أطلق عدد من إمارات الدولة ومناطقها في دبي وعجمان والجبيل والذيد في الشارقة وليوا مهرجانات تحتفي بالرطب الإماراتي، تسلط الضوء في الوقت ذاته على أهمية زراعة النخيل والارتقاء بجودته، وتوفير فرصة لتسويق الرطب وعقد الصفقات التجارية بين المزارعين والموردين، ما يعزز التنمية الاقتصادية، ومساهمتها في دعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، الرامية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
وتجتهد طواقم العمل المنظمة لتلك المهرجانات في توفير كل المقومات لنجاحها، وتميزها محلياً وإقليمياً، وجعلها وجهة جاذبة للعائلات، بما يسهم في تعزيز التراث الإماراتي، ودعم المزارعين والأسر المنتجة.
وتصدر الإمارات التمور إلى 135 دولة حول العالم مستفيدة من اتفاقات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها مع العديد من الدول، حيث إن النمو في قطاع التمور بلغ نحو 25% العام الماضي، وهو ما يؤكد حضور المنتجات الإماراتية في الأسواق الدولية.
حدث تراثي
وقال عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: «إن إطلاق «دبي للرطب»، في نسخته الأولى، والذي نظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، يعد أحد أبرز الأحداث التراثية والاجتماعية على مستوى الإمارة، وسط مشاركة واسعة من أهل النخل، ومُلاك المزارع والأسر المنتجة، إلى جانب عدد من الجهات الرسمية. ونهدف إلى تحقيق استدامة رموز التراث الوطني بالدولة، والنخلة واحدة من أهم هذه الرموز».
وأضاف: «إن الإقبال الكبير على المشاركة في فعاليات دبي للرطب هو مؤشر إلى أننا على الطريق الصحيح في بناء علاقة اجتماعية وثيقة بين أبناء الدولة والنخلة وهو أحد أهم أهدافنا أيضاً. ونطمح إلى تعزيز موقع الإمارات في قطاع الثروة الزراعية بشكل عام، وترسيخ مكانتها في زراعة النخيل بشكل خاص».
وأفاد بأن «دبي للرطب» احتضن مشاركة أكثر من 4000 شخص، ووسط حضور جماهيري كبير، كما يعتبر أحد أبرز الأحداث التراثية والاجتماعية على مستوى إمارة دبي وتفوق جوائزه مليوني درهم.
مكانة
وأشارت العنود البلوشي، مدير مشروع «دبي للرطب» إلى أن النجاح الذي حققه «دبي للرطب» في نسخته الأولى، عزز من مكانته كأحد أهم الفعاليات التراثية والاجتماعية والاقتصادية، التي تُعنى بالمحافظة على تراث دولة الإمارات العريق، وتنمية قطاع زراعة النخيل لما يحمله من ارتباط وثيق بتراث وثقافة المجتمع الإماراتي. وقالت: «سعدنا بتنافس المشاركين لإبراز مواهبهم في عرض أجود أنواع الرطب الإماراتي».
دعم
وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع بهيئة أبوظبي للتراث: «إن مهرجان ليوا للرطب جسد الحرص الكبير على دعم التراث الإماراتي، والمحافظة على استدامة العادات والتقاليد الإماراتية العريقة، وتعزيزها بين الأجيال، بل والتأكيد التام سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بالتمسك بالتراث، وغرس قيمه بين أبناء الوطن، ليتوارثوه جيلاً بعد جيل، ويعملوا على حفظه بما يحمله من معانٍ سامية وأصيلة تعزز الهوية الوطنية». ولفت إلى المكانة التاريخية المهمة لمدينة ليوا، وأن المهرجان يؤكد بدوره الأهمية الكبيرة لشجرة النخيل في المجتمع الإماراتي، وإبراز الموروث الثقافي.
تشجيع
وقال محمد مصبح الطنيجي المنسق العام لمهرجان الذيد للرطب: «المهرجان يشجع ملّاك النخيل على الاهتمام بهذا المنتج المحلي، وتعزيز تنمية قطاع زراعة النخيل، وضمان استدامته من خلال ابتكار المزيد من البرامج والفعاليات، وتعزيز زخم المنافسات وتقديم الخدمات الإرشادية للمزارعين بهدف تشجيعهم على اتّباع أفضل الممارسات العالمية لإنتاج الرطب وتحسين جودته».
وأضاف: «عكست المشاركات في المهرجان مدى التزام ملّاك النخيل والمزارعين بتحسين جودة إنتاج مزارعهم، والحرص على عرض أجود أنواع وأصناف رطب النخيل التي تشتهر بها دولة الإمارات، ما يعكس أهمية الحدث في ترسيخ المكانة التاريخية لشجرة النخيل، والمحافظة عليها، وصون الموروث الثقافي والتراثي العريق لأبناء الإمارات من خلال تشجيع وتمكين المزارع من التمسك بأصالته، وأرضه، ومواصلة الاعتناء بشجرها وجودة ثمارها، وخاصة شجرة النخيل».
وأوضح عبدالله راشد المر الكعبي، باحث في التراث الإماراتي، وجامع للشواهد عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، أن مهرجانات الرطب تُعرف الزوار بأهمية الزراعة، وتتيح لهم استكشاف التراث والثقافة الإماراتية الأصيلة، والتأكيد على أهمية الزراعة التي شكلت جزءاً رئيساً من حياة الإماراتيين منذ القِدم، والمحافظة على استدامتها للأجيال القادمة.