تمكن د. جيسي كاسانا، عالم الآثار الأنثروبولجي، من جامعة أركنساس الأمريكية من تحليل صور كاميرات التجسس الأمريكية القديمة التي كشفت عن وجود آلاف المدن التي لم تكن معروفة من قبل في الشرق الأوسط، لاسيما سوريا والعراق وتركيا، بعد أن أمضى سنوات في البحث عن المحفوظات لمعرفة المزيد عن الشرق الأوسط وتاريخه، مع القيام بعمل ميداني في مساحات قديمة بالمنطقة، بالإضافة إلى مناطق في شمال إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وسمحت وكالة المخابرات الأمريكية لكاسانا الاطلاع على قائمة من الصور الفوتوغرافية التي رصدتها كاميرات التجسس، التقطها القمر الصناعي «CORONA Spy» الذي حلق فوق أماكن مختلفة ذات أهمية بين عامي 1960 و1972، في الشرق الأوسط والعالم تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية.
وقال كاسانا:«تمكنت مع فريق خاص من توثيق ما يقرب من 10000 من المواقع الأثرية لم تكن معروفة من قبل، كشفتها صور التجسس على الشرق الأوسط، منها المدينة المعروفة باسم تل براك، على بعد 42 كم من مدينة الحسكة في سوريا والمدينة من التلال الأثرية في سوريا والتي لا يزال يكتنفها الغموض، وكل ما يعرف عنها أنها كانت ذات يوم واحدة من أهم نقاط التجارة في الشرق الأوسط».
في حين أن علماء الآثار لا يعرفون ما كان يطلق على المدينة خلال تلك الحقبة، إلا أن سكان المدينة الحاليين يقولون إن اسم المدينة سابقاً يدعى «Nagar»، وتمتد من سهل الخابور شمال شرقي سوريا إلى الحدود التركية والعراقية. وتعتبر واحدة من أكبر المواقع القديمة فيما يعرف بشمال بلاد ما بين النهرين، وقد استقر الناس هناك بالفعل منذ أكثر من 8000 عام.