
الدكتورة رُلي شرقي الأستاذة المساعدة في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية تسلط الضوء عن ابتكارها لمنصة تستطيع من خلالها الكشف عن فيروس كوفيد – 19 من خلال تكنولوجيا الذكاء الذكاء الاصطناعي:
هل بإمكانك اخبارنا معلومات عن المنصة و كيف طرأت لك الفكرة لإبتكارها؟
لقد فاجأت جائحة كورونا العالم بسرعة الإنتشار و العدوى من جهة وقلة حجم المعلومات المتوفرة لدى الجهاز الطبي العالمي عن طبيعتها وافضل السبل لمواجهتها من جهة أخرى. لذا فقد نادى جميع المختصين ومن كافة النشاطات وليس الطبية فقط لابتكار و اللجوء الى حلول سواء المتعلقة بالمسح او التشخيص او العزل او العلاج واخيرا وليس آخرا اللقاح.
وبالنظر لعدم اليقين و قلة المعلومات فيما يتعلق بطريقة العلاج وبهدف الوقوف بوجه الانتشار السريع للعدوى لجأت الدول الى الاغلاق و العزل المٌكلف اجتماعياً و اقتصادياً وذو الانعكاسات السلبية على نفسية الافراد و الترابط الاسري و المجتمعي. ومما تترتب على هذا الخيار هو المسح الواسع لاكبر شريحة من المجتمع وفحصها بالطرق المختبرية و الاشعة مما ولد ضغطا على القطاعات الصحية حتى في اكثر الدول تقدماً دفع ببعضها الى حافة الانهيار. كذلك فان الكشف المتأخر ادى الى زيادة الحاجة لاسرة العناية المركزة المحدودة أصلاً مما تسبب بالكثير من الوفيات التي كان من الممكن تفاديها.
من هنا تولدت فكرة هذا البحث فى محاولة لإستخدام العلم و المعرفة بالإضافة الى التكنولوجيا و تقنيات الذكاء الإصطناعى لايجاد وسيلة للمسح السريع و الدقيق لحالات الإصابة بالفيروس المشتبه بها بهدف تحويل المشتبه بها فقط الى الفحوصات التشخيصية الاكثر دقة مما يساعد بالاستغلال الامثل لقدرة و حجم الكادر الطبي المتوفر إضافة للمردود الاقتصادي من خلال استخدام وسائل بكلفة لا تساوي الا الجزء اليسير جدا من كلف الطرق المستخدمة حاليا.
كيف تعمل المنصة؟
تتلخص فكرة البحث باستخدام كاميرة مسح حراري مرتبطة بمنظومة ذكاء اصطناعي تتمكن من خلال الصورة الحرارية من تحديد الاصابة في الرئة الناجمة عن فيروس الكرونا. والجديد و المهم في هذه المنظومة هو السرعة التي لاتتجاوز الوقت اللازم لاخذ صورة للحالة المشتبه بها و الكلفة التي لاتتجاوز دراهم معدودة و الدقة التي أيدتها المقارنة العلمية مع باقي طرق الفحص المتوفرة.
كما تمتاز هذه المنظومة بامكانية الفحص الدوري للمجموعات من فئة معينة كالعاملين في معسكر عمل او طلبة المدارس أو الجامعات والاحتفاظ بسجل طبي لكل شخص معرف اما بطرقة التعرف على ملامح الوجه الالكترونية او اية وسيلة تحديد هوية اخرى مما يساعد في تحديد الاصابة فور حدوثها دون فسح المجال للمصاب بالاختلاط و نشر العدوى.
ما هى الجهة الداعمة للمشروع؟ و ما كانت وسائل الدعم لتنفيذه بنجاح؟
تتولى جامعة هريوت – وات في دبي رعاية هذا البحث و ستقوم بتسجيل براءة الاختراع الخاصة به فور الوصول الى هذه المرحلة.
الجدير بالذكر أن قد استفاد البحث من المعلومات و السجلات الطبية للمرضى المصابين بفيروس كورونا المتوفرة في دبي بالإضافة الى معلومات المتوفرة عن الفحوص التي تم اجراؤها للحالات المشتبه بها مما وضع بين يدي الباحثين كمية كبيرة من المعلومات الموثقة التي ساعدت في اختصار مدة البحث التي كان المخطط لها شهران الى ثلاثة أشهر والتي تبقى منها بحدود الاربعة الى ستة أسابيع بالاشراف المباشر من جامعة هريوت – وات والمشاركة الفاعلة و الجادة من جامعة الشارقة.
ما هى تكلفة الجهاز و هل هى تكلفة فى مقدرة المؤسسات الطبية المختلفة؟
ان كلفة انتاج الوحدة الواحدة لجهاز الفحص لن تتعدى الخمسمائة دولار دون إحتساب كلفة ساعات العمل للباحثين إلا أن الميزانية الأولية للمشروع كانت بحدود العشرين ألف دولار.
هل واجهت تحديات أو صعوبات خلال الإعداد لهذا المشروع؟ هل هناك جهات أخرى قدمت يد العون فى هذا المشروع؟
بالطبع فأن تنفيذ أى مشروع قائم على الأبحاث العلمية يحتاج الى صبر و مثابرة و جلد و لتنفيذه بكفائة و نجاح يجب أن يكون مف فريق عمل جماعى و ليس فردى ، وهنا لا بد أن أشير الى فريق العمل و المؤسسات المعنية التي ساعدتني فى التصدى لكافة التحديات و الصعوبات التى واجهتنى و لأصل إلى هذه النتائج الرائعة، وأتوجه برسالة شكر خاصة إلى جامعة الشارقة، حيث عمل كادر خاص من الأطباء على مساعدتي من ناحية دراسة الأشعة والتحاليل المختبرية. .
ما هى الخطوة التالية للمشروع؟
الخطوة التالية بعد التثبت من نجاح النموذج التجريبي للجهاز و تسجيل براءات الاختراع الخاصة به هي التوجه من خلال جامعة هريوت – وات الى الجهات المصنعة المختصة لتصنيعه على المستوى التجاري لإتاحته لجميع المؤسسات و الجهات الطبية و امكانية الإستفادة منه.
بما أن من المتوقع أن نتخلص من هذه الجائحة قريبا, هل للجهاز إمكانيات أخرى نستطيع من خلالها الإستفاده منه حتى بعد الجائحة؟
بالطبع, أن الجهاز به بعض الإضافات والتحويرات البسيطة يمكن أن يٌستخدم في إختصاصات طبية متعددة اخرى في مجال المسح الإلكتروني للتعرف على المشاكل النفسية على سبيل المثال و ليس الحصر بالإضافة لتوليد وحفظ سجلات طبية لمجاميع من الافراد واستخراج الشهدات الطبية اللازمة وشهادات السلامة من الامراض المعدية على سبيل المثال.
من خلال التجربة هل تعتقدين أن الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسيطر على المهارات البشرية؟
تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات هى المستقبل ، وهي أجهزة تعمل على مساعدتنا و فى وقتنا هذا نجد أن تدخل تقنيات الذكاء الاصطناعى أصبح أمر لا مفر منه فانه يسهل الكثير من الأمور و إنجازها بكفائة ، ولا أعتقد أن أي منزل أو شركة تخلو من أجهزة الروبوتات. فالروبوت هو كل آلة بذكاء اصطناعي وقادرة على تقديم الأعمال والمساعدات. و لكن مع كل هذا فلا يمكن استبدال البشر بالروبوتات بشكل كامل. فالإبتكار و الأفكار و حل المشكلات و المهارات القيادية هى مهارات بشرية و ليس الروبوتات.