
«الجد أنهما نائمان وبدأ ينظفهما ويطلب من «ريم» أن تصحو.
الجد أبكى العرب والعجم، ولم يتحرك لحكامنا جفن ولم ينددوا مجرد التنديد. الجد بالرغم من كل أوجاعه، كانت الذكريات تضحكه وتبكيه، يردد أمنية أحفاده، وهما يطلبان منه «موز» و«تفاح» بعد حرمان أكثر من أربعين يوما، فاحضر لريم «كلمنتينا»، بالرغم من غلائها يبكي ويضحك. «ريم» التي تشبهه وتتقاسم معه يوم ميلاده، الموافق 12 ديسمبر/كانون الأول، نعم إنه عيد ميلاد «روح الروح». لقد قام الجد بتوثيق لحظات فرح «روح الروح» ورقصها وكلامها، وأناقتها وروحها الحلوة المرحة، كأنه يعلم أن ما سيبقى له سوى تلك الصور والفيديوهات، التي لم يحظ بها حفيده طارق. لا شيء يبقى أمام جبروت الصهاينة، لا البشر ولا الحجر، وتغضبهم ابتسامات الأطفال وتؤرقهم كرامة الصغار والكبار، وصمود أشجار الزيتون.
«ريم» لأول مرة لا تسمع كلام «إي أو» جدها، كما كانت تناديه، ولم تفق، فضلت نومة الشهيد، ولم يبق من «ريم» سوى فردة حلق٠(قرط). «فيديو زلزل قلوب العالم، وأبكى الجميع، من له قلب إنسان حتى في العالم الغربي، كل الناس كتبت وتبنت كلام الجد «روح الروح»، الكلمة التي هزت أرواحنا جميعا، التي زلزلت العالم. كما قالت الصحافية في قناة «ديوان أف إذاعة صفاقس أم» هذه الأخيرة التي اتصلت بالسيد علي بدوان، وعلى قناتها على اليوتيوب» يتكلم أب الشهيدين، عن المأساة التي أصابت عائلته، محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره، وهو الموجود في مصر بعيدا عن أهله، وما زال معلقا بمعبر رفح الموصد في وجه الفلسطينيين «مما جعل مأساته مضاعفة»، فصل في سيناريو ما حدث لأسرته، وكان ينوي في هذه المرة التي يزور عائلته أن يأخذهم إلى البقاع المقدسة لأداء عمرة، لكن الموت سبقه إليهم. «سبحان الله هم أحياء، هذه ضريبة أهل فلسطين وضريبة الجهاد وضريبة استرجاع الأراضي، سبحان الله كلنا فداء لهذه الأرض»، كما قال الوالد.
ويضيف «ما شاء الله كل العالم شاف ريم وصور ريم، شاف ريم الأنيقة، البنت المرتبة، حينما كانت تلبس أجمل الثياب، وسافرت لأجمل المدن، وصاحبة أجمل ابتسامة. بقيت فقط والدة ريم وأخوها أحمد، صاحب الثماني سنوات في المستشفى.
ستصبح «روح الروح سفيرة مفوضة، فوق العادة، لتبليغ معاناة الشعب الفلسطيني عبر العالم لجميع شعوب المعمورة. اللهم انصر واحفظ أهلنا في غزة وارحم شهداءهم». (من صفحة صديق بهيرة).
روح الروح ستنقل شكوى المضطهدين والمجروحين والمقطعة أوصالهم، والمحرومين من الماء والهواء والغذاء والأمن والحرية للخالق، فالشكوى لغير الله مذلة، والشهداء أحباب الله.