توصل فريق من العلماء لاكتشاف أقدم الغابات الموجود في الصين في عمق أكثر من 600 قدم تحت السطح داخل حفرة ضخمة، وذلك أثناء رحلتهم لاستكشاف الكهوف في مايو 2022، وتعرف هذه الظاهرة في الصين باسم ‘tiankeng أو الحفر السماوية.
وقد تم التنقيب عن الحفرة الضخمة في منطقة قوانغشي، جنوب غرب الصين، حيث تقع حديقة لي فنغشان الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو، وقد تم وصف الحديقة باعتبارها رسوبية في المقام الأول في وجود نسبة من صخور الكربوات الديفونية بأكثر من 60% والتي يصل سمكها لـ3 آلاف متر.
اكتشاف الغابة البدائية
وفقا لما ذكر في موقع dailymail.co.uk، فقد توقع العلماء والباحثون أن تكون تلك الغابة موطنا لأنواع معينة من النباتات والحيوانات التي لم يتم النظر إليها واكتشافها من قبل، ووفقا للتقرير الرسمي الصادر عن وكالة الأنباء الصينية فإن الاكتشاف الجديد يعد الـ30 من نوعه في المقاطعة.
بدوره صرح تشانغ يوانهاي، كبير المهندسين في معهد جيولوجيا الكارست التابع لهيئة المسح الجيولوجي الصينية، أن الموقع الذي تم اكتشاف الغابة البدائية فيه محفوظ جيدا في الأسفل ويمتلك 3 كهوف في جدرانه.
ملامح الغابة
وعن وصف الغابة التي تم العثور عليها، استنتج العلماء أن طول الحفرة التي تحتضن تلك الغابة حوال 306 أمتار، وعرضها 150 مترا، وعمقها 192 مترا، أما بالنسبة لحجمها فهو أكثر من 5 ملايين متر مكعب، لذلك تم تصنيفها بأنها حفرة كبيرة نسبيا.
وبمجرد أن تخطو بقدميك داخل الغابة ستجد أن نباتات الظل تصل لكتف المرء، ويبلغ ارتفاع الأشجار القديمة حوالي 40 مترا، وذلك على حسب قول تشن لي شين، قائد فريق رحلة كهف قوانغشي، الجدير بالذكر أن العلماء استغرقوا ساعات للوصول إلى قاع الحفرة، وبالنظرة الأولى تم اكتشاف أن الحديثة مكونة من الحجر الجيري، ويرجح العلماء سبب ظهور تلك الفجوات بأنها ناتجة عن تحلل الصخور الأساسية بواسطة المياه الجوفية، رغم ذلك فقد وصف الباحثون الغابة بأنها “خيالية”.
الغريب في الأمر أن سبب نمو الغابة بالشكل الذي ظهرت عليه هو سماح الحفرة العملاقة بتمرير أشعة الشمس بالشكل الذي ساعد في إعادة نبض الحياة للغابة.