كان مامادو سافايو باري مصمماً على دراسة الدين الإسلامي في إحدى الكليات العريقة، ولأنه غير قادر على تحمل تكاليف الرحلة الجوية من غينيا إلى مصر حيث جامعة الأزهر، فقد رسم خريطة لإفريقيا في دفتر ملاحظاته وانطلق، لتحقيق حلمه في البحث على دراجة هوائية مستعملة.
وقطع الشاب الذي يبلغ من العمر 25 عاماً آلاف الكيلومترات عبر القارة حاملاً مصباحاً ومفكاً وبعض الملابس، ومر بالغابات والصحارى ومناطق الصراع على أمل الوصول، وإيجاد مكان له وطريقة لتمويل دراسته.
وبعد أربعة أشهر قطع خلالها 7 بلدان وآلاف الأميال وصل إلى القاهرة ونال منحة دراسية كاملة في جامعة الأزهر، إحدى أقدم وأشهر المؤسسات التعليمية الإسلامية في العالم.
وقال باري «إذا كان لديك حلم، فتمسك به وكن قوياً، والله سيساعدك».
وينطلق الآلاف من سكان غرب إفريقيا مثل باري في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء الكبرى كل عام بحثاً عن حياة أفضل.
ولكن كثيرين لا يتمكنون من النجاة. فقد أظهرت بيانات من المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من 500 شخص لقوا حتفهم أو اختفوا على طرق الهجرة في غرب إفريقيا العام الماضي.
ولكن باري قرر أن الأمر يستحق المخاطرة. وقال الشهر الماضي بينما كان في تشاد «كان عليّ أن أقاتل».
وكان باري يقطع ما يقرب من مئة كيلومتر كل يوم مروراً بمالي وبوركينا فاسو وتوجو وبنين والنيجر قبل أن تتقطع به السبل في نجامينا عاصمة تشاد مع تعثر مسار الرحلة الذي خطط له بسبب الصراع في السودان.
وأضاف أنه تم احتجازه ثلاث مرات، اثنتان منها في بوركينا فاسو التي تشهد تمرداً ومرة في توجو، حيث احتجزته قوات الأمن لتسعة أيام دون توجيه اتهامات قبل أن تطلق سراحه مقابل 35 ألف فرنك إفريقي (56 دولاراً).
وروى كيف أن هذا المبلغ كان كل ما يدخره لبقية الرحلة.
وتابع: «كنت أنام في كثير من الأحيان في الأدغال لأنني كنت أخاف من السكان في المدن، كنت أخشى أن يأخذوا دراجتي ويؤذوني».
إلا أن حظ باري تبدل مرة أخرى في تشاد بعد أن عرض فاعل خير، قرأ عن رحلته على الإنترنت، نقله مباشرة إلى مصر ومن ثم تجاوز القتال في السودان.
ووصل باري إلى القاهرة في الخامس من سبتمبر/ أيلول، وبعد أيام حصل على منحة دراسية كاملة بالأزهر، وأظهرت صورة تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي باري وهو يلتقي بمستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، وتعلو وجهها الابتسامة.
ويعتزم باري العودة إلى غينيا عندما تنتهي دراسته لنقل ما تعلمه.
وقال: «عندما أعود إلى بلدي، أتطلع إلى أن أكون شخصاً يدرّس تعاليم الإسلام ويعلم الناس فعل الخير».