وأكدت لجنة الفضاء بنقابة المهندسين في مؤتمر عقدته السبت، مواكبتها جهود الدولة في القطاع العلمي والبيئي، باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا في الوصول إلى التنمية الشاملة في مصر، والاعتماد على المؤسسات البحثية والأقمار الاصطناعية متعددة المهام التي تمتلكها البلاد في الوقت الحالي.

مراقبة المناخ

من جهته، كشف الدكتور أحمد فرج، رئيس لجنة الفضاء بنقابة المهندسين في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، تفاصيل خطة إطلاق مصر لقمر اصطناعي جديد، يعمل على مراقبة التغيرات المناخية في إفريقيا، والذي سيُعرض منه نموذج محاكاة أولي على طاولة مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ، بهدف التعرف إلى عوائده وتحديد موعد انطلاقه.

وأوضح فرج أنّ: “وكالة الفضاء المصرية عزمت منذ فترة وجيزة على إطلاق قمر التنمية الإفريقي الذي يهدف لمراقبة التغيرات المناخية في إفريقيا مثل ظاهرة التصحر وزيادة نسبة الانبعاثات، بدعم وتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حتى تكون الدول الإفريقية والأوروبية على أتم استعداد لمواجهة الظروف المناخية المتوقعة”.

وتابع: “كان الهدف من المؤتمر الذي عقدته لجنة الفضاء بنقابة المهندسين، هو تحديد دور الأقمار الاصطناعية في رصد التغيرات المناخية أو اختلاف نسب درجات الحرارة، من خلال استخدام أقمار اصطناعية معينة بها استشعارات خاصة توفر تفاصيل التغير المناخي في الفترة المقبلة”.

مهمة فضائية

وعن مهام القمر الاصطناعي الجديد في مواجهة تغير المناخ، أكد رئيس لجنة الفضاء بنقابة المهندسين أنّها تشمل:

  • إعطاء إنذار مبكر لمصير المنطقة المستهدف تحديدها في المستقبل.
  • قياس سرعة الرياح.
  • تحديد نسب المياه وحجم الفيضانات.

فرج أشار إلى إطلاق مصر قمر اصطناعي آخر في عام 2023، مخصص لقياس نسبة البلازما في طبقات الجو العليا، باستخدام استشعارات معينة وكاميرات حرارية ذات جودة عالية، والذي يصل إلى كوكب المريخ للقيام بعدة مهام، وهي:

  • قياس الأشعة تحت الحمراء والبنفسجية.
  • تحديد نسبة المياه على كوكب المريخ.
  • التأكد من إمكانية الحياة على الكوكب في المستقبل.

لجنة الفضاء

وأضاف: “في أغسطس الماضي، تم تدشين لجنة الفضاء بالنقابة العامة للمهندسين بشكل فعلي، حتى لا تكون النقابة بعيدة عن مجال علوم التكنولوجيا والفضاء، كونه مجال حيوي ويجب الاستفادة منه قدر الإمكان في ظل الظروف البيئية الراهنة، بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة التي تربط الفضاء بالمناخ”.

 واستكمل: “كان من الضروري تفعيل دورنا داخل النقابة في تأهيل وتثقيف المجتمع الهندسي، وتدريب كوادر المهندسين الشباب للاندماج في سوق العمل، خاصة في ظل الطلب المتزايد من قبل الجهات المعنية على مهندسي تكنولوجيا وعلوم الفضاء”.

واختتم رئيس لجنة الفضاء بنقابة المهندسين حديثه، مؤكدا أنه تم تدشين ورش عمل وندوات تثقيفية منذ اليوم الأول لتفعيل دور اللجنة، بالمشاركة مع عدد من الخبراء المختصين في هذا المجال بمقر النقابة العامة للمهندسين، بهدف التعريف بمسمى الفضاء، والعائد منه في مواجهة التغيرات المناخية، والتأكيد أيضاً على دور المؤسسات التعليمية والبحثية في علوم الفضاء.

شراكة صينية

ومن جانبه، أكّد الدكتور أسامة شلباية عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بني سويف، أنّ وكالة الفضاء المصرية وضعت خطة مُحكمة في الفترة الماضية لإطلاق قمرين صناعيين جديدين في أفريقيا، أولهما قمر البلازما الخاص برصد الخصائص المناخية في طبقات الجو العليا، والذي تم تحديد موعد انطلاقه في عام 2023.

وأضاف شلباية في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” أنّ: “القمر الثاني والمختص في مراقبة التغيرات المناخية في دول إفريقيا، يتم التجهيز له حالياً بالتعاون مع جهة صينية لم يُعلن عن اسمها بعد، ومن المنتظر إعلان موعد انطلاقه في الفترة المقبلة، كونه يُعدّ عاملاً حيوياً في مواجهة التحديات المناخية الحالية، من خلال رصد الظواهر المتوقع حدوثها في المستقبل”.

وقال: “الغرض المراد الوصول إليه من إطلاق قمر التنمية الإفريقي، هو تجميع الصور والبيانات داخل المحطة الأرضية، حتى يتم إجراء تحليلات لها، وتُدرج في تقرير رسمي يُقدم إلى المؤسسات الحكومية المسؤولة عن اتخاذ القرار بشأن مواجهة التغيرات المناخية المرصودة”.

تكلفة باهظة

في السياق، قال الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة وممثل مصر بالمركز، إنّ مصر لم يكن لديها من قبل أي أقمار اصطناعية خاصة برصد التغيرات المناخية، بسبب تكلفتها الباهظة للغاية، والتي لم تستطع أي مؤسسة إنتاجها خلال السنوات الماضية.

وأوضح النهري في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية” المنافع العائدة من إطلاق أقمار اصطناعية مخصصة في مراقبة التغيرات المناخية، وهي:

  • قياس درجة الحرارة والأمطار.
  • تحديد الرطوبة النسبية وبخار المياه.
  • التعرف إلى أماكن حدوث الأعاصير فوق المحيطات.

وأضاف: “الأقمار الاصطناعية التي تعمل على رصد الظواهر المناخية يمكنها التعرف إلى ما سيحدث قبل يوم أو يومين من وقوع الكارثة، لكن الأقمار المتوافرة حالياً في مصر، يمكنها فقط تحديد النتائج التي نستدل منها على نشرة الطقس اليومية، والعمل على تصنيع وإنتاج أقمار مناخية يحتاج إلى دراسات موسعة وميزانية كبيرة للغاية”.

ووجه نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة نصيحته لضمان نجاح مشروع إطلاق قمر اصطناعي مختص في مراقبة التغيرات المناخية، مؤكداً على أهمية التدريب الجيد بشأن تكنولوجيا تصنيع الأقمار الاصطناعية، الأمر الذي نجحت فيه مصر من قبل حين ساعدت روسيا وأوكرانيا في تصنيع بعض مكونات الأقمار الاصطناعية، لكنها حتى وقتنا هذا لم تصل إلى التصنيع بشكل كامل.

المصدر