
تتعدد عوامل الجذب الثقافية والفنية في كولومبيا، ولعل الموسيقى هي العامل الأبرز في ثقافة الشعب الكولومبي. ويشتمل تراثهم على العديد من الرقصات والأنماط الموسيقية والإيقاعات المتنوعة التي تختلف خصائصها بحسب كل منطقة. ويعود الفضل في تنوع هذه الأنماط إلى اختلاط التأثيرات الثقافية الأوروبية والأفريقية والهندية والفارسية إبان تأثر البلاد بقرون عديدة من الهجرة والاستعمار، حيث تتمتع كولومبيا بأكثر من 30 رقصة وإيقاع، الأمر الذي يجعلها مصدراً مهماً للموسيقى لأمريكا اللاتينية والعالم. كما يُعد أسلوب الموسيقى الكولومبية الأكثر شهرة على مستوى العالم.
وتشتمل كولومبيا على مجموعات كاملة ومتنوعة من الأنماط الموسيقية التي تتراوح بين موسيقى البوب والموسيقى الكلاسيكية، إلى السلسا والموسيقى الصاخبة. ومن المحتمل جداً أن يقابل الزائر لهذا البلد في شوارع المدن الكولومبية أشخاصاً يعيشون حياتهم على أنغام الموسيقى والألحان التي تنطلق من أي مكان، فالموسيقى تجري في عروقهم، والإيقاعات القوية والصاخبة هي جزء من الخصوصية التي تتمتع بها الشعب الكولومبي.
ويتجلى حضور كولومبيا الموسيقي خلال معرض “إكسبو 2020 دبي” عبر تقديم تجارب موسيقية عديدة تداعب عواطف الزوار وتمكنهم من الاستماع الى أكثر من 1000 لحن وإيقاع موسيقي، يشكلون طبيعة وعراقة هذا البلد.
كرنفال بارانكويلا
يعد كرنفال بارانكويلا أهم الاحتفالات الفولكلورية في كولومبيا، وثاني أكبر الكرنفالات في العالم والحاصل على “جائزة التراث” المقدمة من منظمة اليونسكو العالمية. تعود تقاليده إلى أوائل القرن التاسع عشر، حيث يتوافد السياح من داخل وخارج كولومبيا إلى مدينة الميناء ليستمتعوا بالمشاركة بتجربة فريدة على مدار أربعة أيام، عبر العروض الموسيقية والحفلات التنكرية والاحتفالات الراقصة التي تتنوع ما بين الرقصات الكولومبية ورقصات البالوتيو الإسبانية والكونغو الأفريقية التي يتم تنفيذها على أنغام الموسيقى الكولومبية الصاخبة. كما يلبس المشاركون في الكرنفال أزياء غريبة ضمن حفلات تنكرية تمتزج مع موسيقى خاصة ومميزة تعطي المشاركين شعوراً وتجربة لا يمكن نسيانها.
كالي عاصمة السالسا
تعتبر السالسا نوعاً من أنواع الرقص الذي ظهر في منتصف السبعينيات، والتي تمتاز بخطواتها الغزلية والمليئة بالحياة. وتعتبر مدينة كالي الكولومبية عاصمة السالسا في العالم، وقد طورت هذا النوع من الرقص وأضفت عليه إيقاعاً سريعاً هو أسرع إيقاع للسالسا في العالم. كما تحتضن كالي أكثر من 200 مدرسة لتعليم هذا النمط من الرقص، ويقصدها السياح من عشاق الرقص الراغبون في تعلم كيفية الرقص أو في تطوير أدائهم. وتصل أعداد السياح إلى ذروتها في مهرجانات السالسا التي تقام سنوياً في مدينة كالي، حيث يجوب الشوارع آلاف الأشخاص الذين يرقصون على وقع موسيقى عازفي السالسا.
ميديلين مدينة الموسيقى
تتمتع مدينة ميديلين بتقاليد غنية من الموسيقى الكلاسيكية، أشهرها أوركسترا ميديلين الفيلهارمونية التي تأسست في ثمانينات القرن الماضي، وهي واحدة من 4 فرق أوركسترا محترفة موجودة في كولومبيا، وتقدم أكثر من 120 حلقة سنوياً. إنها حقاً مدينة تجعل الزائر إليها يغني ويرقص على إيقاعها الربيعي على مدار العام، والتجول ضمن شوارعها التي تنبض بالحيوية المتعطشة للفن والموسيقى.
بوغوتا مدينة اليونسكو الإبداعية
تتميز مدينة بوغوتا الكولومبية بمشهد موسيقي مفعم بالحياة يضم أكثر من 60 مهرجاناً موسيقياً سنوياً، بالإضافة إلى مئات المواقع الموسيقية الحية، وأكبرها “مهرجان الباركيه” الذي يستضيف أكثر من 600 ألف فنان. وقد حصلت بوغوتا في العام 2012 على الاعتراف بها ضمن قائمة اليونسكو لمدن الموسيقى الإبداعية، بفضل مساهمتها في الفنون والثقافة والموسيقى في أمريكا اللاتينية.
قرطاجنة نجمة كولومبيا الساطعة
هي ملكة جمال كولومبيا، حيث الإبداع الهندسي المعماري المتناغم مع الإيقاعات الموسيقية التي يمكن الاستمتاع بها في جميع أنحاء المدينة. وتعد قرطاجنة واحدة من أكثر المدن حيوية في أمريكا الجنوبية، ومكاناً رائعاً لعشاق الموسيقى الراغبين بالاستمتاع في الحفلات الموسيقية المتنوعة، حيث يتجول الموسيقيون في ساحاتها وأزقتها الضيقة ليعزفوا أجمل الأنغام والإيقاعات. ويعد مهرجان الموسيقى الدولي أحد أهم الأحداث الفنية في قرطاجنة، والذي يجمع الكثير من عشاق الموسيقى والأدب من جميع أنحاء العالم.
كولومبيا تهدي العالم آلة موسيقية جديدة
في العام 2014، اخترع متخصصون موسيقيون آلة موسيقية جديدة سجلت باسمهم هي ” ludofon”، وهي آلة مخصصة لمساعدة الأطفال على ملامسة الموسيقى واكتشاف مواهبهم في هذا المجال، بالإضافة إلى تحديد نوعية الآلات التي تستهوي الطفل أكثر، ما يمكنه من اختيار الآلة الموسيقية وممارسة العزف عليها منذ الصغر.
وتشتمل الآلة على ميزات تجعلها استثنائية بين نظيراتها، فهي آلة وترية وهوائية، بالإضافة إلى أنها آلة إيقاع أيضاً. وقد أرفق لون محدد بكل حرف موسيقي على الآلة، وهي الألوان ذاتها التي يحددها أستاذ الموسيقى على السبورة وفقا لتتابعها، ما يساعد الطفل على العزف بسهولة أكثر.
ولدت فكرة تصميم الآلة في ورقة تخرج الطالب دافيد هيرنانديز سالاسار، وفي بحث الطالب خورخي تاديو لوسانو من كلية التصميم الصناعي في الجامعة الكولومبية. وقد بدأت هذه الآلة بالانتشار في كولومبيا وخارجها، لا سيما بعد حصول مصمميها على جائزة “ابتكار أمريكا” في العام 2014 في فئة التصميم.