يقضي الأطفال الصغار ساعات طويلة على هواتفهم المحمولة، وإن توقفوا عن ذلك، يبقون متصلين بالشبكة العنكبوتية، من خلال أجهزة الألعاب المحمولة، أو الشاشات التفاعلية، أو أجهزة الكمبيوتر ذاتها، ما يعني أنه من السهل السيطرة على عقول الناس تكنولوجياً، وفي ذات الوقت من الصعب إقناعهم بخطرها.
وما يزيد الطين بلة، هو تطور تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، التي تتيح للجميع الدخول في متاهات ملتوية ومتعرجة تكنولوجياً، قد تستهدف الأطفال، وتؤذيهم نفسياً، وحتى جسدياً.
وتشير صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، في تقرير نشرته مؤخراً، إلى أن خبراء «كاسبرسكي»، الشركة الرائدة عالمياً في توفير حلول أمن المعلومات والشبكات، يتابعون على مدار الساعة توجهات الأمن السيبراني الرئيسية، التي قد تستهدف الناس من جميع الأعمار، خاصة الأطفال.
ويبين تقرير الصحيفة أن التطور السريع للذكاء الاصطناعي أدى إلى ظهور العديد من التطبيقات غير المعروفة جيدًا بمزايا تبدو غير ضارة، مثل: تحميل الصور الشخصية لتلقي نسخة معدلة منها. ومع ذلك، عندما يُحمّل الأطفال صورهم على مثل هذه التطبيقات، فإنهم لا يعرفون أن صورهم سينتهي بها المطاف مخزنةً في إحدى قواعد البيانات، ومن المحتمل أن تُستخدم هذه الصور لأغراض أخرى.
ويحذر خبراء الأمن السيبراني من روبوتات الدردشة التابعة للذكاء الاصطناعي، التي توفر بسهولة محتوى غير مناسب للأطفال، الذين لا يدركون خطورة ما قد يقومون به في ظل عدم تفعيل نظام المراقبة الأبوية، ورغبتهم في اكتشاف المجهول الإلكتروني، الذي يكون مغرياً بالنسبة لهم.
ومن الأمور التي قد يقع الأطفال ضحية لها، الخدمات البنكية التي تقدمها بعض البنوك لمتعامليها لشراء ألعاب أو لدخول تحديات إلكترونية، فقد أصبح الأطفال عرضة للاستهداف من مصادر التهديد ذات الدوافع المالية، وعمليات الاحتيال التقليدية، مثل: الوعد بإعطائهم جهاز «PlayStation 5» مجانياً، بعد إدخالهم تفاصيل بطاقاتهم المصرفية في موقع تصيد احتيالي، على سبيل المثال.
ومن أكثر الأمور خطورة رغبة الأطفال في تنزيل تطبيقات غير متوفرة، أو غير مسموح بالعمل عليها في البلد الذي يعيش فيه الطفل، فيدفعه الفضول إلى «تهكير» طريقة لتنزيل هذا التطبيق، وغالباً يكون تطبيقاً بنسخة احتيالية، هدفها التصيد المالي، حيث يتم إغراء الصغار بالألعاب الجديدة، المليئة بالمفاجآت.
ويوصي خبراء «كاسبرسكي» الآباء باتخاذ بعض التدابير الوقائية لحماية أطفالهم من الاحتيال والابتزاز الإلكتروني، وأبرز هذه النصائح: الحديث مع الأطفال بإقناع حول طريقة التعامل مع ما يشاهدونه، ويتفاعلون معه من خلال الشبكة العنكبوتية، والحرص على ضرورة أن يعي الأطفال أهمية إبلاغ آبائهم في حال صادفهم موقف يشكون فيه، ومن المهم أن يراقب الآباء عن بعد ما يفعل أطفالهم، وكيف يتصرفون على مواقع وشبكات الإنترنت، في حال واجهتهم مشكلة ما.