد السلام الذي ظهر واشتهر في إمارة دبي، الفنان علي بن روغه وهو أحد الفنانين الذي تأثرت أعماله بالفنان حارب حسن، ومن اسطواناته “زراعة الموز”، والفنان محمد سهيل الذي اشتهر بالإنتاج الموسيقي والتصوير الفوتوغرافي، كما لحن على مقام نادر جدا “السيكا الأصلي”.
واختتم العبدان الجلسة باستعراض بعضاً من الأعمال والاسطوانات القديمة للفنانين والتي كانت معظمها بالألحان اليمنية.