في هذه الصورة التي نشرتها وكالة “أسوشييتد برس”، نشاهد طفلًا فلسطينيًّا ينتظر دوره في الحصول على القليل من الطعام، بينما تحكي عيونُه الحزينة الدامعة حجمَ المأساة التي يعيشها تحت وطأة كارثة إنسانية يعيشها القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية الانتقامية الغاشمة على القطاع.
ولم يكتفِ الاحتلال بالقضاء على مظاهر ومقومات الحياة في غزة من قصف للمنازل والبنية التحتية وكل ما وصلت إليه مدافعهم وقنابلهم؛ بل وصل الأمر إلى مرحلة التجويع؛ إذ يعاني القطاع منذ بدء الحرب من شحّ المواد الغذائية والطبية، في الوقت الذي يحكم فيه الاحتلال حصاره وقبضته، ويمنع أو يؤخّر دخول المساعدات الإنسانية، ليزيد معاناة السكان، ويحيلها إلى جحيم.
ودفع الجوعُ القارس الذي تعيشه غزة السكانَ إلى اللجوء لطحن أعلاف الحيوانات لاستخدامها بديلًا للطعام، فيما شوهدت مئات الصفوف من السكان يصفون للحصول على القليل من الطعام من بعض المتبرّعين لسدّ رمقهم.
وحذّر عدد من الجهات والمنظمات الدولية والإقليمية من تفاقم الأزمة الإنسانية؛ إذ كشف المرصدُ الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن “64%” من الذين تم التوجه إليهم بالاستطلاع من سكان قطاع غزة يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد المنتهية الصلاحية؛ لسدّ جوعهم.
ولفت “المرصد” إلى أنّ الانتقام الجماعي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في تجويع أهالي غزة، وصل إلى مستويات خطيرة للغاية، جرّاء القصف المتعمّد للمخابز والمصانع والمتاجر وإمدادات الغذاء والدواء ومحطات وخزانات المياه.
فيما قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، كاثرين راسل: إن وضع الأطفال في قطاع غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، سواء على صعيد الأمن أو الغذاء أو الدفء أو الحصول على أبسط مقومات الحياة الأساسية.
وأوضحت أنّه لا يمكن للعالم التخلّي عن أطفال غزة في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الأطفال تحت الحرب والجوع والبرد القارس.
ودعت “راسل” في تغريدة لها، نشرتها الجمعة عبر منصة “إكس”؛ إلى ضرورة الوقوف إلى جانب أطفال غزة، وتقديم المساعدات اللازمة لهم في أقرب وقت.