أثارت قصة البروفيسور الجزائري في علم النفس، محمد شلبي، الإعجاب بعد عرضها في برنامج تلفزيوني، حيث إن الرجل فاقد للبصر تماما، لكنه مع ذلك لا يتوقف عن الكتابة والتأليف، وهو يستطيع التمييز بطريقة عجيبة بين كتبه وما يوجد بداخلها.
ويعد البروفيسور الذي استضافه المذيع يوسف زغبة على قناة البلاد الجزائرية في برنامج “علمتني الحياة”، واحدا من أهم المتخصصين في مجاله، فهو حاصل على دكتوراة من الجزائر وأخرى من فرنسا، ويشغل حاليا منصب أستاذ علم النفس العيادي بجامعة قسنطينة شرق البلاد، وكان قبل ذلك رئيس المجلس العلمي لكلية علوم النفس وعلوم التربية.
والملفت في قصة الأستاذ أنه بعد فقدانه للبصر في ثمانينات القرن الماضي، استطاع تأليف 8 مؤلفات بينها 5 كتب، كما أن لديه كتابين في طور الإنجاز، وهو يؤكد في حديثه، أن فقدانه البصر زاده عزيمة وإرادة على الإنتاج العلمي، وغيّر حياته نحو الأفضل، كما أن حبّه للتدريس دفعه للتأليف؛ لأن الأستاذ الجامعي لا بد له أن يقدم إنتاجا علميا.
واستشهد البروفيسور الكفيف، بأبيات للشاعر التونسي أبي القاسم الشابي في وصف عزيمته حينما قال في قصيدته الشهيرة: “سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ.. كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ.. أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً.. بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ.. لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ”.
وفي موقف عجيب يُظهر تعلق البروفيسور برسالته العلمية، استطاع أمام الكاميرا التمييز بين كتبه رغم أنها متشابهة من حيث الشكل والملمس، بل إنه يستطيع حتى تذكر ما كتبه في صفحاتها، وهو ما أثار إعجاب المعلقين الذين أكد بعضهم أن هذا النوع من الأشخاص هم من يجب أن يكونوا في صدارة المؤثرين على مواقع التواصل.