وتعد دولة الإمارات، في طليعة الدول التي تستشرف المستقبل، وتهتم بالتكنولوجيا الحديثة، في سبيل سعادة الإنسان، وقد وفرت من خلال جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إمكانيات لوجستية عالية المستوى للاستفادة من الثورة التكنولوجية في القطاع الصحي، خاصة في مهمات الوقاية والتشخيص، عدا عن القدرة على تطوير أدوية مخصصة، يمكن للذكاء الاصطناعي توسيع نطاق الخدمات الصحية التي يقدمها كي تصل إلى المجتمعات الأكثر احتياجاً.
ومن المبادرات الإماراتية في القطاع الصحي، اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، مبادرة «الميل الأخير»، وهي مبادرات مبتكرة تقدم بها علماء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى تطوير تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي، لمساعدة الأطباء في أندونيسيا، على الحد من انتشار مرض الملاريا بين السكان، الذي يزيد عددهم عن 270 مليون شخص.
ويقوم مبدأ عمل هذه التطبيقات، على دمج بيانات المستشعرات، حيث يتم جمع البيانات من خلال مجموعة من أجهزة الاستشعار، بهدف توليد صورة افتراضية للبيئة تكون عبارة عن «نسخة رقمية»، حيث توفر هذه المقاربة توقعات دقيقة عن حالة الطقس، كما تتيح رسم صورة شبه لحظية عن البيئة، مما يساعد على تزويد الباحثين بمعلومات مفصلة حول المكان الذي قد يحدث فيه تفش محتمل للملاريا، وبالتالي الحد من انتشار المرض.
والهدف العام من استخدام الذكاء الاصطناعي في محاربة مرض الملاريا، هو توقع بؤر انتشاره قبل استفحالها، مما يمكن من القيام بإجراءات وقائية عدة وتقديم العلاج للأشخاص المهددين بالمرض.
ولهذا الغرض، يستخدم فريق من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الرؤية الحاسوبية، لتحديد أمراض الأوعية القلبية من خلال التصوير المقطعي المحوسب، ويتعاون الفريق مع جامعة أكسفورد، لإجراء دراسة شاملة ترمي إلى تحديد المؤشرات الحيوية، التي تدل على احتمال وجود مشاكل في القلب، حتى قبل ظهور أي من أعراض المرض. وتعمل الجامعة على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض مراقبة المرضى عن بعد واستخدام أجهزة الاستشعار والخوارزميات لمراقبة المؤشرات الحيوية والقياسات الصحية عن بُعد، ومن ثم تقديم معلومات حول صحة المريض وسلامته في الوقت الحقيقي.