ولاحظ دومينيك بوتونا، رئيس المركز، في بيان، أن فرنسا التي أوقفت سنة 2023 تطبيق القيود الصحية على دور السينما، «حققت أفضل انتعاش بين البلدان المماثلة لها» في حركة الإقبال على الصالات المظلمة. ورأى أن الفضل في ذلك يعود إلى «تنوّع الأعمال المتوافرة، خصوصاً الفرنسية منها، والتزام دور السينما».
ومع أن حصيلة العام المنصرم تمثل انتعاشاً جديداً لحركة الصالات الفرنسية، مقارنة بـ152,02 مليون تذكرة بيعت في 2022 (بزيادة 59,2 في المئة عنها في 2021)، لا تزال النتائج أدنى بنسبة 13,1 في المئة عن متوسط الفترة الممتدة من 2017 إلى 2019، والتي شهدت الإقبال الأفضل منذ خمسين عاماً لصالات الفن السابع الفرنسية (207,95 مليون).
وعلى سبيل المقارنة، بلغ الإقبال على دور السينما في ألمانيا حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 83 مليوناً، أي بتراجع قدره 14 في المئة بالمقارنة مع متوسط 2017-2019، فيما بيعت في إيطاليا 63 مليون تذكرة (-22 في المئة) وفي إسبانيا 68 مليوناً (-24 في المئة)، وفقاً لتقديرات شركة تحليل الحضور «كومسكور» التي نشرها المركز الوطني للسينما في فرنسا.
وأشارت الهيئة أخيراً إلى أن السوق الأمريكية لا تزال متخلفة بنسبة 21% عن مستوى إيراداتها السابق، فيما المملكة المتحدة متأخرة بنسبة 13%.
وطغت الأفلام الأمريكية الجماهيرية على قائمة الأعمال الخمسة الأكثر استقطاباً في فرنسا، وهي «سوبر ماريو براذرز» و«باربي» و«أفاتار: ذي واي أوف ووتر» التي تخطت عدد مشاهديها خمسة ملايين، إضافة إلى «أوبنهايمر»، لكنّ إنتاجين فرنسيين تجاوز عدد تذاكرهما المبيعة أربعة ملايين هما «أستريكس إيه أوبيليكس: لامبير دو ميليو» (الرابع في الترتيب بـ 4,45 مليون) و«أليبي.كوم 2» (السادس بـ 4,18 مليون).
واستقطب فيلم «سوبر ماريو براذرز» من إخراج آرون هورفاث ومايكل جيلينيك النجاح الأكبر؛ إذ بلغ عدد مشاهديه 7,15 مليون منذ انطلاق عروضه على الشاشات الفرنسية في 5 إبريل/نيسان الفائت.
وحافظت الأفلام الفرنسية على حصتها نفسها من السوق وهي 39,8 في المئة (71,9 مليون مشاهدة)، مقابل 41,3 في المئة للأمريكية (74,7 مليون).
وأكد المركز أن فرنسا «إحدى الدول التي تتمتع فيها الأفلام المحلية بأعلى حصة من السوق السينمائية، وتتقدم بفارق كبير على المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا».
وفي ظل تأثر الإنتاج الأمريكي سلباً بالأزمة الصحية ثم في سنة 2023 بإضراب كتاب السيناريو والممثلين في «هوليوود»، لم يعد عدد الأفلام الأمريكية التي عرضتها دور السينما الفرنسية إلى المستوى الذي كان عليه قبل جائحة «كوفيد»، إذ بلغ العام الماضي 81 فيلماً، وقبل ذلك 68 في 2022، في حين كان المتوسط بين 2017 و2019 يصل إلى 127 فيلماً في السنة، وفق بيان المركز.