استضافت الدورة الرابعة من المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر) المصور العالمي أنطونيو رينونسيو في جلسة حوارية بعنوان “المنسيون” أدارها المصور ايدان ج. سوليفان.
واستعرضت الجلسة مشاريع أنطونيو رينونسيو التصويرية، وعمله في أماكن نائية، وتركيزه على فئات منسيه لا يعرفها العالم عنها، حيث كشف سر اهتمامه بالأفاعي والساحرات، ومواضيع الطفولة المسلوبة.
وقدّم أديان سوليفان المصور أنطونيو رينونسيو في بداية الجلسة بقوله: “إنه من أكثر مصوري العالم إثارة للجدل، واختياره للمواضيع التي يصورها أكبر دليل على ذلك”، وأضاف: “فاز أنطونيو العام الماضي بجائزة أفضل مصور وهو يتحدث اللغة الإنجليزية للمرة الأولى في “إكسبوجر” حيث تعلمها حديثا وخصيصا من أجل الجلسة الحوارية علما أنه كان يتحدث الإسبانية فقط”.
وقال أنطونيو رينونسيو: ” مشروعي المقبل في شهر نوفمبر القادم، وسأقوم بتصوير جزيرة يعيش فيها شخص واحد في أفريقيا، ليس لأنه ثري، بل لأن ظروف الحياة أجبرته على ذلك”.
وأشار أنطونيو رينونسيو إلى أنه بدأ التصوير كهاو، وقال “كنت أصور القطط الصغيرة في بداية حياتي المهنية، لم أكن أستمتع إلا بالتصوير باللونين الأبيض والأسود، ومن ثم وجدت أن التصوير بالألوان أكثر عمقا وإيضاحا للمشاعر”.
ويركز أنطونيو رينونسيو في عمله كصحفي على المناطق النائية والبعيدة والفئات المنبوذة من قبل المجتمع حيث أكد أن التصوير مهنة يمكن أن تشكل فرقًا لمن هم أقل حظًا، ومن خلال صورة يمكن للعالم أن يدرك ماذا يحصل في منطقة بعيدة.
وتحدث رينونسيو عن مشروعه الأول “الأفاعي” قائلا “لم يكونوا أفاعٍ إنما كانوا أطفالاً معاقين موجودين في بوركينا فاسو بمركز خاص، يعانون من الإهمال الطبي ونبذ الأهالي لهم، لا يستطيعون المشي ويقضون اليوم زاحفين أو مستلقين على الأرض لذلك يسمون بالأفاعي”.
أما المشروع الثاني لأنطونيو رينونسيو فكان بعنوان “الساحرات” قام بتصويره أيضا في بوركينا فاسو حيث أشار إلى أن “الساحرات هن مجموعة من النساء اللواتي تسببن بمكروه في القرية، وتم اعتبارهن لعنة، منهن من قتل على أيدي عائلاتهن، ومنهن من انتحرن للتخلص من العار”.
وأضاف: ” يتم نبذ الساحرات في منطقة بعيدة، ويسجنن في مكان صغير بحيث يتم إقصاؤهن كلياً عن الحياة الاجتماعية للقرية، يعشن في ظروف صحية صعبة، ويبدو أن الهدف من ذلك هو تركهن للموت”.
وسلط أنطونيو رينونسيو الضوء على مشروعه الثالث في بوركينا فاسو الذي يتناول فيه قضايا استغلال الأطفال في العمل بمناجم الذهب من خلال مشروع “الطفولة المسلوبة”، وقال “يبقون داخل المناجم لأيام طويلة دون معدات سلامة وفي الظلام والحر الشديد، ودون طعام وماء، وكثير منهم يموتون”.
وختم أنطونيو رينونسيو الجلسة بحديثه عن طبيعة عمله الذي يقتضي أن يعمل لمدة 6 أشهر في العام، وبقية الأشهر في البحث عن مشاريع جديدة، أغلبها لصالح مؤسسات غير حكومية وغير ربحية، حيث أن الهدف من تصوير هذه المشاريع هو التعريف بالمشكلة وليس جني المال.