على أنغام الموسيقى والرقصات شعبية، احتضنت محافظة الأقصر السياحية جنوبي مصر، أخيرا، مهرجانا احتفائيا بفاكهة المانغو الشهيرة بـ”ملكة الفواكه”.
فعلى مسرح مكتبة مصر العامة المطلة على طريق الكِباش الأثري، اصطف أطفال بالزي الفرعوني، الخميس، لاستقبال زوار المهرجان، الذي يعد الأول من نوعه في الأقصر.
فيما كانت إحدى الفرق الموسيقية منهمكة في تقديم فقرات فنية تحتفي بفاكهة المانغو، على أنغام الربابة والمزمار البلدي.
الأجواء الكرنفالية للمهرجان شملت كذلك رقصات شعبية، مثل رقصة التنورة الصوفية التراثية، التي أداها راقصون بشكل جماعي عبر حركات دائرية، تمتزج مع إيقاعات من الموسيقى الدينية أو الشعبية.
كما أدى بعض الشباب استعراضات بـ”لعبة التحطيب” الشهيرة جنوب مصر، وهي من الفنون القتالية المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة.
وفي هذه اللعبة، يؤدي شخصان حركات استعراضية بالحطب (عصا غليظة) عبر لفها بين أصابع اليد بمهارة، فضلا عن تبادل ضرب العصا بطرق احتفائية.
الرسم على المانغو
وفي جانب آخر في المهرجان، كان فن الرسم على ثمار المانغو يحمل أجواء من البهجة للحضور؛ إذ برع رسامون مشاركون في الاحتفاء بملكة الفواكة عبر رسم وجوه أشخاص ومناظر طبيعية على قشورها بحرفية كبيرة.
وأمام هذا المسرح، تراصت أقفاص من فاكهة المانجو بأنواعها المختلفة، التي تُغري الزوار باقتنائها، حيث تحلو في أفواه المصريين لا سيما مع جني المحصول من منتصف يوليو/ تموز الجاري، وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقدّر إعلام محلي أن يتجاوز إنتاج مصر من المانغو العام الحالي مليونا و500 ألف طن، فيما بلغت المساحة المزروعة بها نحو 250 ألف فدان (الفدان يعادل نحو 4200 متر مربع).
وتشتهر مصر بأنواع عدة من المانغو أشهرها: العويسي، والسكري، والفونس، والصديقة، والزبدية، والكيت.
وتعتبر المناطق الساحلية ودلتا النيل (شمال)، ومحافظة الإسماعيلية (شمال شرق)، من أفضل المناطق لزراعة هذه الفاكهة في مصر.
وجاء مهرجان المانغو، وفق تقارير إعلامية محلية، عقب أيام من إحياء اليوم العالمي للمانجو في 22 يوليو، وبهدف وضع الأقصر على الخريطة الزراعية لهذه الفاكهة في مصر.
إذ أعلن المسؤولون عن المهرجان، خلال فعالياته، عزمهم تدشين مبادرة “أزرع مانجو” بالأقصر والتي تستهدف زراعة 1000 فدان بهذه الفاكهة خلال 5 سنوات، لافتين إلى أن البداية ستكون بزراعة 300 فدان.
فوائد صحية
وبحسب استشاري التغذية العلاجية في مصر أحمد دياب، فإن المانغو غنية بالعناصر الغذائية الهامة للجسم، فهي تحوي فيتامينات “أ” و”ج” و”ب 6″ و”هـ”، وهي جميعا ضرورية لصحة الجسم ووظائفه المختلفة، وتُعد أيضا مصدرا غنيا بالبوتاسيوم والماغنيسيوم والحديد، وهي معادن ضرورية لصحة القلب والعظام والعضلات.
وتفيد المانغو، وفق دياب الذي تحدث لصحيفة “الأهرام” الحكومية، في خفض ضغط الدم، وتحسين مستويات الكوليسترول، وتقوية جهاز المناعة، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، والحفاظ على صحة البشرة.
لكن الإفراط في تناولها قد يُسبب أضرارا منها زيادة الوزن لاحتوائها على نسبة عالية من السكر، واضطرابات في الجهاز الهضمي، إضافة إلى معاناة البعض من الحساسية عند تناولها، وفق استشاري التغذية العلاجية.
وتمثل فاكهة المانغو أولوية لدى المستهلكين لا سيما مع طرحها في الأسواق بكثافة كبيرة خلال يوليو.
وتحدد أسعارها التي تراوح بين 18 و35 جنيها (37 ـ 73 سنتا) للكيلو الواحد، نسب الإقبال في الأسواق، ولكل نوع منها جمهوره العريض.