في منزل هادئ، وجدت مارية نفسها تحدق في كومة من الموسوعات التي كان أطفالها يعتزون بها ذات يوم و لكنها باتت تجمع الغبار الآن. وفي مواجهة تحدي التخلص من الموسوعات بشكل مسؤول، وجدت مارية الحل الأمثل في مبادرة “إيكو سواب” .
وفي الوقت نفسه، قامت رشيدة، وهي طالبة شابة حريصة على إضفاء لمسة من التاريخ إلى منزلها، باستبدال مصباح عتيق محفوظ بشكل جميل بتلك الموسوعات. لم يضف هذا التبادل حياة جديدة على الممتلكات القديمة فحسب، بل أكد أيضًا على جمال الحياة المستدامة.
قصص مثل قصتي مارية ورشيدة شائعة في مبادرة “إيكو سواب”، حيث يجتمع المجتمع لتبادل وإعادة استخدام الأشياء، مما يقلل من النفايات ويعزز الاستدامة.
مبادرة “إيكو سواب” هي مبادرة فريدة أطلقتها جماعة البهرة الداوودية في دبي، بهدف تقليل وإعادة استخدام وإعادة تدوير النفايات في المنازل والمكاتب ومراكز المجتمع. تم إطلاقها تماشيًا مع “عام الاستدامة” في الإمارات العربية المتحدة، الذي يعزز العمل الجماعي من أجل الحفاظ على البيئة. أقيم الحدث الذي استمر لمدة يومين في مدرسة MSB الخاصة. المبادرة، التي تعد جزءًا من الذراع الخيرية العالمية لجماعة الداوودي البهرة Project Rise، تشجع على التغيير وتبني المؤيدين على مستوى القاعدة الشعبية.
قال مصطفى فيفكو، أحد متطوعي Project Rise في دبي: “من حملات التنظيف إلى أحداث إعادة تدوير النفايات، يشارك البهرة في الإمارات العربية المتحدة بنشاط في تعزيز بيئة أكثر صحة ونضارة. من خلال مبادرات مثل “إيكو سواب” ، لا نعمل على تقليل النفايات فحسب، بل نعمل أيضًا على تنمية ثقافة الاستدامة التي تتردد صداها بعمق مع قيمنا. يلهمنا قائدنا، سلطان البهرة مفضل سيف الدين، لاتخاذ الإجراءات وإحداث فرق ذي مغزى في حماية البيئة والحفاظ عليها.”
ساهم أعضاء المجتمع من جميع الأعمار بأكثر من 3500 كيلوجرام من العناصر المستعملة أو غير المستخدمة أو غير المرغوب فيها، بدءًا من الملابس والكتب والأدوات المنزلية إلى النفايات الإلكترونية. كما تم التبرع بأكثر من 160 جهازًا إلكترونيًا، بما في ذلك الهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية، وتم فرزها بسرعة وإتاحتها للتبادل، مما يضمن عدم إهدار أي مساهمة.
تم مكافأة المشاركين بعملات “إيكو سواب” مقابل مساهماتهم، والتي تم استبدالها ببذور النباتات، مما عزز السلوك البيئي. كما منحت العملات المعدنية الوصول إلى مبادلة الجراج، حيث تبادل المشاركون بحرية العناصر مع أقرانهم، مما عزز الشعور بالمسؤولية المشتركة. تعاون المجتمع مع Enviroserve لإدارة فرز وإعادة تدوير العناصر غير المستخدمة من النفايات.
عبرت مارية، التي تبرعت بمجموعة من الموسوعات: “إن إزالة الفوضى من منزلي وإزالة النفايات القديمة لم يجعل منزلي منظماً وأكثر ترحيباً فحسب، بل أعطاني أيضًا شعورًا بالهدف. إن معرفة أن أفعالي تساهم في بيئة أكثر صحة وتعزز الاستدامة في المجتمع تملأني بالفرح”.
ومع استمرار الإمارات العربية المتحدة في رحلتها نحو مستقبل مستدام، تلعب مبادرات مثل “إيكو سواب” دورًا حيويًا في دعم الحد من النفايات والحفاظ على البيئة. ومن خلال إشراك المجتمعات في الانتقال بعيدًا عن الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري، تعمل الدولة على تعزيز ثقافة المهارة والتعاون التي لا تقلل من النفايات فحسب، بل تزيد أيضًا من قيمة الموارد الطبيعية المشتركة.