نظمت كلية دبي الطبية بالتعاون مع مركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي، أمس الأول بمقر مستشفي جامعة دبي الطبية، حفل تخريج الدفعة الأولى التي ضمت 9 خريجين مسجلين ببرنامجي الماجستير والدبلوم العالي في علوم الإدمان، الأولين من نوعهما على مستوى الشرق الاوسط والمعتمدين من وزارة التربية والتعليم، وسيتم مناقشة الأطروحات للدفعة الثانية التي تضم 8 طلاب خلال الشهرين المقبلين.
صرح المهندس يحيى بن سعيد آل لوتاه، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة دبي الطبية بأن الكلية تبوأت مكانتها المتميزة بين نظيراتها من الجامعات في المنطقة وخارجها وإعتمادا علي المقاييس العالمية خلال العقود الثلاثة الماضية، وأصبحت النموذج الذي يُقتدى به في العديد من الجامعات بالإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وأعرب عن سعادته بوجود هذه الكوكبة في برنامج الماجستير، وبهذا التخصّص الذي يُعد الأول من نوعه في الإمارات ودول المنطقة، وهنأ الحاصلين علي درجة الماجستير متمنيا لجميعهم دوام التقدم والنجاح”.
ومن جهته قال البروفسور محمد جلال الدين، عميد كلية دبي الطبية :” نشهد الحصاد الواقعي والنتيجة المشرفة، لكلية دبي الطبية، ولمختلف أشكال الجهد والدعم والرعاية، التي بذلها مؤسسها المغفور له الحاج سعيد بن أحمد آل لوتاه، وستبقى دائما جوهر رؤيته، حيث أضحت منارة للعلم والمعرفة، تضاهي أرقى المؤسسات الأكاديمية العالمية، بتأهيل الكوادر الطبية والصحية العالية لخدمة مجتمعات دولة الإمارات، ودول الخليج، والمنطقة العربية، عموما.
وأشار البروفيسور إلى إن الكلية تحتفي اليوم بمناقشة أول أطروحتين في برنامج الماجستير لطالبتين من دولة الإمارات، حيث يبلغ عدد الحاصلين على درجتي الماجستير والدبلوم 15 طالبا وطالبة، من بينهم 11 من مواطني دولة الإمارات، وهذا البرنامج الفريد من نوعه تقدمه 4 مراكز في العالم، حيث أن وسائل علاج مرض الإدمان أصبحت واسعة الانتشار، وهو إعداد مهنيين مؤهلين من جميع المجالات قادرين على توفير الوقاية كخطوة أولى، والعلاج كخطوة ثانية، ويمكن تحقيقه من خلال هذين البرنامجين، مؤكدا على أن هذه المكانة المتميزة للكلية محليا وإقليمياً، دليل التميز لقطاع الطب الأكاديمي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتابع: إن مدة البرنامج الذي تقدمه الكلية تستغرق 24 شهراً، ويهدف لتطوير مسيرة التعليم العالي، وخلق وظائف جديدة متخصصة في علاج مرض الإدمان، نظراً لندرة التخصصات المحلية التي تعنى بمجال علاج الإدمان في الدولة، ولتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في علاج هذا المرض.
ونوه الى أهمية البرنامج الذي لا يقتصر على العاملين في المجال الطبي فحسب، حيث يشتمل على مسارين تعليميين، الأول خاص بالعاملين في المجال الطبي من (أطباء ومعالجين نفسيين وممرضين وصيادلة) بينما يناسب المسار الثاني كل العاملين في المجالات ذات العلاقة بالإدمان كـ (الأخصائيين الاجتماعيين، والعاملين في المجال الشرطي، والنيابة، وحتى في المجالين الديني والإداري).
وأكد البروفسور على أن شروط التحاق التقدم إلى البرنامجين تتمثل في أن يكون المتقدم حاصلاً على بكالوريوس الطب والجراحة، أو العلوم أو الصيدلة، أو البكالوريوس في التخصصات ذات الصلة، موضحا أن نظام برنامج الماجستير بجزئيه النظري والعملي، يشتمل على 43 ساعة معتمدة على مدى أربعة فصول دراسية لمدة سنتين، بمعدل يومين دراسيين في الأسبوع، بينما يستمر برنامج الدبلوم العالي على مدى فصلين دراسيين لمدة سنة واحدة بمعدل يومين دراسيين أيضاً ويشتمل على عدد 24 ساعة معتمدة.
من جانبه أشاد عبد الرزاق أحمد أميري، المدير التنفيذي لمركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي، بدور كلية دبي الطبية في إنجاح البرنامج من خلال حرصهم على تنسيق الجهود في سبيل تطوير توجهات الجهات في مجال علاج وتأهيل المدمنين.
واكد أهمية التأهيل الأكاديمي والعلمي لأبناء الوطن، لخدمة المجتمع، مؤكدا أن المركز يختص بإعداد وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في مجال العلاج وإعادة التأهيل والوقاية من التعاطي والإدمان، وكذلك إعداد الدراسات والبحوث المتخصصة في هذا المجال والاستفادة من مخرجاتها في تحقيق أهداف المركز.
جدير بالذكر أن المساقات التدريسية تتضمن مقدمة في أساسيات الممارسة السريرية فيما يتعلق بعلاج الإدمان، والنظريات النفسية والاجتماعية التطبيقية في علاج الإدمان، ونماذج تخطيط وتوفير خدمة علاج الإدمان، وغيرها من المساقات الأخرى.
وذكر الدكتور حافط عبد الفتاح أحمد أستاذ الكيمياء الحيوية والمشرف العام على الأبحاث بكلية دبي الطبية، أن رسالة الماجستير الأولى تدوران حول جوانب مختلفة للإدمان بعضها يتعلق بعلاقته بالجرائم التي تؤدي إلى دخول السجن، وكيف يواجه أولئك الأشخاص العديد من الصعوبات في المجتمع بعد انتهاء مدة الحكم، والتداعيات التي تمنع سهولة اندماجهم مع الاخرين مرة أخرى، وتأثير الجرائم على اللجوء للإدمان، أما الرسالة الأخرى فتركز علي مجموعة معينة من الأدوية وخاصة التي تتعلق بالأعصاب، ومدي تأثيرها علي فئة الأطفال الذين يتناولونها كعلاج لمرض فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وأضاف: لا تسلط رسالتي الماجستير على الدور الطبي فقط لعلاج هذه الحالات، ولكن هناك أوجه كثيرة تمت مناقشتها كدور العلاج النفسي والمؤهلين والمتخصصين وكذلك الأسرة، في إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص للاندماج في المجتمع بعد إتمام برامج العلاج.
ومن جهتها قالت عائشة عبد الرزاق أميري إحدى طالبات الماجستير في كلية دبي الطبية، ناقشت اليوم رسالة الماجستير التي تتعلق ببحث حول المواد المنشطة التي يتم وصفها لمرضى “فرط الحركة وتشتت الانتباه” وهي مادة مصنعة تمكن هؤلاء المصابين من مواجهة الأعراض، والقدرة على التعامل مع صعوبات الحياة، وتأثيرها السلبي أو إدمانها على المدى الطويل.