يتابع الإماراتيون على وجه الخصوص، والعرب عموماً، بكل فخر، رحلة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي يعد أول رائد فضاء عربي يقضي فترة ستة أشهر في الفضاء.
وكان النيادي قد انطلق نهاية شهر فبراير الماضي في مهمة “سبيس إكس كرو 6″، إلى محطة الفضاء الدولية، من المجمع “A39″، بقاعدة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأميركية، عبر صاروخ “فالكون 9″، المصنّع من شركة “سبايس إكس”، حيث سيصبح أول رائد فضاء عربي يقضي ستة أشهر في الفضاء، عند إتمام مهمته في محطة الفضاء الدولية، في شهر أغسطس المقبل.
وتتزامن رحلة النيادي مع حلول شهر رمضان الفضيل لهذا العام، وهو الأمر الذي يجعل الصائمين يتساءلون إن كان رواد الفضاء المسلمون يصومون وهم في مهمتهم في محطة الفضاء الدولية؟
من المعروف أن محطة الفضاء الدولية تدور حول الأرض بسرعة 27600 كيلومتر في الساعة، ما يعني أن المقيمين بها يمر عليهم 16 شروقاً وغروباً للشمس كل يوم!
ويعتبر النيادي ثاني رائد فضاء مسلم من بين عشرة رواد فضاء عرب ومسلمين، بعد رائد الفضاء الماليزي، شيخ مظفر شكر، الذي تزامن حلول شهر رمضان الفضيل مع مهمته في الفضاء.
وخلال مؤتمر صحافي، كان قد شارك فيه النيادي في شهر يناير الماضي، أجاب على سؤال حول طريقته في صيام شهر رمضان الفضيل، خاصة أنه يتزامن مع مهمته في الفضاء، فقال وفقاً لشبكة “سي إن إن الإخبارية”، إنه يمكنه الصوم وفقاً لتوقيت غرينتش، أو التوقيت العالمي المنسَّق الذي يُستخدم كمنطقة زمنية رسمية على المحطة الفضائية، وقال إنه كرائد فضاء ينطبق عليه تعريف “المسافر”، ما يعفيه من صوم رمضان، تصديقاً للآية “فَمَن كانَ مِنكم مَرِيضاً أوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أيّامٍ أُخَر”، وأضاف أن “الصوم ليس إجبارياً إذا كنت تشعر بأنك لست على ما يرام”.
وفي عام 2007، أصبح رائد الفضاء الماليزي، شيخ مظفر شكر، أول مسلم يمكث في محطة الفضاء الدولية. وإثر ذلك، أصدر مجلس الفتوى الإسلامي الوطني في ماليزيا إرشادات خاصة لتوجيه ممارساته وممارسات رواد الفضاء المسلمين في المستقبل. وعلى الرغم من أن رحلته تزامنت مع شهر رمضان، فإن المجلس أشار إلى إنه يمكن تأجيل صومه حتى يعود إلى الأرض، أو يمكنه الصوم وفقاً للمنطقة الزمنية للمكان الذي انطلق منه. كما أُعفي رائد الفضاء من واجب الركوع أثناء الصلاة، لأنه عمل صعب عند انعدام الجاذبية، كما جُعل استقبال القبلة أثناء الصلاة مرهوناً بقدرات رائد الفضاء.