لمدة 25 عاما عانت محافظة الوادي الجديد الحدودية في مصر حرمانا سينمائيا منذ أن أغلقت صالة “هيبس” التاريخية أبوابها.
ويعود إنشاء سينما “هيبس” إلى عام 1963، أي قبل نحو 60 عاماً، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهي واحدة من أقدم دور العرض المصرية.
وجاء قرار عودة تلك السينما التاريخية للعمل بعد صدور قرار من وزارة الثقافة المصرية بتطويرها ورفع كفاءتها ضمن مبادرة “سينما الشعب”، التي تسعى مصر من خلالها إلى دعم السينما في مواجهة الفن التجاري، وفتح آفاق وأسواق جديدة للاستثمار الفني من مختلف دول العالم إلى مصر.
وتصف ناني خضر، مديرة سينما هيس التاريخية، اللحظات الأولى لإعادة العروض للسينما مرة أخرى، بـ”التاريخية”، مشيرة إلى أن “الروح عادت للجسد مرة أخرى، فالسينما كانت جزءا من تاريخ وعراقة الماضي للمحافظة، وستكون جزءا من التاريخ والثقافة في المستقبل”.
وتابعت خضر، في حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أن: “العروض بدأت للجمهور مع أول أيام عيد الأضحى المبارك، عن طريق حفلات كثيرة تتم على مدار اليوم بداية من العاشرة صباحًا وحتى الثانية عشر منتصف الليل، وسط فرحة عارمة من جمهور الوادي الجديد، الذي اعتبر إعادة فتح السينما كإعادة الابن المغترب لحضن أمه مرة أخرى”.
“السينما تعتبر من الآثار المهمة للمحافظة، وكانت المتنفس الثقافي الوحيد في الماضي، وتم تحديد أسعار التذاكر بأربعين جنيها للجمهور عدا أصحاب الهمم بالمجان، وتفعيل سعر النصف تذكرة للطلاب بقيمة 20 جنيها”، هكذا توضح.
40 عاماً من الشقاء
وتحكي المسؤولة عن السينما عن والدها الذي قضى أكثر من أربعين عاما مسؤولا عنها، قائلة: “مشاعري بالفرحة والجمال تختلف عن الجميع، ووالدي رحمة الله عليه كان هو المسؤول عن السينما في الماضي لعقود طويلة، وأغلقت السينما أبوابها وتوقفت أثناء تواجده، والآن أصبحت ابنته هي المسؤولة عنها”
وأضافت: “أحببت السينما من حب والدي لها، كان يبدع في التشغيل لدرجة ربط الجمهور بينه وبين العروض وباتت عبارات (علّي الصوت يا خضر) و(اعرض الفيلم يا خضر) -اسم والدها- حاضرة حتى مع افتتاحها مجددا، تكريما لدوره على مدار عقود طويلة من العمل والجهد في السينما”.
لن نتوقف
وأكملت: “السينما تعتبر في مرحلة تجريبية الآن، ولن تتوقف خلال الفترة المقبلة بعد التحديثات التي تمت فيها وإضافة منظومة للحماية المدنية لتحقيق الأمان والسلامة للجمهور، وسيتم عرض الأفلام الجديدة أولا بأول”.