#راندا_جرجس
تختلف عادات الاحتفال ببداية العام الجديد بين مدينة وأخرى، ولكنها تتفق في صيغة واحدة هي الاحتفاء بطقوس تغمرها السعادة، والفرح، والتفاؤل. وفي العديد من البلدان يكون الاحتفال بليلة رأس السنة عبر عروض الألعاب النارية، والتجمعات الاجتماعية، وتزيين المنازل والساحات، وإضاءتها.
وتعتبر جمهورية كيريباتي في المحيط الهادئ، أول دولة تحتفي بقدوم العام الجديد، أما سكان ساموا الأمريكية وجزيرة الميدواي، ونييوي الواقعة في المحيط الهادئ، فهم آخر من يستقبله. وفي العالم العربي، يصل العام أولاً إلى سلطنة عمان والإمارات، وتحتفل به لاحقاً باقي الدول العربية، وآخرها موريتانيا.
وتحتفي أغلبية الدول ببداية العام في أول يناير/ كانون الثاني، بناء على التقويم الغريغوري (الميلادي)، وهو الأكثر استخداماً في العالم، والذي جاء بديلاً للتقويم اليولياني، وهو مكون من 12 شهراً، تبدأ من يناير وتنتهي في ديسمبر/ كانون الأول، ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي عندما أقره البابا غريغوري الثالث عشر.
وعلى الرغم من انتشار استخدام التقويم الميلادي، إلا أن بعض المناطق ما زالت تحتفظ بالتقويمات التقليدية التي تستند إلى مراحل القمر، والسنة الشمسية، ويرجع تاريخ أول التقاويم إلى العصر البرونزي.
ويعتمد التقويم الهجري على المراحل القمرية، ويتكون العام الواحد من 12 شهراً، بداية من محرم مع رؤية الهلال القمري، وينتهي مع ذي الحجة، وأول سنة إسلامية كانت 622م عندما هاجر النبي محمد، صلى الله عليه وسلّم، من مكة إلى المدينة.
التقويم السرياني
يُعرف التقويم السرياني أيضاً بالشمسي، وهو مؤلف من 12 شهراً وتعود أصول أسمائها إلى اللغة الآرامية، وتبدأ من كانون الثاني، وتنتهي في كانون الأول. ويعتمد التقويم القبطي على الشمسي الذي وضعه قدماء المصريين، ويُعد من أوائل التقاويم اللي عرفتها البشرية، إذ قسموا السنة إلى 13 شهراً، ويُصنف هذا التقويم على أنه الأكثر دقة من آلاف السنين، من حيث ظروف المناخ والزراعة والمحاصيل خلال العام. ويستند التقويم الصيني على النظام القمري وتحدد جميع المناسبات بناء عليه، وتبدأ السنة وفقاً له عندما يكون موقع القمر في منتصف المسافة بين الانقلاب الشتوي والاعتدال الربيعي.
التقويم البوذي
يستخدم التقويم البوذي العام الفلكي (الوقت الذي تستغرقه الأرض في مدار الشمس مثل السنة الشمسية)، وهو المعتمد في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ويستند إلى التقويم الهندوسي، ونظراً لعدم بقائه متزامناً مع القياس الزمني، على غرار التقويمات الأخرى التي تتضمن سنة كبيسة، فإنه يتحرك ببطء.
بداية التقويم الميلادي.. 10 شهور
تعود بداية التقويم الميلادي الأشهر في معظم دول العالم إلى ميلاد السيد المسيح، عليه السلام، وكان يتكون في الماضي من 10 شهور فقط من مارس إلى ديسمبر (304 أيام) بحسب التقويم الروماني القديم، ثم اعتبر الرومان أن الشتاء فترة لا تحتوي على شهور، فأضافوا يناير وفبراير لتصبح 12 شهراً، ويصبح عدد أيام كل من الشهور الزوجية 30 يوماً، والفردية 31، أما فبراير فيأتي 28 يوماً في السنة البسيطة و29 في الكبيسة. وبعد إضافة يناير وفبراير صار عدد أيام السنة 365، وتربتط تسمية شهورها بأمور عدة كما يلي:
- يناير: يعني البوابات أو البداية في اللغة اللاتينية وعند الرومان القدماء، ونسبة إلى «Janus» إله المداخل في ميثولوجيا رومانية.
- فبراير: ينسب هذا الشهر إلى كلمة «فيبرا» وهي تعني التطهير.
- مارس: اسم إله الحرب عند اليونان القدماء، وهو من الآلهة التي كانت تعرف بالخير والعدل.
- إبريل: بداية فصل الربيع، ويأتي الاسم من «Avril» وهي كلمة رومانية تعني الربيع.
- مايو: اسم لإلهة عند الرومان ووالدة الإله عطارد، وترمز إلى الخصوبة.
- يونيو: سمي نسبة إلى كلمة «jonious» التي تعني الشباب في اللغة الرومانية القديمة، إذ كانوا يحتفلون في هذا الوقت من العام بعيد الشباب.
- يوليو: تُنسب تسمية هذا الشهر إلى الإمبراطور الروماني الشهير يوليوس قيصر.
- أغسطس: ينسب إلى الإمبراطور الروماني أغسطس، ابن الإمبراطور يوليوس قيصر.
- سبتمبر: مأخوذ من كلمة «septa»، وتعني الرقم سبعة عند الرومان.
- أكتوبر: كلمة «octa» تعني الرقم ثمانية في ترتيب الشهور القديمة عند الرومان.
- نوفمبر: يأتي من كلمة «nova»، أي تسعة في الترتيب عند الرومان.
- ديسمبر: مشتق من كلمة «deca» وتعني الرقم 10 عند الرومان.
الهدايا تجديد رمزي للعلاقات
يحرص كثيرون حول العالم على عادة تبادل الهدايا مع الأهل والأصدقاء ليلة رأس السنة لارتباطها لديهم بروح التفاؤل والسلام وتجديد العلاقات الاجتماعية والإنسانية، كما تُعد تعبيراً عن المودة والمحبة وإدخال الفرحة إلى القلوب.
والأطفال أكثر الفئات التي تنتظر هدايا العام الجديد بشغف وحماس، ولذلك يجب اختيارها بحسب ميولهم واهتماماتهم، وتعتبر الكتب، الحقائب، الأقلام الملونة، الدفاتر بألوان زاهية، أدوات الرسم والتلوين، الألعاب التي تنمي المهارات، العطور، الشيكولاتة، حافظات الأسطوانات، والميداليات وغيرها من الأشياء المحببة من أبرز الخيارات.
وينصح الخبراء بأن تكون هدية بداية العام رمزية، وتحمل معنى نابعاً من القلب.
تعتبر الزهور من الهدايا الشائعة في جميع الأوقات، ويمكن تقديمها للنساء، خاصة الزوجات والأمهات في هذا الوقت من العام، لأنها تحمل الكثير من المعاني الجميلة كالمحبة والود والرومانسية، بالإضافة إلى ألوانها المختلفة التي تضفي على الروح الشعور بالسلام والهدوء والتفاؤل.
وهناك العديد من الاختيارات التي تتناسب مع الفتيات والنساء، كالملابس، والعطور، والاكسسوارات، النظارات الشمسية، ومستحضرات التجميل.
أما الهدايا التي تُقدم للرجل، فتعتمد على شخصيته وتفضيلاته، ويناسب الشخص صاحب الشخصية العملية هدايا مثل اكسسوار السيارة أو جهاز إلكتروني، أو سماعات، أما الزوج الرومانسي فيمكن أن تعجبه الأشياء البسيطة والمصنوعة يدوياً كتجميع الصور التي تجمعه مع زوجته والأبناء سوياً في ألبوم واحد وتقديمه له، ويمكن شراء ساعة أو حذاء للذين يهتمون بأناقتهم ومظهرهم.
الحظ السعيد.. فواكه وتحطيم مقتنيات
مثلاً، يحتفل الفلبينيون بوضع 12 حبة من الفواكه المستديرة والشبيهة بالقطع النقدية في طبق وسط المائدة المخصصة للعشاء في ليلة رأس السنة، وعلى الأغلب يقع الاختيار على العنب، إيماناً بأنه فأل طيب وبشارة لعام أفضل.
ويتبع الإسباني التقليد نفسه، فيتجمع الأشخاص في الساحات الرئيسية، للاحتفال والمشاركة في تناول 12 حبة من العنب، ويشارك فيه أيضاً من لم يستطيعوا الخروج من منازلهم، من خلال متابعته في التلفاز. وعندما يبدأ العد مع ال12 ثانية الأخيرة من السنة، يبدأون في تناول حبات العنب، بمعدل واحدة عند كل عدّة، ومن يستطع أن ينتهي من حباته في الوقت المحدد سيضمن أن يكون حظه جيداً طوال العام المقبل، وفق اعتقادهم.
ويعد الترحيب بالعام الجديد في جميع أنحاء اليابان الأغرب؛ إذ يقرع اليابانيون الجرس 107 مرات في اليوم الأخير من السنة، بحيث تكون القرعة رقم 108 متزامنة مع دخول السنة الجديدة مباشرة. ويقطع التشيكيون ثمرة التفاح ويتسارعون في النظر إلى اللب بداخلها، لأنهم يعتبرونه دلالة على التفاؤل أو التشاؤم بما هو آت مع قدوم السنة، ففي حال وجدوه شبيهاً بالنجمة، يعتقدون بأن العام الجديد سيجلب الخير.
ويضرب الأشخاص في إيرلندا قبيل انتهاء ليلة رأس السنة الخبز على الجدران والأبواب من أجل طرد الحظ السيئ الذي لازمهم، وتجهز العازبات خصلة من حبات التوت الأبيض المسمى «الهدال»، قبل وضعها أسفل وسائدهن، وفي اليوم التالي يحرقنها، لاستدعاء الحظ السعيد في العام الجديد.
ويعتاد الأشخاص في بعض مدن جنوب إيطاليا، لاسيما نابولي، على رمي الأثاث من النوافذ والشرفات، للتخلص من الأشياء السيئة. ويلتزم السكان المحليون برمي الأشياء الصغيرة والناعمة فقط من النوافذ تجنباً لإصابة المارة، كما تُتبع هذه العادة في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، كما يحطم الدنماركيون عادة الأطباق والأواني الزجاجية والفخارية على أبواب جيرانهم في ليلة رأس السنة الميلادية، اعتقاداً بأن ذلك يجلب لهم الخير والسعادة في العام الجديد، ويقال إنه كلما كان حجم القطع المكسورة كبيراً زاد الحظ السعيد.