نظم مهرجان الشارقة القرائي للطفل أمسية أدبية، بعنوان “عالم الغموض والإثارة” بحثت الدور الذي تلعبه كتابات الرعب والتشويق في جذب الصغار إلى عالم القراءة، وشاركت فيها كل من الكاتبة السورية والطبيبة النفسية ريم تينا غزال، صاحبة رواية “مسكون”، وشاهبانو بيلجرامي، مؤلفة كتب الأطفال الباكستانية، وآشا نيهميه، مؤلفة كتب الأطفال الهندية، والمتخصصة في روايات الغموض، وأدارها كاتب أدب الطفل الهندي ريحان خان.
وكشفت الندوة التي استضافها المختبر الثقافي1، حجم ارتباط الكثير من الأطفال واليافعين بأدب الرعب والغموض، وذلك لما يحمله من إثارة وتشويق ومتعة في تتبع الأحداث وكشف الأسرار الخبيئة، وهو ما يجعل بطريقة أو بأخرى هذا النوع الأدبي من الأنواع التي تدفع الأطفال على مواصلة القراءة، وغرس حب الكتاب في نفوسهم.
وبدأت شاهبانو بيلجرامي حديثها بالقول: “اخترت الكتابة للأطفال واليافعين وتحديداً المرتبطة بقصص الرعب والغموض والإثارة، لأنها تمنحني حرية أكبر وفي كتاباتي لا أسعى إلى بث رسائل محددة للأطفال سواء أن كانت تعليمية أو غيرها، كل ما يهمني هو كيفية امتاعهم وتقديم نوع من الكوميديا والفانتازيا التي تساهم في تشجيعهم على جعل الكتاب صديقاً دائماً إليهم”.
وبخصوص المصادر التي تستقي منها كتاباتها قالت بيلجرامي:”معظم كتاباتي مستوحاة من تجارب شخصية، وعلاقات إنسانية، وقصص حدثت بشكل حقيقي على أرض الواقع، فأنا لا أفضل البحث في السير الذاتية بقدر ما أعتمد على الواقع الماثل أمامي، الذي يجعل الكتابة تأخذ مجراها الطبيعي، وبشكل أكثر عفويةً، لتلامس مخيلة وذائقة الطفل بمصداقية أكبر”.
ومن جانبها قالت آشا نيهميه:”دخولي لمجال كتابة الغموض والإثارة والرعب جاء بمحض الصدفة حيث كنت أعمل مراسلة حرة لصحيفة يومية، وكان لدينا ملحق خاص بالأطفال وفي مرة نشرت قصة في هذا الملحق، وتفاجأت بالإشادة والتفاعل الكبيرين اللذين حُظيت بهما القصة، وكانت هذه نقطة مفصلية في مسيرتي الأدبية حيث اتجهت بعدها مباشرة للكتابة للصغار، ووجدت لذة كبيرة في أدب الطفل كونه يتيح للكاتب التحرك في مساحات واسعة في عالم الخيال والفنتازيا”.
وأضافت نيهيمه: “لا أقوم بعمليات بحث كثير عند كتاباتي لأي نص، ولكن أحرص على التدقيق في الحقائق العلمية، والمعلومات التي تحتاج إلى إثبات، وأسعى دائماً بدأ العمل بطريقة دراماتيكية، معتمدة في ذلك على تقنية مبتكرة أقوم من خلالها ببداية كل فصل بحدث معين واختمه بشئ مشوق، ومن وجهة نظري أرى أن أدب الطفل يُحتم اتباع أسلوب التشويق والإثارة”.
ومن جهتها قالت ريم تينا غزال: “شهدت في مسيرتي المهنية كمراسلة إخبارية وصحافية، الكثير من قصص الرعب الحقيقية، وحتى أتفادى هذه القصص كان لابد من اقتباس أفكار منها لكتابة أعمال خيالية مليئة بالإثارة والدراما، فأنا بطبعي أسعى دائماً إلى معالجة كل المآسي التي تمر في حياتي من خلال الكتابة، وبحكم خلفيتي كطبيبة نفسية كثيراً ما أجد في كتاباتي وقصصي عناصر مرتبطة بتخصصي، تعكس اضطرابات الضغط الناتجة عن الصدمات التي يتعرض لها الأشخاص”.
وأضافت غزال:”أسعى في كتاباتي إلى بث العديد من الرسائل، ومعالجة المآسى الإنسانية التي مررت بها خلال مسيرتي الصحافية، فأنا أؤمن بقوة الكلمة في إلهام الآخرين، ومعالجة التحديات، وبخصوص أهمية المكان في إنتاج قصص الرعب والإثارة فهو مهم جداً، وهذا ما يدفعني للذهاب إلى أماكن يخشاها الناس، كما حدث معي في روايات (مسكون)، لا سيما وأن قصص الجن والعفاريت كانت لها مساحة واسعة في طفولتي”.