عبر السطور القادمة، تطرقنا إلى بعض من الأنواع كما زودنا بها المدرب القانوني والإداري المعتمد والمستشار في التخطيط وتحليل الأعمال خالد البلوي.
أهمية الهيكل التنظيمي
يقول المدرب القانوني والإداري المعتمد والمستشار في التخطيط وتحليل الأعمال خالد البلوي: “الهياكل التنظيمية هي العمود الفقري للشركات؛ حيث تحدد كيفية توزيع المهام وتنسيق الأنشطة لتحقيق الأهداف؛ إذ إنّ فهم أنواع الهياكل التنظيمية يعزز الكفاءة والقدرة التنافسية، فهي أنظمة تُستخدم لتنظيم الأفراد والفرق داخل المؤسسات، وهناك عدة أنواع من الهياكل التنظيمية التي يمكن للشركات الاختيار من بينها، ولكل منها خصائصه وتطبيقاته الفريدة، من خلال فهم هذه الأنواع المختلفة، يمكن للشركات تحديد الأنسب لحجمها وصناعتها واحتياجاتها التشغيلية وأهدافها الاستراتيجية، مما يعزز الكفاءة والنمو”.
أنواع الهياكل التنظيمية
واستطرد البلوي ذاكراً للأنواع الأساسية من الهياكل التنظيمية مسلطاً الضوء على أبرز مزايا وعيوب كل نوع، وهي كالتالي:
الهيكل الوظيفي (Functional Structure)
أحد أكثر أنواع الهياكل التنظيمية شيوعاً؛ حيث يتم تجميع الموظفين بناءً على تخصصاتهم وأدوارهم، وفي هذا الهيكل، يتم تقسيم الشركة إلى أقسام حسب الوظائف مثل التسويق والمالية والموارد البشرية، وتكمن أبرز مزايا هذا النوع هو التخصص والتركيز على تحسين كفاءة كل وظيفة، كذلك تعزيز الخبرة الفنية داخل الأقسام ووضوح في الأدوار والمسؤوليات، إلا أنّ أبرز العيوب تتمثل في أن تطبيق هذا النوع قد يؤدي إلى عزلة الأقسام عن كل وظيفة، والتركيز الزائد على الأهداف الوظيفية قد يؤثر على الأهداف العامة للشركة، جنباً إلى جنب أنّه يمكن أن يكون مؤدياً إلى البيروقراطية.
الهيكل التقسيمي (Divisional Structure)
في الهيكل التقسيمي، تنقسم المنظمة إلى كيانات أو أقسام منفصلة، كل منها مسؤول عن منتج أو خدمة أو سوق معين؛ إذ يعمل كل قسم بشكل شبه مستقل وله مجموعة الموارد والوظائف الخاصة به، تطبيق هذا النوع يجلب العديد من الجوانب الإيجابية منها أنه يوفر مرونة أكبر في الإدارة وتلبية احتياجات الأسواق المختلفة، ويسهم في التركيز على العملاء أو المنتجات، كما أنّ عيوب هذا النوع، هو تكرار الوظائف والموارد بين الأقسام، كما أنّ تطبيق هذا النوع قد يشعل التنافس بين الوحدات بدلاً من التعاون، ما يؤدي إلى الصعوبة في الحفاظ على التناسق بين الأقسام المختلفة، كذلك ارتفاع التكاليف التشغيلية.
الهيكل المصفوفي (Matrix Structure)
يجمع هيكل المصفوفة بين جوانب الهيكل الوظيفي والتقسيمي؛ حيث يكون للموظفين مديران: أحدهما من مجالهم الوظيفي والآخر مدير المشروع أو المنتج، ومزايا هذا النوع هو أنّه يسمح بالاستفادة من خبرات متعددة وتحقيق توازن بين الأهداف الوظيفية والمشروعات، كذلك يوفر مرونة في توزيع الموارد، ويساعد على تعزيز التعاون، وفي المقابل أبرز عيوبه تتمثل في إمكانية حدوث التعقيدات في إدارة الوقت والموارد، وتضارب في الأوامر بسبب تعدد الرؤساء لكل موظف، وقد يؤدي أيضاً إلى حدوث ارتباك مع التسلسل الإداري المزدوج وصعوبة في تحديد السلطة والمسؤولية.
الهيكل التنظيمي الهرمي (Hierarchical Structure)
في هذا الهيكل، يتبع الأفراد تسلسلاً هرمياً؛ حيث يكون لكل موظف رئيس مباشر وتكون القرارات مركزية في القمة، وتكمن مميزاته في وضوح السلطات والمسؤوليات، سهولة تطبيق الرقابة والمساءلة، وأبرز العيوب تتمثل في بطء اتخاذ القرارات، كما أن تطبيقه قد يحد من الابتكار.
الهيكل المسطح الأفقي (Flat Structure)
يحتوي الهيكل المسطح على طبقات أقل من الإدارة، مما يقلل من التسلسل الهرمي ويعزز التواصل المفتوح واستقلالية الموظف، هذا الهيكل أكثر شيوعاً في الشركات الناشئة والشركات الصغيرة، ومن أبرز مميزاته هو أنّه يُسهّل اتخاذ القرارات بسرعة، ويشجع المشاركة والابتكار والتفاعل المباشر، ويسهم في زيادة سرعة الاستجابة للتغييرات، وعلى الجانب السلبي الآخر، قد يُسبب ضغطاً على المدراء بسبب وجود عدد كبير من الموظفين تحت إدارتهم، وقلة التخصص الوظيفي، وإمكانية حدوث فوضى بسبب قلة التسلسل الهرمي، كما أن تطبيق هذا الهيكل قد يسبب نشوء تحديات في إدارة العمليات الكبيرة والمعقدة.
الهيكل الشبكي (Network Structure)
هذا النوع يعتمد على التعاون بين وحدات مختلفة، سواء داخلية أو خارجية لتحقيق أهداف مشتركة، وأبرز منافع تطبيقه تتمثل في إتاحته للمرونة العالية والقدرة على الاستجابة السريعة للتغييرات، كذلك التعزيز على الشراكات الاستراتيجية وتقليل التكاليف التشغيلية، كما أنّ عيوبه هي فقدان السيطرة على الجودة، الاعتماد الكبير على الشركاء الخارجيين، صعوبة في التحكم والإدارة، وإمكانية نشوء التحديات في بناء الثقة والتعاون بين الوحدات.