كرمت حملة “اقرأ، احلم، ابتكر”، التابعة للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفائزين في مسابقة “الكتابة الإبداعية”، التي أطلقتها في أبريل من العام الماضي، بهدف اكتشاف وتنمية قدرات الأطفال واليافعين في مجال الكتابة الإبداعية، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تستمر حتى 28 من أبريل الجاري بمركز اكسبو الشارقة.
وفازت بالمركز الأول الكاتبة اليافعة مريم راشد آل علي، ذات الـ17 عاماً، عن قصتها “الدفتر الأسود”، وحصلت على جائزة نقدية قيمتها خمسة آلاف درهم، إضافة إلى فرصة لقاء كاتب في مجال أدب الطفل لتكتسب منه مزيداً من المهارات، بجانب حضور جميع ورش العمل التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، بهدف تنمية وصقل مهارات الكتابة الإبداعية لدى الأطفال والناشئة.
وحلتّ في المركز الثاني الكاتبة اليافعة نجود علي البدواوي، ذات الـ14ربيعاً، عن قصتها “طبيب بعد اضطراب”، وحصلت على ثلاثة آلاف درهم، فيما فازت بالمركز الثالث الطفلة حنين أحمد المتولي، ذات العشرة أعوام، عن قصتها “الغراب المزعج”، وحصلت على ألف درهم، وإلى جانب الجوائز النقدية سيتم منح الفائزات الثلاث مجموعة من القصص والكتب القيمة.
وفتحت المسابقة التي استهدفت الأطفال من عمر 6 إلى 11 عاماً، واليافعين من عمر 12 إلى 18 عاماً، المجال واسعاً أمام المشاركين للتعبير عن أفكارهم وخواطرهم، من خلال تحويلها إلى نصوص أدبية مبتكرة، فضلاً عن تعزيز ارتباطهم بالكتابة والقراءة، وتنمية مفاهيمهم الإدراكية والإبداعية، وتوظيف خيالهم في كتابة أعمال تستحق النشر.
وقالت مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “سعينا من خلال هذه المسابقة إلى فتح المجال واسعاً أمام الأطفال واليافعين لاكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم في مجال الكتابة الإبداعية، ومنحهم فرصة سرد القصص والأفكار التي تدور في مخيلتهم بأساليب أكثر سلاسةً وتشويقاً”.
ولفتت العقروبي إلى نجاح الفائزات الثلاث في إبراز مهاراتهن السردية واللغوية، حيث انعكس ذلك جلياً في تسلسل أحداث القصص، كما أظهرن التزامهن ومعرفتهن العميقة بالعناصر الأساسية للقصة، والمتمثلة في الفكرة، والشخصيات، والزمان، والمكان، والحبكة، وأكدت أن الفائزات سيحظين أيضاً بنشر أعمالهن على الموقع الإلكتروني الخاص بحملة “اقرأ، احلم، ابتكر”.
وتناولت القصص الثلاث مواضيع متنوعة، حيث سلطت قصة “الدفتر الأسود” الضوء على أهمية المثابرة في الحياة، والسعي الدائم إلى التزود فيها بالعلوم والمعارف والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، حيث أكدت الكاتبة وبأسلوب سردي شيق تدور محاوره بين شخصين، أن الحياة إما مغامرة جريئة تحبس الأنفاس أو لا شيء.
فيما تناولت قصة “طبيب بعد اضطراب”، تجربة طفل يُعاني من التوحد، والذي استطاع بفضل قوته وعزيمته، ودعم أفراد عائلته له، تجاوز هذه المحنة، ليواصل مسيرته التعليمية ويتخرج من كلية الطب، بعد أن يتخصص في طب الأطفال، ليسهم بعدها في تقديم العلاج للمرضى الصغار. وتؤكد الكاتبة من خلال هذه القصة أن مرض التوحد لا يعتبر عائقاً أمام تحقيق الأهداف، بل يمكن أن يمثل دافعاً قوياً للوصول إليها.
أما قصة “الغراب المزعج”، فتسرد معاناة الطفلة ليلى وقطتها ميمي، مع الأصوات المزعجة التي يصدرها غراب ظهر بشكل مفاجئ في الغابة القريبة من منزلها، فتبحث مع مجموعة من الحيوانات الأليفة سبل إيجاد حلول لهذه المشكلة، حيث نجحوا في ابتكار حيلة طريفة، خلصتهم بشكل سريع من نعيق الغراب المزعج.
من ناحية أخرى كشفت “اقرأ، احلم، ابتكر” عن أعضاء لجنة تحكيم المسابقة، التي ضمت كلاً من الكاتبة الإماراتية نورة الخوري، التي تركز في كتاباتها على إبراز البيئة والطبيعة وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، والرسام الإماراتي عبدالله الشرهان، مخرج المسلسل الكرتوني “حمدون”، والمخرج والمشرف الإبداعي لبرنامج “افتح يا سمسم”، والمدقق اللغوي مصطفى جاويش، عضو لجنة اختيار كتب الأطفال، والأدب، والشعر، والتنمية البشرية، والإدارة، في “ثقافة بلا حدود”.