تهانينا لكِ بالحمل أولاً، وبالتأكيد أنتِ متشوقة إلى معرفة جنس الجنين، بعد تأكدك من صحة الحمل، ولأنه لا يمكنك معرفة جنس المولود حتى الشهر الثالث أو الرابع، فهل باستطاعة الجدول الصيني للحمل كشف هذا الأمر لك؟
لقد استحوذ الجدول الصيني للحمل، المعروف أيضًا باسم تقويم الحمل الصيني، أو الرسم البياني الصيني لتوقع جنس الجنين، على خيال العالم، وأثار الجدل لقرون عدة، ويعتقد أن هذا الرسم البياني القديم قد تم اكتشافه في مقبرة ملكية منذ أكثر من 700 عام، ويدعي أنه يتنبأ بجنس الطفل، الذي لم يولد بعد على أساس العمر القمري للأم، والشهر القمري للحمل. لقد انقسمت الآراء حول هذا المفهوم الرائع، حيث أيد البعض صحته بحماس، بينما رفضه البعض الآخر باعتباره خرافة أو فولكلوراً لا أساس لهما من الصحة.
الأصول والتاريخ التفصيلي لجدول الحمل الصيني:
وفقاً للاعتقاد الشائع، تعود أصول جدول الحمل الصيني إلى عهد أسرة تشينغ الصينية، ويعتقد أن عمره أكثر من 700 عام، وكما تقول الأسطورة: تم اكتشاف هذا المخطط المثير للاهتمام في مقبرة ملكية بالقرب من بكين، وبعد اكتشافه تم نقله إلى إنجلترا، حيث تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، وأثارت هذه الترجمة اهتماماً كبيراً وفضولاً عالمياً واسع النطاق، ما أدى إلى الاعتراف العالمي الحالي بها.
الرسم البياني هذا فريد من نوعه؛ لأنه يستخدم العمر القمري للأم، والشهر القمري للحمل؛ للتنبؤ بجنس الطفل، الذي لم يولد بَعْدُ. وكانت هذه أداة أساسية، وفقاً للتقاليد الصينية، خاصة للعائلات الملكية التي كانت مهتمة بشكل خاص بإنجاب ورثة ذكور لمواصلة نسبهم، ويوضح استخدام الرسم البياني في مثل هذه القرارات المهمة أهميته في المجتمع الصيني التاريخي.
المنظور العلمي لجدول الحمل الصيني:
ومن منظور علمي بحت، يفتقر جدول الحمل الصيني إلى الأدلة التجريبية لإثبات ادعاءاته. ففي عالم الأحياء، يتم تحديد جنس الجنين عن طريق الكروموسومات الجنسية. فعلى وجه التحديد، إن مجموعة الكروموسومات (X) أو (Y)، التي ساهم بها الوالدان أثناء الحمل، تحدد جنس الطفل، وتوفر الأم دائمًا كروموسوم (X)، بينما يمكن للأب أن يساهم إما بكروموسوم (X) أو (Y)، ونتيجة لذلك فإن مجموعة (XY) تنتج ذرية ذكوراً، في حين أن مجموعة (XX) تنتج ذرية إناثاً.
ويتضح من هذا الفهم لعلم الأحياء أن جنس الطفل يتحدد بشكل لا رجعة فيه عند نقطة الحمل، والعوامل الخارجية مثل: عمر الأم، أو شهر الحمل، ليس لها أي تأثير عليه. لذلك من وجهة نظر علمية بحتة، يفشل جدول الحمل الصيني في الاحتفاظ بالمياه.
المعتقدات العامة والتصورات المتعلقة بجدول الحمل الصيني:
على الرغم من عدم وجود أدلة علمية تدعم جدول الحمل الصيني، إلا أنه لا يزال يثير فضول الناس في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن تعزى شعبيته إلى كونه لعبة تخمين ممتعة في حفلات استقبال المولود الجديد أو للآباء والأمهات الحوامل الذين لديهم فضول بشأن جنس طفلهم، لكنهم لا يرغبون في معرفة ذلك من خلال الاختبارات الطبية، فهو يضيف عنصر التشويق والمفاجأة لترقب وصول الطفل، ما يجعله أداة ممتعة للآباء والأمهات الحوامل.
ويعتبر بعض الناس جدول الحمل الصيني بمثابة تقليد ثقافي، أو جزءاً لا يتجزأ من الفلكلور الصيني، ويُنظر إليه على أنه رمز لتاريخ الصين الغني، وتراثها الثقافي. لكن من المهم ملاحظة أن الاعتماد على هذا المخطط لاتخاذ قرارات أو تنبؤات جادة، يمكن أن يؤدي إلى خيبة أمل كبيرة.
طريقة الجدول الصيني في الكشف عن نوع الجنين:
تعمل طريقة الجدول الصيني من خلال الرجوع إلى عمر الأم وقت الحمل، والشهر الذي تم فيه الحمل، ويعتمد هذان العاملان على التقويم القمري الصيني، الذي يختلف عن التقويم الغريغوري القياسي، المستخدم في أجزاء كثيرة من العالم اليوم.
والرسم البياني المصاحب لهذه الطريقة عبارة عن شبكة مربعة، تراوح أعمارها بين 18 و45 عامًا على طول محور وأشهر السنة القمرية الصينية على المحور الآخر، من خلال إيجاد تقاطع عمر الأم، وشهر الحمل، على هذا الرسم البياني، ومن المفترض أن يتنبأ الجدول بجنس الطفل، وعادة يتم تمثيل الأولاد بمربعات «زرقاء»، والفتيات بمربعات «وردية».