يتحرى المسلمون ليلة القدر في الليالي الوترية خلال العشر الأواخر من رمضان، لما لها من فضل عظيم حيث تتنزل الملائكة ويستجاب الدعاء فيها بإذن الله، وفي تلك الليلة يقدر الله عز وجل مقادير الخلائق على مدار العام، ويشرع في تلك الليلة القيام عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وكان رسولنا الكريم يعتكف في العشر الأواخر، وقد ورد عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال “من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ”.
وفي تلك الليلة تستجاب الدعوات ويشرع فيها التقرب لله وعندما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها الرسول عن أحب القول لله في تلك الليلة، ” قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي”.
علامات ليلة القدر
وفي كل عام ينتظر المسلمون العشر الأواخر من شهر رمضان لتحري ليلة القدر فيها، وقد ورد عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال “التَمِسُوها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ، ليلةُ القَدْرِ في تاسعةٍ تبقى، في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى”.
كما ورد عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال “رأى رجلٌ أنَّ ليلةَ القَدْرِ ليلةَ سَبعٍ وعشرينَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أرى رُؤياكم في العَشْرِ الأواخِرِ، فاطلُبوها في الوِترِ منها”.
ومن ضمن العلامات أيضا التي يتحرى خلالها المسلمون ليلة القدر أن الشمس تطلع في صبيحتها صافية، وفقا لما ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال “أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها”.