أعلنت لجنة الفجيرة لحصر أضرار الأمطار والسيول بدء عمليات المسح الميداني لمعاينة المساكن والممتلكات المتضررة اعتباراً من اليوم في منطقة الفصيل ومن ثم المناطق المتضررة الأخرى. إلى ذلك، واصلت الفرق الميدانية والهندسية في الفجيرة أعمالها ضمن عملية «الأيدي الوفية» تدعمها فرق دائرتي البلدية والأشغال، جهودها في سحب تجمعات المياه من المواقع الحيوية والمرافق العامة، بعد الانتهاء من عملياتها داخل الأحياء السكنية بمختلف مناطق الإمارة، حيث استعادت أغلب مناطق الإمارة عافيتها بعودة الحياة إلى المرافق والمؤسسات الحكومية.
وقامت الفرق المتخصصة التابعة لبلدية الفجيرة بتنفيذ حملات رش وتعقيم في مختلف المناطق المتضررة بالإمارة، لضمان عدم انتشار الحشرات والآفات الضارة التي قد تنمو نتيجة تكدس تجمعات المياه والبرك الطينية، حيث واصلت الفرق المتخصصة في إزالة التجمعات الطينية والرملية من مختلف مناطق الإمارة، وبدء عمليات صيانة أرصفة الجزر الوسطية لإعادة تشجيرها وتشغيل أعمدة الإنارة المتعطلة.
في المقابل، اشتكى عدد من المتضررين في إمارة الفجيرة من استغلال شركات تنظيف المساكن، بعد رفع قيمة فاتورة عملياتها التشغيلية والتي بلغت 3 آلاف درهم لتنظيف المسكن الواحد، في المقابل استغل أصحاب «الكرين» حاجة الأهالي لتصليح مركباتهم ونقلها لورش التصليح والوكالات برفع قيمة عملية النقل الواحدة في الاتجاه للورش إلى أكثر من 300%.
حالة استثنائية
وأوضحت عائشة عبدالله من سكان منطقة الفصيل، أن استغلال شركات التنظيف لتلك الحالة الاستثنائية فاق الحدود، حيث لجأت إلى إحدى شركات التنظيف العاملة بالفجيرة وإرسال صور الأضرار داخل المنزل، على الرغم من الجهود الكبيرة التي قام بها أفراد الأسرة في تخفيف حدة الأضرار، حيث كان الرد بوضع 1500 درهم ليتم الاتفاق، وعند وصول فريق التنظيف التابع للشركة، قام بالفرار من المسكن ليتم الرد من جديد برفع قيمة الفاتورة إلى 2000 درهم، وعند الاتصال بشركة أخرى من إمارة رأس الخيمة حدد قيمة فاتورة التنظيف بثلاثة آلاف درهم.
وأكدت أم عبدالله، أن استغلال شركات التنظيف في تلك الأوقات الاستثنائية أمر مبالغ فيه، حيث فوجئت بقيمة فاتورة التنظيف الذي طلبته الشركة لإرسال فريقها إلى المنزل، إذ تم مضاعفة الأسعار التي تعمل بها هذه الشركة على مدار العام، مستغلة تزايد الحاجة إليها من قبل أصحاب المساكن المتضررة في إمارة الفجيرة. واشتكى أصحاب المركبات المتضررة من شدة جريان مياه الأمطار وارتفاع منسوبها في مختلف مناطق إمارة الفجيرة، استغلال أصحاب وقائدي «الكرين» برفع أسعار نقل المركبات المتضررة إلى ورش التصليح بأكثر من 300% مقارنة بالأيام العادية خلال العام، حيث قامت الفرق الميدانية التطوعية بجهود كبيرة بعد إخراج المركبات المتضررة إلى جانب الطريق من المناطق المنخفضة والإنفاق والتجمعات المائية. وقال محمد شاكر مدير إحدى الكراجات بإمارة الفجيرة: «رب ضارة نافعة»، كان الوضع هادئاً قبل هطول الأمطار الأخيرة التي شهدتها مناطق الإمارة، حيث لم يكن هناك مركبات تحتاج للتصليح أكثر من مركبتين يومياً داخل الورشة، إلا أن هطول الأمطار الغزيرة أسهم برفع عدد المركبات التي تحتاج للتصليح حيث أصبحت الورشة لا تستوعب عدد المركبات المتضررة والتي أحضرها أصحابها لتشغيلها، والتي تتركز أغلبها في الدوائر والأجهزة الكهربائية ومحرك المركبة.
وأشار سعيد عبدالله، إلى أن عدد المركبات المتوقفة داخل الورشة وخارجها يحتاج إلى فترة زمنية من أجل إعادتها إلى حالتها الطبيعية، إذ أسهمت عودة الحياة الطبيعية إلى فتح محال قطع الغيار وورش التصليح المساندة للورشة في تسريع عمليات الإصلاح.
اشتراطات
أكد سعيد الكعبي أحد سكان الفجيرة، أن أصحاب المركبات المتضررة باتوا خاضعين لجشع أصحاب «الكرين» الناقل لمركباتهم مع بداية عودة الحياة الطبيعية إلى مختلف مناطق الإمارة، حيث فوجئ الجميع بالاشتراطات التي يضعها أصحاب تلك «الكرينات» لنقل المركبات إلى ورش التصليح، مقارنة بالقيمة التي كانوا يحصلون عليها في الأحوال العادية، مضيفاً «لم أجد «ونشاً» لسحب سيارتي إلى الورشة التي أتعامل معها إلا بعد دفع المبالغ التي اشترطها أصحاب الكرين، بعد أن عرضتها على أكثر من ورشة وجميعها طلب مني تركها عدة أيام لإصلاحها في ظل ارتفاع عدد المركبات المتضررة لديهم والتي تعود لزبائن آخرين».