
على وقع هتاف «غزِّة هاشم ما بتركع.. لا بدبابة ولا بمدفع» تلاقى المئات من المنددين بالإبادة الجماعية، التي يرتكبها الكيان الصهيوني وداعميه في الغرب المتصهين، والشرق المستتبع بهم، أمام الإسكوا في بيروت. حملت دعوة التجمع شعار «الأطفال يكتبون أسماءهم على أياديهم» حيث شارك الجميع أطفال غزة وكتبوا أسماءهم على أياديهم. في ذاك اللقاء الذي نظمه كل من بيت أطفال الصمود مؤسسة عامل الدولية ودار نلسن كانت القلوب تهتف باسم غزة، من الأطفال الذين افترشوا الأرض حاملين أعلام فلسطين وملتحفين بالكوفية، إلى الشباب والشيب الغاضبين من التخاذل العالمي والعربي. ألقيت كلمات عدة، وأعلنت مواقف، لكن الجديد يتمثل في الدعوة لإنشاء «جامعة الشعوب العربية» بعد أن أصابتهم جامعة الدول العربية بخيبات متتالية منذ تأسست.
استنكرت جميلة دياب الشابة الفلسطينية جرائم العدو، التي دفعت بأطفال غزة لكتابة أسماءهم وتواريخ ميلادهم على أياديهم، ليتمّ التعرّف إليهم عندما يستشهدون. وقالت: كأن الشهادة بصاروخ الطائرة بات قدراً. وقالت فرح محمد إنها تشارك في هذا التجمّع لتقول وجعها. فهل يُعقل أن يباد الأطفال والعالم يتفرّج؟ العجز عن فعل أي شيء يبكيني.
الأطفال الآتون من بيت أطفال الصمود كثر، سألنا رئيس المؤسسة قاسم بعنا كيف تعرف تلك البراعم الندية بما يحدث لأترابهم في غزّة؟ قال: يعرفون بعض الحقيقة، وهم على الدوام يهتفون فلسطين عربية. يرفعون علم وطنهم السليب ويعرفون لأية قرية أو مدينة ينتمون، ويعرفون ضرورة العودة إليها. ورغم توصياتنا للأهل بضرورة ابعاد الأطفال عن شاشة التلفزيون، إلا أنهم يعرفون ويسألون «لماذا إسرائيل تقتل الأطفال»؟
رئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا، قال لـ«القدس العربي»: «نحن بصدد رفع مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة عبر الإسكوا للعمل على ايقاف الإبادة الجماعية، التي تتعرض لها غزّة. وضرورة فتح المعابر لإيصال المساعدات والمواد الطبية. فالفعل الذي تمارسه إسرائيل على أهل غزة يفوق الخيال بمستوى الإجرام. ومن يرتكبون هذه الجريمة يجب أن يحاكموا. وما نطلبه أيضاً من الأمم المتحدة ومن العالم المؤيد للكيان التوقف عن ممارسة ازدواجية المعايير. وقوف الغرب مع الجلاد ضد الضحية مشين ومشين. في حين أن الأمم المتحدة تعترف بحق الشعوب في مقاومة الاحتلال.
نعرف صلتكم الوثيقة كمؤسسة عامل مع مؤسسات طبية وإنسانية فرنسية كيف ينظرون لما يجري في غزّة؟ يقول الدكتور مهنا: كنت في غرونوبل الأسبوع الماضي، وكانت لي محاضرتان في كلية الطب وكلية العلوم الإنسانية، الناس هناك مختلفون عن الحكومات، وننتظر تعبيرهم. ونحن بدورنا كعرب علينا أن ننشئ جامعة الشعوب العربية، وطي صفحة الجامعة العربية. فلسطين وشعبها يحتاجان لحركة أممية من أجل الوصول إلى حقه في الحرية والاستقلال.
صاحب دار نيلسن سليمان بختي قال سوف نعمل لتحقيق فكرة جامعة الشعوب العربية التي أطلقها الدكتور كامل مهنا مع مجموعة مثقفين من لبنان. فهذه الجامعة من شأنها تظهير مواقف الشعوب وليس الأنظمة ولا الحكّام. المعنيون بهذه المبادرة يعملون باجتهاد لوضع الإطار النظري، ونأمل التوصل إلى صياغة نهائية يصار لإطلاقها في ما بعد في الوطن العربي.
طفل صغير يحمل علم وطنه ويعلن «هو علم فلسطين». علي عاشور يخبرنا «أنا من حيفا». متى سنذهب إليها معاً؟ بكرا.
مجموعة من الأطفال كانت تهتف «فدائي.. فدائي» فيما كانت روزانا تخبرنا أنها من حيفا. وأنها هنا لتكتب اسمها على زندها، كما أطفال غزة «جايين نتضامن معهم. إسرائيل عم بتقوص عليهم وع المستشفى.. لما إكبر بدي اشتغل طيار لأقوص عليهم.»
سيلين تُعلن أنها من المغرب ووالدتها من فلسطين. وماذا تفعلين هنا؟ تقول: في عالم عم تحكي عن فلسطين والصغار اللي ماتوا بضرب إسرائيل. ماذا تقولين لإسرائيل: انتوا ناس مجرمين.