حوار/ راندا جرجس
فنانة متنوعة المواهب، حققت تميزاً وتركت بصماتها في مجالات فنية متعددة، دفعها حبها لأبو الفنون إلى دخول المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأت مسيرتها الفنية عام 1988، واشتهرت بأعمال الدوبلاج وتقديم صوتها لشخصيات كارتونية خالدة في ذاكرة المشاهد العربي وخاصة لدي جيل الثمانينات والتسعينات، كانت لها تجربة إبداعية في كتابة القصص القصيرة للأطفال، من أهمها المجموعة القصصية المؤلفة من 24 قصة قصيرة، وقدمت أيضاً عروضًا مسرحيةً للأطفال مثل سندريلا وسنوايت، مع الممثلة المسرحية ومدبجلة برامج الأطفال، الكاتبة السورية أمل حويجة كان لــ “موقع كل العرب” هذا الحوار…
بدأت حديثي معها استهلالاً من ترجمتها لأعماق الصغار حين قالت: “الطفل في كل الأماكن وفي جميع الفنون هو جاهز للتفاعل”، فبما أن أمل حويجة تُعرف بحبها للمسرح، وكانت لها رحلة طويلة متمثلة في تقديم 25 عرضًا مسرحياً من ضمنها مسرحيات للأطفال، كما أنها انتقلت إلى الإمارات وشكلت فرقة مسرحية في عام 2009 عندما بدأت الكتابة في مجلة ماجد الإماراتية، ومن هنا كان كانت البداية عن ما هي مقومات الكاتب المسرحي لأجيال اليوم؟
أجابتني بابتسامتها المتفائلة قائلة:-
يوجد الكثير من المؤلفين للكتب والحكايات، ولكن عندما يكون الهدف أبو الفنون، هنا يكمن الاختلاف، حيث أن الطفل يأتي ليجلس على الأقل ساعة كاملة لمشاهدة العرض، وهذا كافي لأن ندرك أن العمل المسرحي يحتاج مجهود مضاعف ورؤى متجددة حتى لا يصاب الطفل بالملل، تنطلق من النص، الذي يحتوي على عالم الطفل ذاته حاملاً همومة ومخترق لخيالة، كما يجب أن نجتهد ونهتم بتقديم عرض مسرحي قليل الشرح، ووسائل الإيضاح لكى نترك له مساحة التفكير والاستمتاع، والتفاعل مع ذكائه، ومن وجهة نظري اننا نعانى من فقر شديد في المسرح المدرسي، حيث ان توافر هذه العروض بداخل المنظومة الدراسية، ستنشأ جيلاً ذو ثقافة مسرحية متفردة، مرتكز على قواعد فنية أساسية صحيحة.
تستكمل: يجب علينا جميعنا العودة للعادات التي تركناها مع دخولنا في عالم الحياة السريع، فلقد ابتعدت الأسرة العربية بكاملها عن جميع وسائل الإعلام التقليدية كالكتاب والراديو التلفزيون، وحتى الذهاب للسينما أو المسرح للترفية، كما كان في الماضي القريب، واستبدلوا ذلك بمواقع مشاهدة الاحداث، عن طريق الأجهزة الإلكترونية التي تنقلهم للاتصال بالعالم مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك فإن العودة إلى القراءة تبدأ من الوالدين، ومع رنين ناقوس الخطر من التفكك والفتور والانغماس في الوحدة صار هناك جهد ملحوظ في ترسيخ الوعي المدرسي والإعلامي ضد السلبيات الناتجة عن هذا الاستخدام الخاطئ.