
حوار/ راندا جرجس
الطيب أديب روائي وقاصّ مصري صُدر له قرابة 20 مؤلفا، والعشرات من الكتب والقصص الموجهة للكبار واليافعين والأطفال ومنها “أرض الزيتون” و “رائحة الطين” و”المؤمن الصغير” وحكايات من التراث للأطفال”، “جدتي تتسلق حائط الفيس بوك” “أروع اكتشافات واختراعات أجدادي” وغيرها، ويؤمن بأن الطفل هو الناقد الحقيقي للكاتب.
سلاسة الأسلوب
تحمل كتابات الطيب أديب عشقاً متفرداً للتراث العربي والإسلامي، الذي يقدمه بصورة مبسطة وشيقة لجذب الصغار والفتيان، والتي استقاها من البيئة المحلية التي نشأ بها في محافظة قنا بصعيد مصر، حيث التراث والطبيعة والمعالم التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، كما ساعده عمله كتربوي في تميز وسلاسة الأسلوب، وله العديد من السلاسل القصصية، التي أوصت مؤسسات عربية، بتدريسها ضمن مناهج التعليم، ببعض بلدان الخليج، مثل قصته حكاية تأسيس دولة المدينة وقصص أخرى متعددة.
الطفل العربي
ولفت الكاتب إلى أن أدب الطفل يحتاج إلى كُتاب لديهم قدر كبير من مبادئ علم النفس والعلوم التربوية الحديثة إلى جانب الموهبة وتبسيط الأسلوب للوصول إلى قصة جاذبة للقراءة، والانتباه إلى ترسيخ وغرس قيم الانتماء وحب الوطن، كما نوه إلى ضرورة دعم الحكومات العربية لكتب الأطفال والمناهج التربوية العربية، التي باتت خالية من النصوص التي تستهدف إثارة خيال الطفل، وتنمية مواهبه وملكاته الإبداعية الخاصة، وتقربه من ثقافته، وبالإضافة إلى ضرورة وجود رقابة على المطبوعات الموجهة للطفل العربي من قبل هيئات ومؤسسات النشر، وخاصة مع استخدام الأجهزة الإلكترونية وانفتاح الصغار على الفضائيات والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى نستطيع السيطرة على الأفكار الواردة من الخارج والتي لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية.
إصدارات جديدة
وذكر أديب أن مشروعه القادم هو تقديم السير الشعبية العربية في صورة مبسطة تحيا وتترسخ في مخيلتهم الواسعة، ولغة تتناسب مع المراحل العمرية للأطفال والفتيان، مثل سيرة أبوزيد الهلالي، وعنترة بن شداد، والظاهر بيبرس، وغيرها من السير، لاستحضار التراث وصور الهوية العربية والإسلامية وغرس قيم الشجاعة والمروءة والكرم والصدق، في وجدانهم، مُلفتاً إلى ان هذا النوع من الكتابة مسؤولية تضع القارئ الصغير أمام تراثه وهوية أمته.
شكر وتقدير
وفى الختام عبر أديب عن سعادته بمشاركته الأولى في مهرجان الشارقة القرائي للطفل وقال: “إن الجهد المبذول من القائمين على هذا العرس الثقافي تجعله ينضم إلى نوعية المهرجانات العالمية، وذلك لأنه تحت رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وهذه هي النتيجة الطبيعية عندما يتدخل الراعي بجهدة وأفكاره ويصنع الحدث، وحينها يكون الناتج محفل ثقافي وفني كما نراه الان، كما انه يضرب مثالاً رائعاً وفريداً من نوعه في الوطن العربي.