تلجا الفلسطينيات في مثل هذه الأيام إلى نبات الخبيزة وما تنبت الأرض لتكون الوجبة الرئيسية على الموائد، فيما يعتبر هذا التوقيت من العام موسماً لأكلة الجبيزة الشعبية اللذيذة. تقتطف أم محمد وصديقاتها في ساعات الصباح ما تجود به الأرض من نباتات بدأت بالنمو والظهور في الأراضي السهلية القريبة من المناطق السكنية في سهول بلدة ياصيد قرب نابلس شمال الضفة المحتلة.
وتعد الخبيزة من أهم النباتات البرية التي عرفها المطبخ الفلسطيني وعلى أرس الأكلات الشعبية التي لايزال الفلسطينيون يحافظون عليها، فهي قليلة التكلفة ومتوفرة ولا تحتاج الكثير من المواد الأساسية للطبخ، فيما يعتبرها البعض تقليداً وموروثاً شعبياً شكّل مصدر رزق للكثير من العائلات الفلسطينية الفقيرة التي تقطفها من الجبال والحقول وتبيعها في أسواق المدن.
ويقول الباحث البيئي، خالد أبو علي لـ «البيان»، إن عُشبة الخبيزة من الأعشاب المتداولة في الثقافة العربية منذ آلاف السنين، حيث استخدمها الفراعنة القدماء في الاستخدامات الطبية وفى الطعام، وتحدث عنها الكثير من مشاهير الأطباء العرب مثل العالم ابن سينا الذي ذكر فوائد الخبيزة في كتابه «القانون في الطب». ويطلق عليها البعض الخبازي أو الخبيز أما في فلسطين فتسمى الخبيزة، وهي عشبة حولية يتراوح ارتفاعها ما بين 10 إلى 30 سم، تبدأ في الظهور في أواخر اكتوبر ومطلع فبراير، أوراقها مستديرة الشكل، ذات حواف مسننة، أزهارها صغيرة، ذات لون بنفسجي باهت.
وأضاف أبو علي: «تستخدم الكثير من العائلات الفلسطينية نبتة الخبيزة كغذاء خلال موسمي الشتاء والربيع، هي أكلة فلسطينية شعبية بامتياز، إضافة لفوائدها الطبية التي لا حصر لها تعتبر الخبيزة أكلة مُشّبِعة تملأ البطون وتطفئ جوع الفقراء وكل من تذوقها أحبها».