تتميز الحرف اليدوية المصنوعة من نبات «الكابيم دورادو»، الذي يُعرف بالبرتغالية بـ«العشب الذهبي»، بجمالها الاستثنائي، إذ إنه في منطقة سيرادو البرازيلية، يحول الحرفيون هذا النبات إلى قبعات، سلال، ومجوهرات تشع ببريق الشمس الساطعة، ورغم مظهره الذهبي، «الكابيم دورادو» ليس من الذهب، كما أنه لا يعد عٌشباً، بل هو عبارة عن سيقان طويلة لزهرة صحراوية صغيرة تُعرف باسم «sempre viva».
ينمو النبات في تربة غنية بالألمنيوم، ويقضي معظم العام على شكل وردة صغيرة تتجمع بالقرب من الأرض، مختبئة تحت مظلة من الأعشاب الطويلة، وفي شهر يوليو، الذي يمثل فصل الربيع في سيرادو، ينمو ساق الزهرة ليصل إلى ارتفاع 60 سم، وأثناء ذلك يزهر وينتج البذور، ومن ثم يجف ليصبح لامعاً في الشمس، وبحلول شهر سبتمبر، يظهر النبات بين الأعشاب الأخرى، متلألئاً بلونه الذهبي.
ينمو «الكابيم دورادو» في جميع أنحاء سيرادو، لكنه يتألق بشكل خاص في جالاباو، إذ يحصده مجتمع مومبوكا منذ ما يقرب من قرن، كما تتطلب زراعة هذا النبات البري حرقاً متحكماً فيه بانتظام، ما يضمن بقاء غطاء العشب مفتوحاً لتصل أشعة الشمس إلى الوردة، ويلعب النبات دوراً في حبس الهواء الرطب بين طيات أوراقه، ما يزيد من فرص بقائه أثناء الحرائق.
واجهت هذه العلاقة الحساسة بين النار والماء والنباتات والبشر تهديداً بسبب النجاح الكبير للحرف اليدوية المصنوعة من «الكابيم دورادو»: في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أدى الطلب المتزايد على السلع الذهبية إلى تدفق حصادين جدد غير ملمين بالبيئة، وأثناء ذلك تدخلت المجتمعات المحلية والحكومة بمساعدة العلماء للحفاظ على التوازن البيئي.
في جالاباو، وبعد تحديد موعد رسمي لبدء الحصاد، بدأ مجتمع مومبوكا تقليداً جديداً: مهرجان يحتفل بموسم الحصاد، خلال مهرجان «كولهايتا دو كابيم دورادو»، يجتمع الناس لمدة ثلاثة أيام للاحتفال بالطعام والموسيقى والعروض التوضيحية، والتعرف إلى أحدث الإبداعات التي استخدمها النساجون لتحويل هذه المادة الرائعة إلى أعمال فنية مبهرة.