دبي، أحمد الشناوي
أوضحت بروفيسور فيونا روبسون، رئيس كلية إدنبرة للأعمال وكلية العلوم الاجتماعية بجامعة هيريوت وات دبي، أن أسلوب القيادة داخل المؤسسات يلعب دورًا محوريًا في تشكيل تجارب الموظفين. أكدت أن الموظفين ليسوا بحاجة إلى أن يحبوا أسلوب القيادة، ولكن إذا كان هناك تناقض بين قيم القيادة وقيم الفريق، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقليل مشاركتهم.
وأضافت: هناك العديد من أنماط القيادة، لكن القادة الناجحين هم من يتمتعون بالمرونة ويستطيعون تكييف أسلوبهم حسب السياق والموقف.
وأردفت بروفيسور روبسون قائلة إن مصطلح “المهارات الناعمة” في بعض الأحيان يوحي بأنها أقل أهمية، لكنها في الواقع تشكل أساس القيادة المتعاطفة. فالقيادة المتعاطفة تعني الاستماع بصدق لأفكار وآراء الآخرين، والبحث عن الحلول الأنسب بناءً على المشورة الجماعية، وليس فقط الاعتماد على الخطط الأولية للقائد. كما أشارت إلى أن القيادة المتعاطفة ليست خاصة بنوع معين من القادة، رغم أنها قد ترتبط أحيانًا بالقيادة النسائية.
وأضافت روبسون أن القادة المتعاطفين يتسمون بقدرتهم على بناء بيئة عمل وثقافة مؤسسية تدعم التواصل المفتوح. فعندما يشعر الموظفون بالراحة عند مشاركة أفكارهم دون الخوف من العواقب إذا حدث خطأ ما، يصبح الإبداع والابتكار جزءًا من ثقافة المؤسسة. أكدت أيضًا على أهمية احترام القادة لجميع أصحاب المصلحة، حتى في حالة وجود خلافات حول قضية معينة، حيث يكون التركيز على القضية وليس الشخص، ما يساعد في الحفاظ على العلاقات الصحية داخل بيئة العمل. كما تحدثت عن كيفية اختيار القادة المتعاطفين لآليات الاتصال المناسبة، بناءً على قدرات واحتياجات كل شخص، مما يسهم في تعزيز الانسجام في الفريق.
وأشارت إلى أن القادة المتعاطفين يبذلون جهودًا لبناء علاقات قوية عبر الإدارات والمؤسسة ككل، مما يؤدي إلى تعزيز التعاون والاستفادة من أوجه التآزر بين الفرق المختلفة. واختتمت حديثها بتأكيد أن القادة المتعاطفين يجب أن يكونوا قادرين على التعامل مع القضايا الحساسة بكل شفافية.
وأوضحت أنه لا يجب على القادة التردد في طلب الدعم أو التدريب المسبق لمواجهة تحديات جديدة. بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى أهمية تشجيع القادة لفرقهم على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مؤكدة على أن القائد يجب أن يكون قدوة في ذلك، على سبيل المثال عن طريق تجنب إرسال رسائل البريد الإلكتروني خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كما شددت بروفيسور روبسون على ضرورة الاعتراف بالنجاحات والإنجازات، وتعزيز ثقافة تقبل الأفكار الجديدة، حتى وإن لم تنجح جميعها.
وختمت بتوضيح أن القيادة المتعاطفة قد لا تكون فعالة مع جميع أعضاء الفريق، وهو أمر طبيعي، لكنها تظل مفتاحًا أساسيًا لتعزيز تجربة الموظف بشكل إيجابي.